اَلتَّصَوُّفُ

خلاصة التصوف

الانتساب

باسم شیخي المولوي محمد أشرف السلیماني رحمه الله بشفقته یستفید القارئون من فیضه بواسطۃ هذا الكتاب .

التقریظ للشیخ المولوي محمود أشرف مدظله

الأستاذ، والمفتي بدارالعلوم الكورنجي،الكراتشي

طالع الأحقر الصفحات الإبتدائیۃ بالتوجه ، والأخری بنظرۃ عابرۃ لرسالۃ الشیخ السید شبیر أحمد الكاكاخیل ـ زید مجدهم ـ ‘ خلاصۃ التصوف'' بین المحترم زید مجدهم أمورا مهمۃ للتصوف والسلوك في أسهل طراز بصورۃ السؤال والجواب . أرجو أن تكون مطالتها واسطۃ لهدایۃ كثیر من الناس ، كما تثبت واسطۃ لإزالۃ عدم التفهم لكثیر من الناس . نسأل الله تبارك وتعالی أن یتقبل هذه الرسالۃ عنده ، ویرزق المؤلف أجرا عظیما في الدارین ۔آمین .

الأحقر محمود أشرف غفرله

الجامعۃ دارالعلوم الكراتشي الرقم : ۱۴

۷ـ۵ـ۴۱۲۲ه

التقریظ للشیخ المفتي محمد زهیر أحمد مدظله

دارالإفتا الجامعۃ العلوم الشرعیۃ راوالبندي

الحمد اللہ و کفی و سلام علی عبادہ الذین اصطفیٰ اما بعد

إن فضل الله تبارك وتعالی وإحسانه الخاصۃ علی بعض الناس أن یمن علیه باعتماد أهل الله أیضا مع العلوم الدینیۃ ، والفنون العصریۃ الجدیدۃ . من أولئك الرجال مخدومنا ، ومكرمنا السید شبیر أحمد مد فیوضهم ـ أیضا إن مهارته لا تحتاج إلی الذكر ؛ لأجل نسبته بالهیئۃ الطاقۃ الذریۃ ، وبلجنۃ رویۃ الهلال ، كما لا یخفی علاقته بالعلوم الدینیۃ من أهل العلم أیضا . إن الشیخ السید شبیر أحمد مدفیوضهم تَحَصَّل علی شرف البیعۃ بید محقق العصر ، الولی الكامل المشفق ، والمربي الشیخ المولوی محمد أشرف رحمه الله ثم ارتقي في هذه العلاقۃ یوما فیوما ، وكان یجذب فیوضات الشیخ رحمه الله وملفوظاته ، ویعبر منازل الإرتقازبالخدمۃ. أجازه شیخي، ومرشدي الشیخ الصوفي محمد إقبال رحمه الله المهاجر إلی المدینه بعد وفات الشیخ المولوي محمد أشرف رحمه الله . قُبِلَ الشیخ السید شبیر أحمد الكاكاخیل مدفیوضهم عند الشیخ عشرت نواب علي القیصر دامت بركاتهم ـ ، الشیخ الحاج فاروق السكهروي رحمه الله ـ ، الشیخ المولوي محمد عمر پالن پوري رحمه الله ـ ، الشیخ الدكتور فدامحمد مدظله ، والشیخ السید المفتي مختار الدین مدظله وعند كثیر من أولیاء الله الآخرین من الأكابر ۔ ان حظ العلاقۃ ، والنسبۃ الذی أعطاه الله إیاه ، لا یخفی رشك الأمۃ علیه من كل عالم ۔ كما وفر فرصۃ الاستفادۃ لحاملی العلوم العصریۃ الجدیدۃ ، هكذا یستفید منه أهل المدارس الدینیۃ أیضا . فی هذه السلسۃ تألیفاته ‘‘ حساب المیراث'' ‘‘ فهم المیراث المدلل ''و ‘‘ فهم الفلكیات'' وغیرها أظهر من الشمس ۔ شغله بالتصوف ، وجهده له عند عامۃ الناس وفرله في هذاالموضوع فرصۃ كتابۃ رسالۃ ، فهمها عام ، وهی فی متناول أیدیك . بین فیها المصنف. مسائل التصوف فی صورۃ السؤال والجواب ، وهی مستوی فی الاستفادۃ للحاملین العلوم الجدیدۃ ، وللطلاب المدارس الدینیۃ ۔ أسأل الله تبارك وتعالی أن یرزق تصنیفه هذا قبولیۃ علمۃ مثل تصانیفه الأخری ، وأن یجعل نفعه عام ، بعد مایجعله واسطۃ لرضی الله تبار وتعالی ـ عنده . آمین بجاه نبي الكریم صلی الله علیه وسلم أجمعین .

فقط

محمد زهیر احمد

دارالافتاء جامعه العلوم الشرعیۃ راوالبندی

التقریظ للشیخ المفتي محمد اسماعیل الطورو ـ مدظله

الرئیس لدار الإفتاء بجامعۃ الاسلامیۃ راوالبندي

قال الله ـ تبارك وتعالی ـ

" لَقَدْ مَنَّ اللہُ عَلَی الْمُؤۡمِنِیۡنَ اِذْ بَعَثَ فِیۡہِمْ رَسُوۡلًا مِّنْ اَنۡفُسِہِمْ یَتْلُوۡا عَلَیۡہِمْ اٰیٰتِہٖ وَیُزَکِّیۡہِمْ وَیُعَلِّمُہُمُ الْکِتٰبَ وَالْحِكْمَۃَ ۚ وَ اِنۡ کَانُوۡا مِنۡ قَبْلُ لَفِیۡ ضَلٰلٍ مُّبِیۡنٍ "۔

هكذا روی الشیخان الحدیث الجبریل ـ علیه السلام. عن أبی هریرۃ رضی الله عنه قال : كان رسول الله صلی الله علیه وسلم بارزا یوما للناس فأتاه رجل فقال : ما الإیمان ؟ قال ‘‘ الإیمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسوله وتؤمن بالبعث ''قال : ماالإسلام قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به ، وتقیم الصلوۃ ، وتؤدي الزكاۃ المفروضۃ وتصوم رمضان ۔ قال : مالإحسان ؟قال : ‘‘ أن تعبدالله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه یراك '' روی البخاری رقم الحدیث : ۵۰مسلم الحدیث : ۹۷ ذُكِرَ تلاوۃ القرآن ، تعلیم القرآن ، والسنۃ، في القرآن ، وذُكِرَ في الحدیث، الإیمان ، والإسلام ، وهي شریعۃ كاملۃ فهذا ذكر التزكیۃ في القرآن ، والإحسان في الحدیث ما هما ؟ فالجواب أن التصوف اسمهما الثاني . تسمي الزكیۃ ، الإحسان ، والسلوك ، أو التصوف كلها شیئ واحد یعني تصفیۃ القلب والمراد منه تزكیۃ القلب من الأمراض الباطن ، وتربیۃ النفس . إن رسالۃ الشیخ السید شبیر أحمد الكاكاخیل :مدظله ـ المسترشد للشیخ المولوي الدكتور محمد أشرف السلیمانی ـ رحمه الله ـ والخلیفۃ المجاز للشیخ الصوفي محمد إقبال المدنی ـ رحمه الله ـ حول التصوف ‘‘ خلاصۃ التصوف'' في صورۃ السؤال والجواب رائعۃ جدا . كان الاحتیاج الشدیدۃ زمن الراهن إلی رسالۃ سهلۃ ، مجذبۃ ، موقعۃ في الأذهان ، والتي تكون استفادتها مستوی لكل واحد ، إن الله ـ تبارك وتعالی ـ وفق توفیق كتابتها للشیخ ـ مدظله العالی ـ أسأل الله ـ تبارك وتعالی ـ أن یتقبلها ، وأن یرزقنا العمل علیها . آمین ثم آمین۔

محمداسماعیل الطورو

نزیل دارالافتاء بجامعۃ الاسلامیۃ صدرراوالبندي

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحیم التصوف طریقۃ لتزکیۃ النفس ، وتصفیتھا، وإن رذائل النفس لاتضر الإیمان، والأعمال فقط، بل ربما تقتل النفس کما تثقل الحیوۃ الدنیا ویۃ لأجل عدم الطمأنینۃ ، والسكون ؛ لذا یحتاج کل إنسان إلی التصوف ۔سواء معلم أم أمي مدني أم قروي کما لایستغنی المریض من العلاج . والفرق بینھما : أن أمراض الجسم تضرالنفس فقط حتی تقتلھا لیس لھا علیھا شیئ بعدالموت وأما أمراض الروح تتاثر علی الجسم والروح کلیھما فتصیر سببا لخسارتھما في الدنیا والآخرۃ ؛ لذا لا بد لکل واحد أن یتعلم أموراأساسیا حول التصوف لأنھا الحاجته الضروریۃ . کتب حول التصوف کتب کثیرۃ لکنا نحتاج إلی تصنیف وتالیف کتب جدیدۃ نظرا إلی الأحوال الجدیدۃ کما لا نستغني منھا في الطب فضلا ما توجد حولہ کتب کثیرۃ وھذہ الرسالہ عروۃ من تلک السلسلۃ . روعي فیہ لمن لم یقرا کتب کثیرۃ حوال الشریعۃ وبذل الجھد في تسھیل أمور ضروریۃ لھذاالعلم ؛ لیسھل للقارئ الإیصال إلی فھم کتب ضخمۃ حول ھذاالعلم بعد قراءۃ ھذہ الرسالۃ . خیر فیہ طراز السؤال والجواب مشافھۃ لیسھل علی القارئ تعرف شیئ جدید . ثم قدم خلاصۃ أمورالتصوف ، وفي الأخیر شُرحت إصلاحات ضروریۃ . وکان یشعر احتیاجہ من مدۃ طویلۃ لکن لم یلتفت إلیہ ۔ فالنتیجۃ أن معلم علوم جدیدۃ ماستطاع الإستفادۃ من کتب آباء ہ . وبالإضافۃ إلی ذلک ان فرق الضالۃ استفادوامن ھذا الضعف ، وبدأوا بإلقائ سمھم فی أمخاخھم بألسنتھم السھلۃ فبدأ یشک علی کتب کبارہ یعني شعر مُرَّھُم حلوا ، وحلوہ مرا ، لتأثُّر تلک الحیۃ المسمومۃ . یا لیت أن یلتفت ویتوجہ إلیہ الآن ، وإلا نربي أرکان العدوفي حجرنا. أراد العبد أن یرتب نصابا للتصوف بمشاورۃ الشیوخ ؛ لیطلع بہ السالک علی المعلومات البداءیۃ زمن الراھن ۔ إن ضعفي بمری عیني لکن اللہ تعالی إذآ أراد أمرا فلم یکن لہ أي صعب . علینا أن نعرض أنفسنا وماعدا ذلک فموقوف بمنشإ اللہ عزوجل ماشاء اللہ ، وکیف یشآء کان اللھم اجعلنا ھادیین مھدیین آمین . ویلتمس التماس الضعفاء إلی عامۃ الناس بالعموم ، وإلی أھل القلوب بالخصوص لدعاء ان ینصرنا اللہ فیه الطباعۃ الثالثۃ لھذہ الرسالۃ ، والحمدللہ أن العبد مشکور من القلب حتی وجد نفسہ قاصرۃ لأداء الشکر علی شرف القبولیۃ الذي رزقہ اللہ ھذہ الرسالۃ بین عامۃ الناس وخاصھم . وبالإضافۃ إلی تصحیح أخطاء الکتابۃ سعدت بتألیف أجوبۃ لأسئلۃ إضافیۃ ، واجتھد في تسھیل عدۃ من الأسئلۃ ، ووسع فی اخرہ الفھرس فباعتمادہ ان شائ اللہ لایکون الآن بحث لفظ ما صعب . نسأل اللہ أن یتقبل ھذہ الرسالۃ عندہ وأن یجعلہ سببا لمغفرۃ العبد ، واصلاحنا .

رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاَنْتَ خَیْرُ الرّٰحِمِیْن۔ آمین ۔

السید شبیراحمد الکاکاخیل ۔ مدظلہ العالي.

السؤال و الجواب حول لتصوف

السؤال: یزعم بالتصوف أنہ لفظ متنازع ولناس فیہ آراء مختلفۃ فما رأیک حولہ؟

الجواب: قلتَ إن التصوف لفظ متناع لکن الأصل لیس کذلک ، بل لم یفھم بعض الناس معنی التصوف فھما صحیھا لقلۃ تفاھم فانکروا من إفادتہ . والأصل أن عدۃ من الأعمال تتعلق الظاھر ۔ نحو الصلوۃ ، والصیام ، والزکوۃ وغیرھا .وبعضھا تتعلق بالباطن ، والقلب لا یعلمھا إلا اللہ وفاعلھا ، وعلیھا تنحصر أعمال الظاھر ، ولا یتقبل أعمال الظاھر بدون إصلاح أعمال الباطن أو یضیع بعض أعمال الظاھر لأجل فساد أعمال الباطن . فثبت أن إصلاح أعمال الباطن لا بد منہ ۔ فأخْذ الطرق التي یصلح بھا أعمال الباطن ، والقلب یقال لھا التصوف ویقال لطرق الشریعۃ الفقہ ایضا لذا یسمی التصوف بفقہ الباطن أیضا .

السؤال: یذکرالصوفیاء الکرام في إصطلاحھم الطریقۃ والحقیقۃ والمعرفہ من فضلک لو تشرحھالنا؟

الجواب: الطرق التي تتعلق بإصلاح أعمال الظاھرۃ تسمی ‘‘الفقہ''کما تسمی الطرق التي تتعلق بإصلاح أعمال الباطن ‘‘بالمعرفۃ'' وبعد إصلاح القلب ، وصفوہ ینکشف علیہ حقائق ، وخواص بعض الأعمال یقال لھا ‘‘الحقیقۃ'' ثم یصیر علاقۃ العبد مع اللہ عزوجل علاقۃ یعرف بھا منشأ اللہ عزوجل وفق أحوالہ بأن اللہ تبارک وتعالی أي عمل تحب وترضی بہ في وقت نفسہ وفي کل حال مثلا : لما علم أیوب علیہ السلام أن اللہ عزوجل یطلب منہ الصبر في حال نفسہ فصبر صبرا جمیلا ولما علم أن اللہ عزوجل یرید عنہ التواضع وأن یدعومن اللہ جل ذکرہ العافیۃ فدعا من اللہ تعالی العافیۃ بعد ما تواضع أمامہ ، ولما خر علیہ جراد من ذھب فجعل یحتثني في ثوبہ فنادہ ربہ یا أیوب أکم أغنیتک عما تری ؟ قال : بلی وعزتک ولکن لا غنی بي عن برکتک .

السؤال: نحن مسلمون فلا یجوزلنا أن نعمل عملا إلا ما ثبت من القرآن والسنہ ھل التصوف تثبت منھما ؟

الجواب: علیک بتعریف التصوف أي جزءہ خارج من القرآن والسنۃ .

السؤال: یذکر التقالید في التعریف ، فیکف نثبتھا من القرآن والسنۃ ؟

الجواب: لو نزعم بالتقالید أنھا الوسائط المحضۃ فقط ، فلا یحکم علیھا أنھا مخالف للشریعۃ . مثل : من یسلّم فرضیۃ الحج ، ویری السیرإلیہ في الطائرۃ واسطۃ فقط ، أیقال أنہ بدعۃ ؟ رعم ذلک لم یوجد تصور الطائرۃ في القرون الأولی ، کلا،لأنہ واسطۃ فقط . نعم، إن یری أحد أن السیر إلی الحج في الطائرۃ ضروري ، وشرعي ، وأما.الوسائط الاخری غیر شرعي ، فھا ھي ذابدعۃ ، وزیادۃ في الدین ، ولا بد من الاجتناب عنہ . ھکذا حکم التقالید ، والطرق أي أن زعم بھا الوسائط فقط ، ولا تعد من المقصد فلا بأ .

السؤال: عم لكن الصوفیاء الكرام یتكلمون بكلمۃ أو یفعلون فعلا أحیانا لا یوجد نظیره في القرون الأولی ؛لذاخروجهم من تعریف البدعۃ صعب ؟

الجواب: أری تعریف واضح للبدعۃ هوأن یری أمرا مامن الدین لیس له دلیل شرعی فهو بدعۃ '' إن ترید أن تشیر إلی بعض الناس الذین یرون التصوف بدعۃ فسأوضح لك أنهم مخطئون ؛ لأن مقاصد التصوف ثابت من القرآن والسنۃ، مثل مذمۃ التكبر، الحسد،العجب، الحقد ،البغض ،الریاء من القرآن والسنۃ كما تثبت فضیلۃ التفویض التوكل ، التواضع، وحكمها منها ؛ فكیف ینطبق تعریف البدعۃ علی من یراهامقصده، ویری طرق حصولها الوسائط فقط؟

السؤال: كلامك صحیح وأفهم بعضه لكن الیوم بعض الناس یعملون أعمالا وهو شرك وبدعۃ صراحتا ألیس من الأفضل أن یجتنب الناس من التصوف لانسداد باب الشرك والبدعۃ ؟

الجواب: اقتراحك حول الانسداد جید لكن الانطباق به هنا أعجب لویدخل الناس فی الإسلام أشیاء فاسدۃ باسم الإسلام فهل شرك الإسلام لانسداد الباب ؟كلامك یمثل كلام السفهاء الذین یقولون : أن السفهاء یرسلون اللحیۃ؛ لذا لا نرسلها . فافهم إن یأخذ الأشراف حكم الله ورسوله بطراز فاسد فلیس الحل أن نترك أمرالله ورسوله ،بل الحل أن یروجه في المعاشرۃ بطراز صحیح وها هو الطراز الذي نرید أن نعمل به في التصوف، وجهد نا عروۃ من عری هذه السلسلۃ .

السؤال: أي الأعمال التي لا بد من العمل بها في التصوف ؟

الجواب: أرعني سمعك . أن أعمال الباطن تنقسم إلی قسمین . ۱ـ الأعمال الحمیدۃ مثل : التواضع والاخلاص وغیرها ۲ ـ الأعمال المذمومۃ مثل : التكبر،الریاء وغیرهما ویجتهد في الطریقۃ أن یترك الأعمال المذمومۃ وینال الأعمال المحمودۃ . ویقال للأولی : ‘‘ التخلیۃ '' أو ‘‘ التجلیۃ '' ، وللثانی ‘‘ التحلیلۃ '' .

السؤال: ماذا یحصل من التصوف ؟

الجواب: یحصل منه ثمرتان في الظاهر : ۱ ـ اصلاح القلب یعني استعداد القلب للأعمال الصالحۃ ، وتصفیۃ النفس من الدنأت والراذائل. ۲ ـ قبولیۃ العبد عند الله عزوجل یعني أن یصیر ولي الله عزوجل ویقال له ‘‘ الوصول ، والنسبۃ '' .

السؤال: أ ألوصول اختیاری ؟

الجواب: لا ، بل هو منوط علی فضل الله عزوجل.

السؤال: اذا لم یكن اختیاریا فكیف نسعی إلی حصولهم ؟

الجواب: سئوال جید ومناسب هنا لكن علیك بسماع الجواب جیدا . نحن نعلم ونتیقن أن دخول الجنۃ موقوف علی فضل الله عزوجل لا علی الأعمال رغم ذلك نؤمر بالأعمال كما لا یخفی علینا أن أي أمرمن أوامرالله عزوجل لا یخلو من الفائدۃ ، والحكمۃ ،والخیر ؛ لذا نعمل الأعمال ونفوض الثمرۃ ، والنتیجۃ الی الله عزوجل كما نری دخول الجنۃ مقصدنا ، ومرامنا ، ونجتهد لحـصولها رغم ذلك أنه موقوف علی فضل الله عزوجل . هكذا یجب علینا أن نصلح أعمال الباطن وهو اختیاري ومأمور به ، وأما ترتب ‘‘ النسبۃ '' علیها ۔ ولوكان غیر اختیاریا لكن نواصل العمل بلا قیل وقال اعتمادا علی فضل الله عزوجل متی شاء یرزقنا ‘‘ النسبۃ '' .

السؤال: هل تحصل مقاصد أشیاء المذكورۃ بقراءۃ كتب التصوف فقط ؟

الجواب: نعم من الممكن لكن ٹبت من التجربۃ أنها صعب جدا بدون إرشاد الهادی كما قال الشاعر:

گر ہوائے ایں سفر داری دلا


دامن رہبر بگیر و پس بیا


بے رفیقے ہر کہ شد در راہ عشق


عمر بگزشت و نشد آگاہ عشق


لا بد من الهادي في السفر ؛ لأن من مشی في هذا الطریق بدون الهادي مضی عمره ولم یجد مقصده . التوجیه العقلي: من أراد حـصول المقاصد المذكورۃ فهو إما مخلص أولا. إن لم یكن مخلصا فهو یبحث الیسر فیقع فی شبكۃ النفس لأول خطه لأجل مكر نفسه ؛ لأن هذا الطریق طریق التربیۃ ؛ ولا یخلو التربیۃ من المجاهدۃ، والنفس یزاحم المجاهدۃ ؛لذا لن یصل إلی منزله الأصلي . ومن ناحیۃ أخری إذا كان مخلصا فیختاره له طریقا صعبا ؛لیحفظ من مكر نفسه ؛فتتجاوز مجاهدته عن تحمله فإما یترك هذا الطریق بعدما یزعم علی نفسه أنها لیست بأهل له ؛ وإمامن الممكن أن یضطرإلی ترك الأعمال بعدمایواجه مرضافی جسمه ؛ فلا یعدو أمره من الحرمان في كلتي الصورتین ، وفي عكسه إذا یعمل في إشراف شیخ ما فهو یكلفه بالمجاهدۃ حسب استطاعته ؛ ولأجل التجربۃ یجد العمل سهلا ۔والأكثر من ذلك أن لا یواجه حال غیر متیقن وهو یثقل علیه .

السؤال: مالمرد من الارشاد ومن الحال الغیر المتیقن ؟

الجواب: أما المراد من الارشاد أن یسئل قبل كل عمل ، فمعالجتها أصعب جد ۔ وأما المرد من الحال الغیر المتیقن : ان كان الطالب مخلصا فكم مجاهدۃ تكفیه وإلی كم تراعي لها.

السؤال: اذا من الذي نسترشده ؟

الجواب: من الشیخ الكامل الذي سمی بعضهم باسم الولي /ولی الله

السؤال: كثیرا ما نسمع حوله ، ولكن من هو ؟

الجواب: إنه مرشدا ، مربیا من یرید إصلاحه فلیستمسك بغرزالمرش ؛ لأنه بدون المرشد لا یحصل إلا بالصعوبۃ ومن فوائده أن یصیر به علاقۃ وثیقۃ بین الشیخ وبین الطالب حتی یخبر الشیخ علی أحواله ؛ فیجمع عند الشیخ من أحوال الطالب الأكثر فلأكثر ، ثم اذا یستشیره حول شیئ فمشورته له أفیدمن الآخرین .

السؤال: هل تجیز لنا الإسلام أن نتخذ المرشد لإصلاحنا ؟

الجواب: كیف لا،كما تجیز التعلیم والتعلم أو الطبیب والمریض هكذا تجیز المرشد ، والمسترشد . كل واحد یضع في یدمر شده ، فلإصلاح فرض عین واستمساك ید الشیخ واسطۃ له ، فكیف یختلف علی جوازه ؟ المسترشد مریض روحاني من جانب ، ومن ناحیۃ أخری تلمیز لعلوم التصوف ، وكلا الجانبین ثابت من الشریعۃ ، لذا یجوز الاسترشاد والإرشاد .

السؤال: سمعنا أن الطبیعۃ لا تتغیر ولعلك تظنه ممكنا ؟

الجواب: نعم ، ومعت صحیحا أن الطبیعۃ لا تتغیر ، و لكن العادۃ تتغیر . إن وظیفۃ المشائخ أن یعرفوا طبیعۃ مسترشدهم ، ویستعملوه وفق طبیعته ، وأن یصلحوا عادته بعد مایرشدوه إلی الصراط المستقیم . ان طبائع أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم یضا كانت مختلفۃ ، ولما أصلحهم جعل كل واحد منهم منارللهدایۃ ، وقال النبي صلی الله علیه وسلم فیهم ‘‘ أصحابی كالنجوم '' فبأیهم اقتدیتیم اهتدیتم ''. فالطبائع لا تتغیر ، لكن إصلاح كل واحد ممكن .إن سمي الطبیعۃ بلغۃ أهل القرآن فتسمی العادۃ ' Hardware' فیخلق كل انسان ویضع فیه البیئۃ ، والأبوین أو المشائح ' Software '

السؤال: أیتخذ المرشد أي رجل ما ؟

الجواب: لا ، كما لا یقابل المریض إلا الطبیب هكذا لا یتخذ كل واحد المرشد ،بل له شرائط ،لا بد من تعلمها ، وإلا یواجه الضرر بدل النفع .

السؤال: نستطیع أن نعالج من كل طبیب ، لما ذا لایمكن المعالجۃ إلا من مرشد واحد في التصوف ؟

الجواب: لعلك لم تفهم جوابي جیدا. یمكنك أن تعالج من أي طبیب من الأطباء ، ولكن لا یمكنك أن تعالج ممن لیس بطبیب ، هكذا هال المرشدین .

السؤال: هل الوحدۃ في اتخاذ المرشد ضروری وأنت قلت مثل المرشد كمثل المعلم ، ویمكن تعدد المعلمین ؟

الجواب: سوال جید وعملي لكن علیك بفهم الجواب جیدا فإنه لیس بمشكل . كما كنت بینت أن للمسترشد جهتین : إنه من جهۃ مریض ، والمرشد طبیب ومن جهۃ أخری متعلم ، والمرشد معلم ، وبالنسبۃ إلی التعریف الأساسإ للتصوف ، والطریقۃ أن جانب المرض فیه أهم أن یحضر في خدمۃ الشیخ ،لتصفی قلبه من دنآت ، وقاذورات نفسه . وأما تعلیم المرشد السالك في بعض علوم التصوف تبرع ، وإحسان ، ولیس بضروي ؛ لذا كثیراما لا یطلعه علی وجه ما . یوجد نظیره فی الأطباء أیضا،منهم من یخبر المریض علی أمراضهم ، ومنهم من لا یطلعهم بشیئ . فلمشترك الأساسي هو المعالجۃ ، وفي بعض الحین یعلم التعلیم معه أیضا . والآن لو فهمت بأن المرشد معالج لفهمت وحدته أیضا .

السؤال: ما اطمئن قلبی حتی الآن ، لأننا تتغیر الأطباي أیضا ، فنقابل عدۃ من الأطباء .

الجواب: لا یُری جید أن یتغیر الأطباي أثناي مرض واحد ؛ لخوف زیادۃ المرض ؛ لأن الطبیب الأول لما اطلع شیئا من مرض المریض لأجل اختلافه إلیه ، ثم ترك ذلك وبدأ المعالجۃ من طبیب أخر ، فهو یجربه تجربۃ جدیدۃ ۔۔۔ هكذا لا یجد أي طبیب من الأطباء فرصۃ مناسبۃ لتشخیض مریضه ۔وأحیانا یذهب المرض إلی حال سیئ .

السؤال: هل نتخذ لكل دنیئۃ مرشدا مسقلا ؟

الجواب: لا ، لكن لا بد من التمهید قبل تفهیم هذا الكلام .وهو أن لیس من الضروري أن یكون المشبه عین المشبه به في جمیع الأشیاء ، بل تكفی له علاقۃ الشبه أیضا . فنذكرهنا للإفهام أن نشاهد مقابل الناس الأطباء ، والحكماء مختلفین في طب الجسماني ؛ لأن الأمراض مختلفۃ ، وتخصصاتها أیضا . وأما الطب الروحاني یعني التصوف فلیس فیه مرض أساسي إلا واحد ، وهو حب الدنیا كما قال رسول الله صلی الله علیه وسلم "حب الدنیا رأس کل خطیئۃ" وعلاجه أیضا واحدا وهو حب الله عزوجل ۔ فالتصوف الأصلي إزالۃ محبۃ الدنیا من القلب ، واملاءه من محبۃ الله عزوجل . وما عدا ذلك من الطرق فهي من الفروعات ، یكفیها شیخ واحد.كیف یمكن لنا الانكار من مشاهدۃ آلاف ، مئات آلاف من الناس ؟ لذا الخیر فیه أن یقام العلاقه مع شیخ واحد .

السؤال: سلمنا أن من الأحسن أن یكون العلاقۃ مع شیخ ، ومرشد واحد ، لكن لا سمح الله لو بایع رجل ساذج بید شیخ المزور فما ذا یفعل ؟

الجواب: اجزاك الله قد سألت سؤالا عملیا من أهم الأسئلۃقد ثبت أهمیۃ الكلام علی موضعه أن یكون الشیخ واحد ، ولكن لا بد له أن یكون سلیم القلب ۔وكاملا ، ویكون العلاقۃ بینه وبین السالك أیضا ، وإلا سیحدث به كمن وقع في ید الطبیب الجاهل ، والمزور . لذا لا بد من تعلم علامات شیخ كامل جیدا ، كما لا بد من تجربۃ علاقته إیاه ، وأن لا یسرع فیه ۔ ولا یقرب الی الشیخ الذي عقیدته فاسدۃ ، أو لیس مستندا ، أویرتكب الفسق ، والفجور علانیۃ . إن بایعه أحد فلیس علیه الإیفاء ، بل لیقم علاقته مع مرشد أخر الذي یكون مستندا ،مختفیا من الشیخ الأول،ولكن لیلا حظ أدب شیخه الأول ؛ لأنه محسنه في البدایۃ وإن كان الأخرون یتكلمون علیه أیا ما شاء ون وحینئذ یصیر معاشرته ، ومعاملته معه كالوالد أن لا یعمل بقوله ؛لأن فیه خلاف للشریعۃ ، لكن لیعاشر معه بالمعروٖف .

السؤال: إن كان مرتكب الفسق ، والفجور،ویتعدی ضرره الناس وهو مختفی منهم ؟

الجواب: قلت لك فقط لیلاحظ أدبۃ واحترامه ، ولكن لا بد أن یخبرالناس أن لا یبایعوا من شیخ فاسق وفاجرأو فاسد العقیدۃ . وهكذا الكلام العام یكفی الاجتناب الناس ، وخاصۃ قول الرجل الذي كان وقع فیه سیكون مفیدا جد الهدایۃ الناس ؛لأنه لا یقوله إلا من قلبه . ولابد له أن یقول حول شیخه القدیم الا بعد احتیاج شدید .إن ساله أحد عنه شیئا فلیرغبه إلی علماء ذلك العلم .

السؤال: هل یمكن لرجل غیر متشرع أن یكون شیخا ؟

الجواب: في الأصل هذه جرائۃ الكبری أری من كان أصلا له إنه لایدعیه .ومن الدعاه ، واللذیه یدعی أنا فاعل فقد خسر. وهو یعامل هكذا المعاملۃ لأجل حماقته ؛لأن الدعوی لایمشی ههنا . سأبینكم علۃ من علله :ان هذه الطب فیه كثیر من الوسائل مثل :فحص الدم ، درجۃ الحرارۃ ،ضغط الدم ، الفحص بالأشعۃ الصینیۃ ، الفحوص فوق الصوت والأخرمن الوسائل إن الأطباء المهرۃ یفحصون بها ، ویتشاورون فیما بینهم ، وثم ینتجون منه النتائج النهایۃ ، ویدركون المرض علی هذا یعرفون شیئا ولا یعرفون شیئا ویكون القلق. وأما طریقۃ التصوف فلا انحصارلها۔ إنالله عزوجل ۔ أي فحص ، وأشعۃفیه ؟ ومرضها أخفی وأضر من أمراض الجسد ، وهو یقتضی فحوصات كثیرۃ ، فمن الذي عنده معالجته ؟ من یرید اللهُ أن یتقبله ویستعمله فیطلعه علی الأشیاء ، وطراز استعمالها كما یرشده الطریق ، فمن یستطیع أن یدعي أنا فاعل ؟ ومن كان فاعلا فیه وهو أیضا لا یدعیه كان الشیخ المولوي أنور شاه الكشمیري رحمه الله من الشیوخ الذي منحهم الله حفظا قویا وسریعا حتی إذا قرأ شیئا ولو لمرۃ لحفظه . ان سئل سؤالا كان یقرأ مباشرۃ حسبنا الله ونعم الوكیل نعم المولی ونعم النصیر ثم ینتظر فلیقیه الله الجواب فهو یجیبه . جماع الكلام : أن ینبغی لنا أن نتوكل علی الله علی كل حال من یقول :أن أقدرء علی ذلك مع أنه یتجرءه الی هذا الحد اذا لم یكن الرجل علی سنۃ النبي صلی الله علیه وسلم وهو یزعم بنفسه أنه مرشد لإصلاح الناس ، ألیس هذا من السفهاء ؟ بل هو محتاج للإرشاد، والمرشد .

السؤال: لكن یوجد هكذا الرجل .

الجواب: نعم ، یوجد هكذا الرجال ۔ لكن علیهم الجواب في الآخرۃ فهنا لك إذا سئلهم وهم لا یجدون المفر . وأما الآن من شاء أن یعمل ماشائء فلیعمل سیجنی كل واحد ثمرۃ عمله في دارالبقاء. اتركه فی البیت سنری أنه راكب الفرس أو الحمار .

السؤال: اذا لم یكن العلاقۃ بین شیخ ومسترشده ، وهو سالم في عقیدته ، وعمله ما حولهما ؟

الجواب: لیسعی في أن یجعل مع المرشد علاقته . في بعض الحین توجد العلاقه وهي لا تشعر اذا لیجتهد أن یوضحه . واذا لم یكن العلاقۃ بالتمام والكمال فلیستمسك بغرز شیخ أخر بعد ما یوقر شیخه الأولی من القلب ، لكن لا بد له أن یتیقن أنه یجد علاقته مع شیخ جدید قبل أن یستمسك غرزه لأجل الحیطۃ ؛ لكي لا یقع في حال نفسه مرۃ ثانیۃ .

السؤال: یری بعض الناس للزومالنسبۃ بین التصوف والبیعۃ هل البیعۃ ضروري الی هذا الحد حقیقۃ ؟

الجواب: لا تخلو من الفائدۃ ولكنها سنۃ مستحبۃ ،وإصلاح النفس وتزكیتها فرض ؛ لذا لو جعل العلاقۃ مع شیخ مادون أن یبیعه ،وأصلح نفسه لكمل المقصد والمرام وفي عكسه من باع علی ید شیخ هو من أكبر الشیوخ ، لكن لم یأخذ منه شیئا لإصلاحه ماوجد المقصد ، ومرامه .

السؤال: اذا لماذا یقع في تردد البیعه ، لیصلح نفسه وحسب ؟

الجواب: جید لكن إذا كان الأمر كذلك ، وإلا فلا ینكر من ثمرات البیعۃٰ .

السؤال: ماهي اثمار البیعه ؟

الجواب: یزرقه توجه المرشد ، ویری المرشد أن السالك منی ، ویكون متكفرا في إصلاحه ، كما یفوض السالك مقصده إلی رجل واحد فیستریح من اختلاف مواضع عدیدۃ وهو مضر جدا في الطریقۃ ۔فما عدا ذلك یحصل بركات السلسلۃ ومن أعظم فوائدها ۔أن یحفظ الإیمان بالعلاقۃ مع شیخ الصالح.

السؤال: هل تبایع النساء ایضا؟

الجواب: كیف لا ، وهو ثابت من القرآن (یاأیهاالنبی اذا جائك المؤمنات یبایعن علی أن لا یشركن بالله شیئا ولا یسرقن ولایزنین الخ)وأما بیعۃ الرجال ثابت من الحدیث لكن لا بد من ملاحظۃ الشریعۃ مثل : لا بد من ملاحظۃ الحجاب ۔لا یكون غیر المحرم بالبیعۃ محرما ۔ واعتماد أهل الأسرۃ .

السؤال: من الذي یسمی المرشد الصحیح لو توضح لنا ؟

الجواب: ماشاء الله هذه سیمۃ الطلب أسأل الله عزوجل أن یوفقني لالقاء كلمۃ صالحۃ ، لكن أخبرني قبل أن أتلفظ بكلمۃ أن كیف تختار الدكتور، والطبیب ؟

السؤال: حین ما نختار الطبیب فننظر أنه مستند أم لا ،یعني درس في كلیۃ الطب أم لا ؟ وان درس فیه ، فهل تحصل علی السند أم لا ، هل هذا یكفی لانتخاب المرشد ؟

الجواب: لا ، وما عدا ذلك لا بد لك أن تبحث العلاقۃ بینه وبینك ، وإلا فلا تجد الفائدۃ .

السؤال: ما هي العلاقۃ ، واستناد المرشد ؟

الجواب: أما الغرض من العلاقۃ أن تشعرالفائدۃ من مجلسه ، محرراته ، وكتبه ، واذا وجد صدرك وسوسۃ حوله یزن قلبك ، ویحب أن لا تكون .وأما المطلب من استناد الشیخ أنه كان بایع في سلسلسۃ مستندۃ وتحصل فیها الإجازۃ أي الخلافۃ .

السؤال: إن أصلح رجل دون أن یبایع ،هل یسمحه بالخلافۃ ؟

الجواب: ما شاء الله سؤال جید . إن أصلح أحد ، وزُكي فیمنحه الخلافۃ ، وتكون سیمۃ إن شاء الله أنه الآن لا یكون فتنۃ ؛لذا أینما یوجه فی خدمۃ الدین ۔ مثل : التدریس ؛السیاسیۃ الدینیۃ ، والتبلیغ وغیرها ۔ سیؤدیها إن شاء الله بنیۃ صحیحۃ نظرا إلی القلب السلیم . وأما تعلم مسائلها ، وفنونها لا تسقط من كتفیه ؛ لذا لیجتهد لها مستقلا . ومن مجالات خدمۃ الدین مجال التزكیۃ أیضا وهي أیضا إن شاء أن یعمل في مجال التزكیۃ ، فلیتعلمها من حاذق مستندالفن وإلا فلا یصح ولو كان قلبه سلیما ؛لأن إمكان الخطئ مازال یبقی .

السؤال: أیمكن أن یبایع الرجل علی ید شیخ ویتحصل علی الخلافۃ من مرشد أخر ؟

الجواب: نعم لأن الخلافۃ تدل علی حصول النسبۃ إن رأی شیخ سالكا أنه تحصل علی ‘‘النسبۃ '' ۔بعد ما رباه شیخه من الممكن أن یظهر ها في صورۃ الخلافۃ ، لكن الأفضل أن یلاحظ أمرا وحد وهو العلاقۃ بین شیخه الأول والأخر،اذا لم تكن العلاقۃ بینهما ینبغي له أن یعرض عنه ؛ لأن من الممكن أن یقع في الصعوبۃ إن كان الممكن أن یطلع الشیخ الثانی المرشد الأول علی رأیه فلیفعل ، ولیترك القضاء والإخبار علیه من الممكن أن یختلف الأخرون في هذا الأمر ؛لأني بینته نظرا إلی التجربۃ .

السؤال: أمن الممكن أن یبایع الرجل من شیخ ویربیه أخر ؟

الجواب: نعم ، كان الشیخ السید أحمد الشهیدرحمه الله بایع من الشیخ الشاه عبدالعزیز رحمه الله لكن رباه الشیخ الشاه عبدالقادر۔ رحمه الله ۔ فأعطاه الخلافۃأیضا هكذا كان الشیخ المولويعبدالماجددریا آبادی رحمه الله بایع من الشیخ المولوي حسین احمد المدني رحمه الله لكن رباه الشیخ أشرف علي التهانوي رحمه الله ومنح له بالخلاف أیضا .

السؤال: ان بایع أحد علی ید شیخ ، ولكن لا یمكن له الرابطۃ معه لوجه ما ، هل یمكن له أن یتعلم من شیخ أخر ؟

الجواب: إن كان رابطته ممكن بشیخه الذي بایعه ،وهو یرید أن یربیه فلا ینبغي له أن یراجع إلی شیخ أخر ، وفي عكسه إذا لا یمكن له الرابطۃ مع شیخه ، أم معذورجدا حتی لا یمكن له الآن أن یواصل التعلم والإرشاد ۔ إذالا بأس برجوعه إلی شیخ أخر ؛لیتعلم منه ۔ ولیعامله معاملۃ التي كان یعامله مع شیخه الذي بایعه ؛لأنه الآن صار شیخ تعلیمه ،لكن لیلاحظ أدب شیخه الذي بایعه .

السؤال: أینبغی أدب الشیخ كماكان یؤدب أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم ؟

الجواب: نبتغی العلاقۃ مع الله عزوجل وهي لا تمكن الا بسنۃ النبي صلی الله علیه وسلم ۔ یتعلم علم السنۃ من العلماء وتحصل العمل علی السنۃ من الشیوخ[الصوفیا]خاصۃ من الشیخ الذي بایعه . فالمرشد وسیلۃ إلی تحصیل سنۃ النبي صلی الله علیه وسلم وهي وسیلۃ إلی العلاقۃ مع الله عزوجل وهكذا بالواسطۃ تصیر الشیخ وسیلۃ العلاقۃ مع الله عزوجل . فالأدب الذي أدب به أصحاب محمد صلی الله علیه وسلم نظرا إلی هذالمقصد ولانجد أمامنا إلا شیخنافنحن أیضا نؤدبه به أتباعا لأصحاب الرسول صلی الله علیه وسلم . والفرق بینهما أن أصحاب النبي صلی الله علیه وسلم كانوا یؤدبون النبي صلی الله علیه وسلم والإختلاف معه یفضیهم إلی الكفر ، وأما المرشد لا یكون نبیا ؛ لذا الختلاف معه لا یفضی إلی الكفر ، وإن كان اجتهادیا فی الحق فلا یكون له الإثم أیضا . والتربیۃ تكون بواسط الوسیلۃ ؛ لذا الاختلاف مع الشیخ فیها حجاب ، سد من حصول أعلی مراتب السلوك وسبب الحرمان . كما أن الاختلاف من أعلی الموانع من جهۃ النفي كذلك الأدب من أعلی الوسائط للعلاقۃ مع الله عزوجل من جهۃ الإثبات ، بل هو طریقه مؤثرۃ إلی معرفۃ مقام النبي صلی الله علیه وسلم لیفهمهما جیدا . لا یعرف مقام النبی صلی الله علیه وسلم إلا من بایع في سلسلۃ من السلاسل ؛ لأنهم یشاهدون علاقتهم ، وحبهم مع شیخهم ، فیشعرون علاقۃ الصحابه ۔ رضي الله عنهم وحبهم مع الرسول صلی الله علیه وسلم ثم انهم یدر كون أن الصحابۃ رضی الله عنهم كیف كانو محبین ۔ كلما الإنسان یزداد علاقۃ مع شیخه یزداد معرفۃ بالصحابۃ ، كانه مسلم لاتباع الصحابۃ الذي أمر به .

السؤال: إلی أي شیئ یؤخذ ، ویرجح من عمل الشیخ ، وصحبته ؟

الجواب: لتكن صحبته أحب ، وعمله مرجح ؛لأن الامر فوق الادب۔

السؤال: آلمحبۃ اختیاری ؟

الجواب: سؤال جیدا ۔ قال الشاعر : عشق پر زورنهیں یه وه آتش غالب كه لگائے نه لگے اوربجهائے نه بجهے أنا غیرت هذه الشعر : عشق پر زورنهیں ، یه هے وه آتش غالب كه لگائے تولگے اوربجهائے نه بجهے المعنی :إن العشق یبتداء ، واذا تعشق فلا تارك له فیجري ، كما تستطیع ان توقد النار لكن لیس بضروري أن تطفئ النار التي أوقدته . أنا أبین مثله : كانت عندنا المواضع في آخر السنۃ للهندسۃ فكنت أختص أیام الإستعدادلكل واحدۃ منها أسبوعا ، فآخذها في الأسبوع نفسه بعد ما نعد ها من المواضع التی أحبها ،فكنت أقرأها وأتكلم بها مع الناس حتی اذا كنت في نهایۃ الأسبوع جعلت من المواضع التی أحبها یعنی كانت تصیر تركها یصعب لي .هكذا كنت أفعل في الأسبوع الثانی ۔۔۔ فالمراد منه ۔ أي الحب ۔ أنه یمكن ان الله جل ذكره لما منح لنا صفات اختیاریۃ ، وعلق القضایا علی الاختیار ، فثم لم یترك هذا الأمر غیر اختیاری ،لأنه مطلوب . نعم لیسأل الله عزوجل ولو وقع الحب الحقیقي في القلب فیصعب تركه ‘‘ اللهم انی أسألك حبك وهب من یحبك والعمل الذی یبلیغنی حبك ''۔ولیجهز له الأسباب التي تحصل بها المحبۃ كما قال الشیخ اشرف التهانوی رحمه الله ألاأدلكم بنسخۃ المحبۃ ؟ قالوا : بلی قال : كل دواء المحبۃ قالوا: من أین نجدها ؟ قال : من دكاكین المحبۃ . لذا من رزقه الله عزوجل حبه تحصل محبۃ الله من صحبتهم لذا یقال : دم وواصل جهدك تجد أي : دم علی صحبۃ الصالحین حتی تكون یوما ما صالحا.فهذه الجهۃ اختیاري نظرا إلی أسبابها .

السؤال: ذكر سلسلۃ مستندۃ ، فماهي ؟

الجواب: هي سلسلۃ الصحبۃ كسلسلۃ الحدیثمن حین النبي صلی الله علیه وسلم فمن كان ربیب النبی صلی الله علیه وسلم ثم من كان ربیب ربیب النبي صلی الله علیه وسلم إلی نرمن الراهن یقال له ‘‘ السلسلۃ ''.

السؤال: كنت تقول أن السلاسل كلها تصل إلی النبي صلی الله علیه وسلم اذا لما ذا التفرق فیها ؟

الجواب: كما ذكرت أن التصوف فقه الباطن ، كما تصل السلاسل كلها للفقه الظاهر إلی النبی صلی الله علیه وسلم لكن من دونها من الأ كابر جرت فقهه بأسمائهم مثل : الفقۃ الحنفي ۔ الفقه الشافعي وغیرها،هكذا من دَوَّنَ فقه الباطن فأحسن وأجاد ، سمیت سلسلته باسمه مثل : السلسلۃ الجشتیۃ ، النقشبدیۃ ، القادریۃ ، السهروردۃ وغیرها .

السؤال: مالفرق بینها ؟

الجواب: تظهر الفرق الأساسي بینها من واسائط الاستعمال مثله في الطب ، الحكمۃ المعالجۃ الإخلافیۃالمعالجۃ المثالیۃ وغیرها ، یعنی كما أن المعالجۃ بها تكون بطرق مختلفۃ ، والمطلوب شیئ واحد وهو الصحۃ . كما تكون طرق مختلفۃ لحصول الصحۃ ، ولكل طبیب من أطباء الفن وسائطه ، وأصوله ، هكذا السلاسلال یعنی لا یكون المطلوب منها الا واحد وهو الصحه الروحانی ، لكن كل واحد یفصل وسائطه حسب تفصیله ، كما یمكن اختلافهم فی بعض الأصول أیضا .

السؤال: مالا ختلاف الذی یمكن وقوعه في الأصول ؟

الجواب: مثل : من الأصول أصل أن النور ، والضوء اذا انتشر فتخفی الظلام . لذا لو زین السالك بالصفات الصالحۃ لختمت بھالصفات القبیحۃ ۔وهذا الأصل لأصحقاب السلسلۃ النقشبندیۃ ؛ لذا انهم یرجحون الأذكار فی أول مرحلۃ ؛ كي ینتھي الدنآت بنورھا. والأصل الثاني :إن وضع اللبن في آنیۃ وسخۃ ؛ فیفسد ۔وهذا الأصل لأصحاب السلسلۃ الجشتیۃ . إنهم یجتهدون في ازالۃ التكبر أولا بأول ، إذا انتهی الكبر فیصل السالك إلی الوصول بتوجه یسیر ، وأذا كار خفیفۃ . كلا الأصلان لا یخلوان من فوائد عظیمۃ ، لكن الكلام في العلاقۃ فقط ، من یأنس من أي طریق ، تفیده تلك السلسلۃ الأكثر فالأكثر .

السؤال: ماهي سلسلۃ الأویسیۃ ؟

الجواب: لا توجد سلسلسۃ أویسیۃ ، من الممكن أن تكون الأویسي نسبۃ ۔المعنی : أن یستفاد من روح شیخ مباشرۃ ، ومن الممكن أن یكون ، لكنه لا یتعدی ۔نعم ، إن حصل أحد النسبۃ فی سلسلۃ ما مستقلۃ ،تقویها النسبۃ الأویسیۃ ۔مثله كمثل الحدیث ، وزیارۃ النبي صلی الله علیه وسلم في النوم ، من الممكن أن یزار النبي صلی الله علیه وسلم في النوم ، لكن فائدته تعود إلی صاحب الرؤیا فقط ۔كما لا یعد الكلام الذي سمعه من النبي صلی الله علیه وسلم فی الرؤیا؛ لأنه لا یتعدی .

السؤال: هل توجد سلاسل ما عدالسلاسل الأربعۃ ، وكیف كان بدئها ؟

الجواب: إن السلاسل الأربعۃ التي تلتحق ، ونلحق بها قد اشتهرت في باكستان ، وهند وستان . وهي الجشتیۃ ، النقشبندیه ، القادریۃ ، السهروردیۃ ، لكن توجد في العالم سلاسل أخری أیضا نحو :الرفاعیۃ ، الكبرویۃ ، الشازلیۃ ، وما عدا ذلك أیضا . منها لا تعرف هنا لكنها اشتهرت في العرب ، والترك ، وأفریقۃ . إن سلسلۃ تبتدأ بإحالۃ المرشد الشهیر . أما طریقۃ التصوف أي نظام التربیۃتجری من حین النبي صلی الله علیه وسلم كان التربیۃ في حیاۃ النبي صلی الله علیه وسلم أیضا ، وفي زمن الصحابۃ أیضا ، وفي قرب التابعین أیضا ، وهلم جرلكن من مضی منهم من كبار المشائخ نحو الشیخ عبدالقادر الجیلانی رحمه الله ۔أنه اختار طراز عمله طرازا الذي ترك لناس أصول استرشادهم ،فسمیت تلك السلسلۃ ‘‘ القادریۃ '' هكذا الأصول التي تركها ، وأفهما الشیخ الخواجه معین الدین الجشتي الأجمیري رحمه الله فسمیت بسلسلۃ ‘‘ الجشتیۃ'' كم سمیت الأصول التی تركها الخواجه بهاؤ الدین النقشبندي رحمه الله ‘‘ بسلسلۃ النقشبندیۃ ''. والأصول التي تركها ، وأفهمها الخواجه شهاب الدین السهروردي رحمه الله سمیت ‘‘ بسلسلۃ السهروردیۃ''. وكانت هذه السلاسل الأربع حول قرن واحد یعني كان الشیخ الخواجه شهاب الدین السهروردي رحمه الله مباشرۃ بعد الشیخ عبدالقادر الجیلاني رحمه الله وأدرك بعض عصره أیضا ، كما ینسب إجازۃ الشیخ الخواجه معین الدین الجشتی الأجمیري رحمه الله الی الشیخ عبدالقادر الجیلانی رحمه الله قنشأ الخواجه بهاؤالدین النقشبندی رحمه الله أیضا في قرن نفسه . نعم بعد ذلك جرت هذه السلاسل ، وكانت تنقسم في غصن بعد غصن . كما تنقسم الجشتیۃ إلی غصنین : الأولی الصابریۃ ، الثانیۃ النظامیۃ ۔ یعني كان خلیفتان لشیخ فرید الدین الشكر كنج رحمه الله ۱۔ صابر كلیری رحمه الله ۲۔ الخواجه نظام الدین أولیاء رحمه الله فسمیت سلسلۃ لخواجه نظام الدین أولیاء رحمه الله ‘‘ السلسۃ النظامیۃ ''،كما سمیت سلسلۃ الشیخ صابر كلیری رحمه الله ‘‘ السلسلۃ الصابریۃ'' . هكذا انقسمت النقشبندیۃ الی طرق مختلفۃ : ۱ـ مجددیه ،۲ـ معصومیۃ ، ولها طرق أخری أیضا. خلاصۃ الكلام : أن هذه السلاسل انقسمت إلی غصن بعد غصن ، لكن السلاسل التي تعد من أكبر السلاسل في هندوستان، وباكستان فهي الأربعۃ المذكورۃ .

السؤال: من السالك ، والواصل ؟

الجواب: ان ‘‘ السلوك '' یقال لطریق ،والمراد منه في الاصطلاح طریقۃ التصوف . یقال للماشی علی الطریق : السالك ، لكن المراد منه ههنا واضع القدم علی طریق التصوف ، والطریقۃ ،والمراد من الواصل منتهی السیر إلی الله .

السؤال: سمعت حدیثا جدیدا ، ماهواالسیر إلی الله أرید أن أعرفه ؟

الجواب:اذا زین القلب بالفضائل الضروریۃ ، بعد ما یشفي من أمراض الروح ودنآته،فیرادبها انتهائ السیر إلی الله .

السؤال: أینتهی العمل بعد ذلك؟

الجواب: لا ،بل یبدأ العمل بعده ، كما أن المریض یجد الشفاء من المرض ، فبعد ذلك یصیر أهلا للعمل ، ثم یبدأ العمل ، هكذا یبدأ العمل الحقیقی بعد انتهاء السیر الی الله یعني كمال الوظیفۃ التي خلق لها لإنس ، والجن أي : العبادۃ الخالصۃ ، ویقال لها ‘‘ السیر في الله'' ، ولاحد له .

السؤال: أیمكن للمسترشد أن یتقدم من شیخه في الدرجات ؟

الجواب: نعم ، من تقدم ما تقدم في ‘‘ السیر في الله ''فهو فضل الله ، وهمۃ العبد ، وكان الشیخ عبدالقادر الجیلانیي والشیخ مجدد ألف ثاني رحمهماالله أیضا سالكین وبایع علی ید أحد .

السؤال: ماهي طریقۃ تحصیل مقاصد التصوف ؟

الجواب: صنفان من الواسائط یستمد بها في العمل ۱ ـ استعمال المجاهدۃ ۲ ـ استعمال الفاعلۃ منها بعض الفاعلات تحمل خوف الضرر ، وبعضها لا تهحمله

السؤال: اذا لم تحلو بعض أقسام الفاعلۃ من خوف الضرر ، فلم یختار ذلك الطراز بألفاظ أخری لما ذا هذه المعامرۃ .

الجواب: كما تقدم أن التصوف كطب . كما تأخذ فیه أولابأول طرق المعالجه التی لا تری فیها الخوف ، ان شفی بها فبها والا تختار طرق المعاجلۃ التي لا تخلو من الضرر أحیانا ، لكن في حال نفسه یأخذ الدكتور الحیطۃ ، والحذر؛ لاخفاء الضرر كاستعمال سوترلود STEROEDS هكذا فی السلوك اذا كان حال السالك تحتاج الی الطرق التی لا تخلو من خوف المضرۃ ، فتستعملها مع الحیطۃ ، والحذر .

السؤال: أتوجد للسلوك الأقسام أیضا ؟

الجواب: نعم ، قسمان : السلوك الولایۃ ، والسلوك النبوۃ .

السؤال: إن النبوۃ قد انتهت ، إذا ماهواالمراد من السلوك النبوۃ ؟

الجواب: نعم ، انتهت النبوۃ ، لكن یمكن أنیحصل بعض الناس ذوقها ، والذي ذوقه نفس الذوق ، فهو یستطیع أن یسلك علی السلوك النبوۃ ، ولا علی السلوك الولایۃ .

السؤال: ماالفرق بینهما ؟

الجواب: ان صاحب السلوك الولایۃ یفنی فی شیخه أولا بأول ، ثم في الرسول صلی الله علیه وسلم ثم في الله جل ذكره إنه یعشق علی شیخه ، یبتعد الناس طبعا ، یجتنب اللذات ، ویطمئن من تحقیقه ومكاشفاته ، ویحصله حب طبیعي ، یترك الأسباب الظاهرۃ في مقام التوكل حتی لا ینهمك في الدعاء أحیانا ؛ لغلبۃ حال نفسه ، و یكون المیلان الی ملی رضی الله عنه طبیعیا وفی بعض الحین یترك الشریعۃ لغلبه حاله التی یعده فیه معذورا ، لكن لا یقلده فیها ، ویعد فتاء الفناء ، والرضاء درجۃ عالیۃ . وأما صاحب السلوك النبوۃ یكون تفسیرا عملیا لِ "لاالہ الااﷲ محمدالرسول اﷲ'' یبحث محبۃ الله في سنۃ الرسول صلی الله علیه وسلم فقط ، لا یدعی لفضیلۃ شیخه وهو یحبه ، یغلبه الحب العقلي ویستعین العقل في اتباع الشریعۃ فیعمل بالشریعۃ بالعزم الراسخ . لا یترك اللذات بل یستعملها ، ویتلذمنها وفق الشریعۃ ، ویشكر الله ، ویكون المیلان الطبیعی أكثر الشیخین یتضرع ، ویلح في الدعاء بعد ما یعده حكم الله عزوجل لكن یرضی بقضاء الله عزوجل من القلب یحرض علی افادۃ خلق الله تبارك وتعالی وهو لا یعد نفسه شیئا ، ویعد درجۃ عالیۃ عبادۃ خالصۃ لوجه الله عزوجل .

السؤال: مالفرق بین العقیدۃ ، والمحبۃ ، وأیهما جید ؟

الجواب: اذا استفید من رجل فائدۃ ما ، أو أحب بعض أشیاءه من حیث العقل ، فیصار معه العقیدۃ . مثل : كما یكون لعقیدۃ مع العلماء هكذا تصیر العقیدۃ مع الشیوخ . وأما المحبۃ فهو الشیئ الذي لا تفنی كمالا تحتاج الدلیل أیضا من الممكن أن یحب رجلا ما ،ولأی سبب ما .إن الذهن له دوركثیر في الإعتقاد ویمكن أن ینتهي.

السؤال: من فضلك أن توضح لنا معذور ترك الشریعۃ في الحال الغالب ؟

الجواب: سؤال جید ۔ في بعض الحین یغلب حال ما علی القلب غلبۃ یتوقف العقل عمله في حال نفسه إذ ماالإنسان مكلف الشریعۃ اذا كان العقل یعمل ؛ لذا یمكن أن لا یعمل علی الشریعۃ بالتمام والكمال فی حال نفسه . جماع الكلام : إذا لا یعمل علی الشریعۃ وعقله یعمل أثم ۔لكن الآن لا یعمل عقله بسبب عارض طارء ،لذا لا یأثم ، ولا یقلده أیضا .

السؤال: تذكر المجاهدۃ من وسائط التصوف ، فما هي ؟

الجواب: هواء النفس الذی یعرقل في الأعمال ۔یكون التعبید إلی حد ، ویكون المنع عن الاتیان إلی الشهوات إلی وقت حتی لا یكون سببا للعرقلۃ هذا الأمر یسمی ‘‘ مجاهدۃ '' ولها قسمان : ۱ ـ مجاهدۃ الجسم : أن یأنس النفس بالمشقۃ مثل : أن تعدی الصلوۃ بكثرۃ النوافل ، وتقل حرص الطعام بكثرۃ الصوم . ۲ ـ مخالفۃ مقتضی المعصیۃ هاهي المجاهدۃ الأساسیۃ ، والأولی واسطۃ لتحصیلهما .

السؤال: ما هي الهوا التي تحجب النفس بین الأعمال لأجلها ؟

الجواب: انها الأكثر ، لكن قسمها العلماء إلی ثلاثۃ أقسام . ۱ ـ حب المنصب : یعني اشتهاء الامتیاز من الآخرین. ۲ ـ حب الباه : یعني اشتهاء حصول اللذات . ۳ـ حب المال : یعنی اشتهاء الأموال كثیرۃ.

السؤال: لما ذا جعل حب المال شعبۃ مستقلۃ ، والمال یطلب للتفاضل بین الناس ، ولحصول اللذات ؟

الجواب: لا ، لا یكون كل مرۃ كذلك ؛ لأن بعض الناس یسومون أنفسهم فی جمع المال مثل الركز والفناء وغیرها : وفي بعض الحین یشغف حب المال حتی لا یستعمل لراحه نفسه كهذا العمل لبائع الربوي۔

السؤال: كیف یقل محبۃ المال زمن الراهن ؟

الجواب:الطریقۃ الأقل أن یبتعد صحبۃ أهل محبی المال ، كما یعین علیه صحبۃ المتوكلین ، وذكر هازم اللذات ، ومع ذلك لیجتنب صحبۃ أهل الدنیا فیما استطاع ، یفید فیه الاشترك فی أمور عامۃ الناس مجتنبا من الریاءبعد مشاورۃ المخلصین ، واقرأ حكایات اللذین یبتعدون من محبۃ المال ، وینفقونه فی سبیل الله عزوجل وثم السلوك طریقۃ كبیرۃ جدا ، اذا یعبرهاویعشق الانسان علی الله عزوجل فتنتهی حب المال .

السؤال: كیف یقل محبۃ الدار ، والمركب ، وأشیاء أخری في زمننا الحاضر ؟

الجواب: لا یمنع حصوله إلی حد الضرورۃ ، والاحیتاج ، وأما مازادت من الضرورۃ فلیتفكر أن بعض الناس لا تجدون ما تكفی لاحوئجهم مكان أن أتجعل نفسك فی الأمور المعقدۃ لا بد من تسدید حاجات الآخرین الأساسیۃ لیرضی الله جل ذكره مني . ولیتفكر أن الدنیا لیس دارا لتكمیل الأماني ، بل هو دار لتكمیل الأعمال . مستكمل آمالنا في الجنۃ إنشاء الله وأما الدنیا فدار السفر ؛ لذا لنتفكر أن الأشیاء التي أتمنها في الدنیا وهي ما یسرت لي ،لكن یسرلي القوی التی أحصل بها في الآخرۃ ، فاغتنمها ، واستعملها لحصول تلك النعم في الآخرۃ .

السؤال: أیمنع من تكمیل تلك الهواء تماما في المجاهدات ؟

الجواب: لا ، لا یمنع منها إلا اذا بعد اكمال القوت ، والقوت یتخلف لكل واحد . في بعض الحین یمنع الرجل الذي لم یزكی بعد من الهواالجائزۃ .

السؤال: لما ذا یمنع من تكمیل هوالجائزۃ ؟ ألیس هذا مداخلۃ في الشریعۃ ؟

الجواب: كلا ، بل هو عمل طارئ نظرا إلی الإصلاح كما لا یمنح للجندیین طعاما عادیا ، أو یعطاهم شیئا ردیئا أو یعطاهموه غیر مكفي ۔ وأی نوع من الطعام لا توجد عند الجنود ؟ بل یعاملونهم هكذا المعالۃ ؛ لیستعدوا الأحوال السیئۃ في الحرب إذا واجهوا . توجد نظیره في الشریعۃ أیضا ۔ تمنع في الصوم من الطعام ، والشراب ، واكمال اشتهاء النفس إلی وقت معین ؛ لیحصل بها التقوی ، وأن جمیع هذه الأعمال یفعل ،؛ لیسهل العمل علی الشریعۃ . والتشریح الأخری : أن الورق إذا لفت في الوسط ثم ینشره ، ویقیمه ، فلا یقیم جیدا حتی إذا لم یمیله إلی جانب أخر . هكذا من أحاط علیه هو لنفسه ، یمنع من هوا الجائزۃ لمدۃ عارضۃ نظرا إلی المعالجۃ .

السؤال: متی یترك هذه المجاهدۃ ؟

الجواب: بعد الإصلاح ، والتزكیۃ یمنع من الهوا الغیرالجائزۃ فقط ، ولا یبقی المنع من تكمیل هوا الجائزۃ كما تكون حین الإفطار .

السؤال: إلی كم الإحتیاج إلی المجاهدۃ زمن الراهن ؟

الجواب: تكون الإحتیاج الیه في كل زمان إلی أن لا تعلب هوا النفس علی حكم الشریعۃ ؛ لأن الغرض من المجاهدۃ حطم ، وترك بغاوۃ النفس من الشریعۃ ۔ لا تكون إصلاح النفس إلا بالمجاهدۃ وأما اصلاح القلب یمكن أن یكون بالذكر ، لكن لا یصلح به النفس ؛ لذا تكون لاحتیاج إلی المجاهدۃ لتزكیۃ النفس ، وتصفیۃ ؛ لأن النفس غیر معبدۃ هذه الأیام . المسئلۃ الثانیۃ : أن النفس لا تقبل المجاهدۃ إلا بعد مشقۃ في زمننا الراهن ؛ لذا یقل التحریض علی المجاهدۃ یوما فیوما ،ونتیجته أمامنا . جاءنی سالك قال : أكملت أسباق سلوك النقشبندیۃ كلها لكن ما استرحت من التلفیزیون الكبلي في رمضان وبكی . قلت : أكملت سلوك الذكردون المجاهدۃ؛ لذا قلبك صالح تبكی علی حالك لكن هوا النفس لم یزل بعد ؛ كنت مغلوبا أمامها . علم منه أن احتیاج المجاهدۃ لم یزل بعد، لكن ینبغي أن كیفیتها مناسب وفق أحوال زمن الراهن كما تختلف مجاهدۃ كل واحد عن الآخر مثل :رجل ما اشتری شیئا من السوق فمجاهدته أن یرسل الی السوق لیشتری الحوائج ، ولیأت بها . ویقام الأخر علی الباب أن یسلم علی من یخرج إلی الخارج ، ویودعه ۔ هذه أیضا تكون مجاهدۃ لبعض الناس ۔

السؤال: كیف تجاهد ؟

الجواب: إن في المجاهدۃ الغلبۃ علی أربعۃ أشیاء
(۱) الطعام والشراب
(۲) النوم
(۳) الكلام
(۴) الاختلاط من غیر الجنس أي الذین لقائهم لا تخلومن الضرر .
أما قلۃ النوم ، وقلۃ الطعام ترك الیوم ؛ لضعف القوی ، لكن یقررهما لبعض الناس أیضا . وفي الأصل هاتان المجاهدتان ـ قلۃ النوم والطعام ـ منحصرتان علی تجویز الشیخ ، وتصویبه . وأما المجاهدتان الأخریان لم یزل تبقیان بل أشد الاحتیاج إلیهما الیوم .

السؤال: ما هو المراد من قولك ‘‘ ترك مجاهدۃ قلۃ النوم والطعام ''؟

الجواب: كانت تجاهدها تان المجاهدتان الأكثر فالأكثر من قبل وأما الیوم لا یلتفت إلیها إلی ذلك الحد لكن لا بد من ملاحظۃ التفصیل . ان كان أحد یطلب الطعام حتی یضرصحته ، یخالف حكم الشریعۃ ، فلا زم علیه مجاهدۃ ترك الطعام ، وستكفیه إلی أن ترجعه إلی الاعتدال . سشكي إلی الشیخ علي أشرف التهانوي رحمه الله لأحد مسترشدیه أنه یأكل الطعام كثیرا . فسأله : فأجاب : كنت آكل في البیت أربعۃ أخباز ، وأكتفی في الزاویۃ علی اثنین ۔ فقال الشیخ : إذا جید یقول الأطباء : یكمل ضرورۃ أجسامنا بطعام یسیر ، وماعدا ذلك نعیش في الخیلاء ۔فلم تزل توجد المجاهدۃ التي تخرجهم من ذلك ۔هكذا ائتلفنا بالنوم الأكثر من الاحتیاج ، فتحدیده إلی الاحتیاج فقط تكون مجاهده . اذا كان الاحتیاج إلی المجاهدۃ التربیۃ ؛ للرجوع إلی الاعتدال ، فیمكن أن یجاهد مجاهده قلۃ الطعام أن یأكل أسبوعا ، ویجاهد أسبوعا ۔ هذه مشابه بصوم الداود علیه السلام، وتفید جد ؛ لأن لمجاهدۃ تكثر لكن لا یأت الضعف ، فیحصل فائدۃ المجاهدۃالمواجهۃ دون مواجدۃ الضرر.

السؤال: لم أفهم مجاهدۃ قلۃ الكلام ؟ ماالمشكل فی عدم الكلام ؟

الجواب: ألا تنظر إذا لماذا الكذب ، والغیبۃ ؟ لو لا یتكلم رجل إلا في ضرورۃ شرعیۃ ، للتنهی الكذب ، والغیبۃ لكن ها هو حب التكلم یحرض علی الإثم أحیانا؛ لذا لا بد من هذه المجاهدۃ والذی یحب التكلم یصعب علیه هذه المجاهدۃ جدا ألم تر أن الشعرآء كم یقاسون من المشقۃ في انشاء أشعارهم إنه أیضا حب النطق والتحدث؟۔

السؤال: هل توجد المجاهدات دون التي ذكرت اختیاری ، أم لا ؟

الجواب: المجاهدات التی تقدمت اختیاری ، وتوجد دونها مجاهدات غیراختیاری أو اضطراري ونفعها أكثر من المجاهدات الاختیاریۃ ؛ لأن المجاهدات الاختیاریۃ تكون علی تجویز الإنسان وأما المجاهدات الغیرالاختیاریۃ تكون من جانب الله عزوجل وهو أعلم بأحوال الإنسان لذا فائدتها الأكثر .

السؤال: اذا كانت الجاهدۃ الاضطراریۃ تفید الأكثر ، فهل یدعی لها ؟

الجواب: لا ، ینبغي أن یدعی من الله العافیۃ ، والصحۃ ؛ لأن فیها الانكسار ، والله یحبه .

السؤال: ان ابتلي أحد في مجاهدۃ اضطراریۃ فما ذا یفعل في وقت لنفسه ؟

الجواب: اذا واجه أحد المجاهدۃ الاضطراریۃ من جانب الله عزوجل فلیصبر علیها . ولیدعی الله له بعد ما یتوجه إلیه ، ولیحفظ لسانه من الشكوی ۔ وأما الدعاء لوقت نفسه هو تلاوۃ "اِنَّا لِلہِ وَ اِنَّاۤ اِلَیۡہِ رٰجِعُوۡنَ " وأما إذا كانت المصیبۃ لا تدفع ، فالصبر مقتضاء لوقت نفسه ، لیدعی الاستقامۃ من الله عزوجل ذلك الحین ، والدعاء الذی تقدم یدعی به ههنا أیضا .

السؤال: مالفرق بین مجاهدۃ اختیاریۃ، والرہبانیة؟

الجواب: لا یعد مجاہدة اختیاریة من الدین ، تعمل بها وقت الحاجۃ فقط ، وتترك بعد انتهاء الحاجۃ ، وفي ضدها الرهبانیۃ : تعد فیها إیذاء النفس من الدین ، وهی لا تجوز في الإسللام .

السؤال: كیف یكلف بالمجاهدۃ هذه الأیام ؟

الجواب: إنها تنحصر علی اجتهاد الشیخ ،ولیس بممكن أن یذكر لها قاعدۃ كلیه ؛ لأن مجاهدۃ كل واحد تختلف من الآخر بسب تٖغیر أحواله . وأما الاحتیاج إلی المجاهدۃ تكون في كل زمان ، وستكون ، لكنها منوط علی بصیرۃ الشیخ أن یكلف من شاء ماشاء من المجاهدۃ . سأخبرك بنكتۃ :أن ناسا یقولون : أن یجاهدوا،لكن إذا واجهوها فیفرون ، كأنهم یریدون أن یفوضوا الیهم مجاهدۃ رضاهم ، إذا لا تبقی مجاهدۃ ؛ لأن العمل الذي یعمل من طیب نفسه فلا یسماه بمجاهدۃ . والمجاهدۃ تكون خلاف طبیعتك ، ولنفسك ربما مجاهدۃ رجل لا تكون لآخر ؛ لذا ینبغي أن تترك علی اجتهاد الشیخ ، وقضائه .

السؤال: ماهي طریقۃ الخلوۃ زمن الراهن ؟

الجواب: المراد من الخلوۃ أن ینقطع العینین ، و الأذنین ، واللسان من البیئۃ العامۃ . وهذا في أي وقت ما كیف ما یسرت تسمی بخلوۃ إذا لم یكن قصد الشهرۃ، والجفاۃ . ویكن العمل علیها في زمننا الحاضر أن یمكث في زاویۃ بارشاد شیخ شرعی أو یعتكف في مسجد بنیۃ الخلوۃ ، والعبادۃ أو یقضي الوقت في مواضع الخلوۃ أینما كانت ، وهي الیوم قلیلۃ جدا لكنها توجد تنال بالبحث .

السؤال: هل تسد الصیام النوافل مسد مجاهدۃ قلۃ الطعام ؟

الجواب: كیف لا ، إذا كانت هذه بقصد المجاهدۃ ؛ فلیتناول طعام قوت بدل طعام كثیر في السحر، والإفطار .

السؤال: ذكرت ‘‘ الفاعلۃ '' في الواسائط فما هي ؟

الجواب:إن الله تبارك وتعالی منح الإنسان القوی العجیبۃ ، وإنها تحرض بأعمال مثل : من الممكن أن یعمل الإنسان أفعالا عجیبۃ . هكذا تكرارشیئ ، وتصوره قوتان اللتان تكون لهما دخلا كثیرا في النفسیات ، والكیفیات . الذكر ، والشغل ، والمراقبۃ أسوۃ لا ستعمال هاتین القوتین اللتین یحصل بهما الإنسان الكیفیات . فأما الذكر ، والشغل ، والمراقبۃ أعمال اختیاري .وأما الكیفیات غیراختیاري لكنها تصیرواسطۃ لبعض أعمال اختیاریۃ ؛ لذا صارت الذكر ، والشغل ۔والمراقبۃ وسائط لتلك المقاصد یقال لها ‘‘ فاعلۃ ''.

السؤال: ما هو المراد من الذكر ؟

الجواب:المرد منه ذكر الله جل ذكره .

السؤال: هل التسبیحات المسنونۃ أیضا ذكر ؟

الجواب:نعم ، إنها أیضا ذكر ، مثلها كمثل الطعام ، توجد بعض الأذكار دونها التي تستعمل للمعاجلۃ مثلها كمثل الدواء ، وها هو المراد ههنا من الذكر التي سمي بالواسطۃ .

السؤال: كیف یعالج بالذكر ؟

الجواب:تحصل به محبۃ الله عزوجل وهی مفتاح لجمیع الفضائل ، كما ینفی المحبۃ السوء كلها في النفي والإثبات ۔ كلما یرخس الذكر في القلب والدماغ یخرج حب الغیرعنه ، وینوب عنه حب الله عزوجل ۔ ویكون الصلاح لأعمال الرجل .

السؤال: ما هو طراز الذكر ؟

الجواب:اجابته ههنا صعب ؛ لأنه تنحصر علی حال كل واحد ، لذا لا توضع له قاعدۃ عامۃ ، وها هوالسبب الذی یحرض علی استمساك ید الشیخ . تكون الذكر باللسان أیضا ، وبالقلب أیضا ، وبالنفس أیضا ، وبالتصورأیضا ، من كان یناسب له وأي نوع منها ، فیعطی إیاه ، وثم یحرسه ؛لك تجنی ثمره .

السؤال: بعض الناس یذكرون الله جهرا ، وأن الله عزوجل یسمع سركل واحد ، فلم یذكر بالجهر ؟

الجواب:أما الذكرالذی تكون للأجر فقط ، فلیذكر بصوت خفي ؛ لأن لا یقع حرج في أمور الأخرین ، وأن لا یضرهم ؛لأنه ینبغي أن یذكر إیاه في كل وقت ، وإن من الصعب أن یجد له موضعا الذي یذكر فیه بالجهر كل حین ، ولا یؤذی به أحد. وها هو ذاحكم تلاوۃ القرآن أیضا . وأما الذی یعالج به لا تعد جهره من الثواب ، بل هو لدفع الوساوس ، ومع ذلك الصوت الحسن تتأثر القلب ، فالذكر بالجهر بصوت حسن تتأثر القلب ؛ لذا لا حرج فی أن یستعمله واسطته .

السؤال: أما تكون شبه الریاء في الذكر بالجهر ؟

الجواب:ینبغي أن لایبال به ۔فراغ القلب من نیۃ الریاء یكفي أما وسوسۃُ الریاء فلیس بریاء . قال النبي صلی الله علیه وسلم كتب بعض الشیوخ : أن ترك ذكرالله عزوجل من خشیۃ أن ما یقول الناس أیضا ریاء .

السؤال: تثبت جوار الذكر بالجهر منفرد ، هل یمنع للذكربالجهر مجتمعا ؟

الجواب:إن الدلائل التی تستدل منها بجواز الذكر بالجهر منفردا وهي لجوازه مجتمعا أیضا . تفكر قلیلا ، الأمر الرئیسي أن الذكر بالجهر لو یعد واسطۃ لتصفیۃ القلب ، یجوز، ویفید سواء مجتمعا أم منفردا .

السؤال: كان طراز أسلافنا ، وأكابرنا أنهم یذكرون الله عزوجل مجتمعا لكن بأصوات مختلفۃ ، وأما الذكربالاجتماع بهیئۃ أن یذكر الناس الله عزوجل مع صوت رجل واحد وهو معلمه ، لا توجد نظیره في أسلافنا ۔ قال بعض الناس مثله كمثل الصلوۃ أن یكون الإمام ، والمقتدون ، ألیس هذا زیادۃ في الدین ؟

الجواب:لا ، القول لیس كذلك . كان یذكر الله عزوجل عند الشیخ المولوي أحمد علي الاهوریي رحمه الله بصوت واحد مجتمعا ، وهو من أسلافنا ، وأكابرنا ، وهكذا كان طراز الشیخ المولوي فقیرمحمد رحمه الله وهو من خلفاء الشیخ أشرف علی التهانوي رحمه الله، لأنه واسطۃ فقط ، والقصد منها أن تتأثر القلب ، ولا ینفی فیه من تأثیر أصوات مجتمعۃ . كما تكون أمیر ممارسۃ الجهاد یمارس الناس بصوت واحد ، وهم مكلفون لإتیان كل أمره بصوت ، وإشارۃ واحد ، وهذا لا یعد من الخطإ ؛ لأنه واسطۃ فقط ، هكذا حال ذكرالله عزوجل ما كان بصوت واحد بهیئۃ المعلم والطلاب ، ولا یعد هذه الهیئۃ من المقاصد ، ولا ینكر علی من لا یفعل هكذا ، فلا حرج .

السؤال: هل یجوز الذكر بالجهر في المسجد ؟

الجواب:مثله كمإل قرأۃ القرآن في المسجد ۔ یعنی اذا لا یكون المصلي في الصلوۃ ، أوالأمر الاجتماعی في وقت نفسه ، فلا حرج .

السؤال: هل یجوز الذكر بالجهر، ورجل واحد یصلي ؟

الجواب:ینبغي أن یراعی أهل الذكر للمصلي إذاكان وقت نفسه للصلوۃ المكتوبۃ،وإذا كان في الصلوۃ التطوع ، ینبغي المصلی أن یراعي العمل الاجتماعی ؛ لأن أفضل صلوۃ المرء في البیت غیرالمكتوبۃ ۔ ، كما یراعي في تعلیم القرآن .

السؤال:أي الذكر أكثر تأثیرا من الأذكار المجاعۃ الذكر العام ، تلاوۃ القرآن ، الصلوۃ علی النبي صلی الله علیه وسلم ؟

الجواب:هذه كلها كلمجاعۃ ، ولكل واحد فائدته ، لا یمنع أكابرنا عن المزهریۃ أن یختار ترتیب جامع . لیتلی القرآن كل یوم مع الدوام ، ولیرطب اللسان بذكر الله عزوجل كل حین ، وأما الصلوۃ علی النبي صلی الله علیه وسلم فإن الله عزوجل أمربها المسلمین مباشرۃ بطراز عجیب ؛ لذا ینبغي أن یتناول من كل واحد. في بعض الحین تفضل بعضها من بعض لبعض الناس فلیفوضها الشیخ .

السؤال:بعض الناس یتلون سور مخصوصۃ من القرآن ، ولا یهتموا بتلاوته من أوله يلی آخره أهذا یكفی لهم ؟

الجواب: هولآء أفضل من الذین لا یتلون شیئا من القرآن ، لكن لا یستون الذین یهتمون بتلاوته من الأول إلی الآخر، ویتلون سورمخصوصۃ أیضا ؛ لأن لكل آیۃ من القرآن نور خاص ، وهولاء یحصل إلا بقراء تها.

السؤال: أیمكن ذكرالله عزوجل من القلب كما قلت ؟

الجواب:نعم ، وهولذیذومفید .

السؤال: من فضلك أن توضحه لنا مزیدا ؟

الجواب:نعم إنه، تحـصل بطرق ، یلقن لأول مرحلۃ فی سلسلۃ النقشبندیۃ ویلقن بعد استعداد في السلسلۃ الجشتیۃ ویرزق هذه النعمۃ لبض الناس لأجل رطب ألسنتهم بكثره الذكر الله عزوجل وإنه یكون ثابتا ومن أكبرفوائده أن من الممكن أن تكون في كل وقت ، وموضع ؛ لذا یصیر الرجل دائما الذكر بذكر القلب ، وها هو الذكر الذي تتعدی إلی أعضاء أخری بعد ما یرسخ في القلب ، ویشعر أثره في مواضع مختلفۃ ، ویقال له : في وقت نفسه إجراء اللطائف

السؤال:أیجري اللطائف بنفسه أم یمكن اجراء ها بالمجاهدۃ أیضا

الجواب:نعم ، هذا السعي ممكن . فأما أصحاب سلسلۃ النقشبندیۃ فإنهم یجرونها واحدۃ تلو الأخری ،وأما أهل سلسلۃ الجشتیۃ فانهم یترون لطیفۃ اللقلب لطیفۃ أساسیۃ ، وماعدا تلك من فروعاتها ، وهی یتحصل علیه تلقائیا في القلب ۔ أي بالمجاهدۃ علیه .

السؤال: كیف یعلم اجراء اللطائف ، وعدم إجرائها ؟

الجواب:لكل لطیفۃ موضعها۔ فموضع لطیفۃ القلب قلب ، ولطیفۃ الروح تحت ثدي الأیمن بحذاء القلب ، وتكون بین هذین اللطیفتین ‘‘ لطیفۃ السر''، وفي موضع الشفتین ، وعند البعض في الجبین تكون ‘‘ لطیفۃ الخفي''،و ‘‘ لطیفۃ الأخفی''في أم المخ یعني القفی ، كما تكون لطیفۃ النفس في موضع السرۃ ، وكما لا تخلو هذه من بعض تغیرات الكشف ،یشعر السالك ذكر الله عزوجل من هذه المواضع وهي الله جل جلاله الله جل جلاله الله جل جلاله أولاإله إلا الله كما تكون لهذه الموضع نورها، وأهل الكشف یترائونها؛ لذا حرره بعض الناس أیضا ، لكن لیس بضروري أن یرا كل واحد ؛ لأنه كشفي ، وبعض الناس لا تكون لهمالعلاقۃ بالكشف ، وهو لیس من المقاصد .

السؤال: إن الكشف مفید جد فلم لیس بمقصود إذا ؟

الجواب:مقصدنا ، ومرامنا رضي الله عزوجل ، وهولا یحتاج لكشف ؛ لذا كیف یجعل من المقاصد؟ أما اكونه مفیدا فهی موقوف علی استعماله ، یكون نعمۃ لبعض الناس ، ولبعضهم ابتلاء ؛ لذا من رزقه من غیر طلبه لیكرمه ولیستعمله حق استعماله ومن لا یرزقه ، فلیشكرالله عزوجل علیه ، ولا یبال لحصولها ۔

السؤال: ما هو الكشف ؟

الجواب:معنی الكشف : خروج الشیئ من الستر . وهو علی قسمین : ۱۔الكشف التكوینی : یعنی أن یعرف أمر أوكلمۃ الماضی ، الحال ، المستقبل أو یطلع حول كلمۃ ، أوشیئاسواء قریب أم بعید الذي لا یطلع علیه عامۃ الناس . ۲ ۔ الكشف العلمي یطلع به علی صحۃ الكلام من الله عزوجل ویقال له ‘‘ شرح الصدر''كما ثبت من موسی علیه السلام دعاه في القرآن ‘‘ رب اشرح لي صدری''.

السؤال: لوكان الأمر كذالك لصارت الكشف الثاني مقصودا ، فكیف یعدی من غیر المقاصد ؟

الجواب:قلت یطلب بالدعاء ؛ لأنه مفید ، ثم لیرضی كل واحد علی قضاء الله عزوجل في حقه ؛ لأن الرضاء بالقضاء من مقصاد التصوف ۔ إن الله تبارك وتعالی یعامل مع واحد وفق أحواله ؛ لذا یسأل الله جل ذكره كل واحد حسب اعطاءه إیاه عن الوسائل .

السؤال: كنت ذكرت المراقبۃ أیضا فما هي ؟

الجواب:إن المراقبۃ هي تفكر القلب ۔ التفكیر عن المطلوب حیث یحصل علیه یقال له ‘‘المراقبۃ ''. إن قوۃ تصور الإنسان عجیب جدا إن استعملت فمن الممكن أن یعمل بها أموراعظیمۃ . بعض الناس یرونها خفیفا جد ، ویقولون : ماذا یعمل بالتصور وهم ینسون أن الأشیاء كلها في المذهب من التصورات .و العقائد كلها تصورات ، وهي أساس الدین ، ولها دخل كثیر فی وجود المحبۃ ، وعدمها ، والفكر قسم من التصور الذي تظهر به الأعمال ؛ لذا یستمد المشائخ بهذه القوۃ لترتیب تفكر القلب . یقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدی بي ۔ من الممكن أن یحصل الظن الحسن بالمراقبۃ .

السؤال: آلتصور ، والیقین شیئ واحد ؟

الجواب:التصور من باب التفعل یعني إتیان شیئ في الذهن بالتكلف وأما الیقین هواطمئنان القلب علی شیئ ۔ فالتصور هو الخطوۃ الأولی لترسیخ الشیئ فی القلب ذهنا ویمكن بها حصول الیقین مثل : لو یتوصر أحد أن الله عزوجل یرانی ، لصار كیفیته أن الله جل ذكره یراه وهویشعره . قال رسول الله صلی الله علیه وسلم في جواب ماالإحسان ‘‘ أن تعبدالله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه یراك '' كأن فیه إشارۃ إلی الیقین الذي حصل بالتصور ۔

السؤال: أیۃ مراقبۃ تفید كل واحد ؟

الجواب:مراقبۃ تفهیم العقل قبل العمل أن تستعد للأعمال الصالحه وهي تسمی ‘‘ بالمشارطۃ '' ومحاسبۃ النفس بعد العمل أن كیف كان ؟ إن كان جیدا فلیعده من الله عزوجل ولیشكر علیه ، وإن كان غیر ذلك ؛ لأجل خطئ ، فلیستغرالله عزوجل علیه ۔ لیراقب هذه المراقبۃ كل واحد كل یوم هي مفیدۃ جد .

السؤال: هل تثبت المراقبۃ من القرآن والسنۃ ؟

الجواب:قال الله تبارك وتعالی ‘‘ ولتنظر نفس ما قدمت لغد '' هذه مراقبۃ ، وهي مأموربها . وقال رسول الله صلی الله علیه وسلم في حدیث الإحسان في جواب ‘‘ ماالإحسان ''؟ قال : أن تعبدالله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه یراك .

السؤال:ماهو أثرالمراقبۃ في خشوع الصلوۃ، وخضوعها ؟

الجواب:یتحصل علی الاستجماع باالمراقبۃ ، وكذا یحصل علی أسلوب تركیز القوی للحصول علی الكیفیۃ الخاصۃ . وهذه التجربۃ تفید في حصول الخشوع ، ولخضوع أیضا. مثل : یتصور في المراقبۃ أن الله تبارك وتعالی ینظر إلی قلبي نظرالمحبۃ ، فلیفعل في الصلوۃ أني قائم أمام الله تعالی ۔ لوأتقن مراقبته هذه ، لصار صلوته صلوۃ حقییقۃ . الطریقۃ المختارۃ ، والممتازه لحصول الخشوع ، والخضوع أن یتفكر الإحسان كما جاء في الحدیث أیضا ‘‘ أن تعبدالله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه یراك'' من حصل هذه الأشیاء ،لصارصلوته جیدا .

السؤال:هل تنفع المراقبۃ الحیوۃ الدنیاویۃ أیضا ؟

الجواب: ان المراقبات طریقۃ من طرق الذكر.تسكن بها القلب ، وهو نفع دنیاویۃ أیضا . هكذا إذا یقرأ طالب ، ولا یجمع له التفاته ، وتوجهه الی الدرس ، فهی مجمۃ لفؤده ، والتفاته ، إن أنس نفسه بمواظبۃ المراقبۃ ، لكن لا ینبغی لسلالك أن یراقب لهذا المقصد، وإلا سیفوت منه المقصد الأساسي .

السؤال: ماهوالفرق بین المراقبۃ وبین التخاطر ؟

الجواب:سؤال جیدا ۔ ماهو التخاطر في الأصل.إنه عمل الحصول علی القوات المقناطیسه . مثل : توجد في الأعین قوۃ مقنا طیسي ، لو ركز علی شیئ مازداد ؛ لذا یصدربه بعض الأمور التي یصدر العقول أیضا مثل : بعض الناس یلوّی الملاعق ، وبعضهم یسقط البعض ویفعل بها أفعالا عجیبۃ جدا ۔ فهذا قسم من علم العلوم ، ولا علاقۃ لها مع الروحانیۃ ۔ وأما المراقبۃ فلها العلاقۃ مع الروحانیۃ ، لكن طرازهما یشبه الآخر من وجه لا من كل الوجوه .كلاهما لا تخلوامن الإرتكاز لكن المراقبۃ تكون بغمض العیون ، والتخاطر بفتحها . مثل أن نركزالنظر في جزء من ضیاء المصباح عمكه كذلك فأما المراقبۃ فهي تتختلف منها تماما ۔ یحرض بها القوی الروحانیۃ التي أودعها الله عزوجل للناس . وأما التخاطر لایقاد القوات النفسانیۃ . مثل إن یتفكر في المراقبۃ أن قلبه یقول الله الله جل جلاله والقلب لا یقوله في البدایۃ حتی یمضي علیه حین،فیبدأ باالله جل جلاله ألله جل جلاله والإنسان یشعره ، ثم إذا نتقل إلی لطیفۃ أخری فستكون من أمره في موضع نفسه ماكان وهلم جر حتی یأتي وقت ، وجسم الرجل كله یقول الله جل جلاله الله جل جلاله لا إله إلا الله الله هو ۔ وهذا الاجراء حسب أذكار الرجل . وفي حال نفسه تكون أثرالذكر علی جسم الرجل وروحه أیضا حتی تفتح له مراقبات أخری مثل : مراقبۃ مسجد النبي صلی الله علیه وسلم ، مراقبۃ بیت الله جل جلاله حتی تصل الأمر إلی مراقبۃ العرش ۔ قال الشاعر الشیخ رحمن بابافی البشتویۃ
چی په یوقدم ترعرشه یوری رسي
مالیدلے دے رفتار ددرویشانو
المعنی : یصل العرش فی خطوۃ رأیت سرعت الفقراي فأیۃ سرعۃ هذه ؟ هاهي ذا سرعۃ المراقبۃ یصل بها إلی العرش . فهذا كلام روحاني لا دخل له في النفسیات ،غیر مشابۃ یسیرۃ في الطراز أن في كلیهما الإرتكاز ، وأما طرقهما الأخری ، متغیر كما تتختلف النیۃ في كل واحد منهما ، أن الغرض من الأولی حصول قوی الروح ، والغرض من الژثاني حصول قوی النفس .

السؤال: كم قسما للمراقبات غیرأقسامها المذكورۃ؟

الجواب:أقسام عدیدۃ ، لا یذكر ها ههنا بالتفصیل فلیطالع لها تصنیف العبد ‘‘ فهم التصوف''

السؤال: ما هو إجراء القلب ؟

الجواب:إجراي القلب لیس إصطلاح المشائخ بل هو إصطلاح عند عامۃ الناس ؛ لأن قلب الإنسان یتدفق كل حین ، بل اذا بدأت تذكر معه الشیء مسلسلا فهو یسمی بإجراء القلب ۔من الممكن أن تفهمه من المثل : رتب أي شیئ كان مع شیئ أن لما رأیت ذلك فالمراد منه هذا . مثل : ان المشائخ یقولون للكذاب : اربط یدك بالخیط ، حینما تراه فتعلم أفي أكذب ، فتنتهی .فإذا ساعد ذلك الشیئ مع القلب.فصار صحیحا سبحان الله! هكذا إذا تصور في اللطائف الأخری فهنا لك أیضا تشعر الحركه ، وثم تبدء أیضا ۔ لكنها لیسا من المقاصد بل المقصود أن تذكر بها الله أم لا ، وإن اشتغلت أن هذا وهذا یجري ، ونسیت الله عزوجل إذا یثبت في حقك حجابا؛لذا مادام علاقته مع الشیخ الكامل ، فلا یكون له الحجاب ، وهو یرشده إلی الصراط المستقیم ، وإلا یشغل في التروح ، والتفریح ، وهو یزعم أنه من الأولیاء ، والحال أنه لم یحصل بعد شیئا من الطریق لا ألفا،ولا باء .

السؤال: كنت ذكرت شغلا ، فما هو الشغل ؟

الجواب:إذا ازداد انتشار القلب لأجل الوساوس،ویزال به الوحدۃ ۔ وهو تضر المبتدئ۔ فیلقن المشائخ لإزالۃ الانتشارطرقا التی تحل بهاالوحدۃ ، یقال لها : ‘‘ الأشغال''.

السؤال: أیتخذ الشغل بعد حصول الوحدۃ ؟

الجواب:ان الشغل لیس مقصدا بالذات بل هو واسطۃ لكیفیۃ مقصودۃ كما یعرف من تعریفه ،أیضا إذا حصل تلك الكیفیۃ ، فما فائدۃ الشغل إذا ؟ ؛ لذا لا ینبغي أن یتخذ ، نعم إن المشائخ للذین لم یواجهوا الشغل طول حیاتهم ،فلم أن یجربوه ؛ لتعلیم الناس ۔

السؤال: أیمنك أن تجهز شغلاسهلا؟

الجواب:كتب في الكتب عدۃ أقسام من الأشغال ، لكن كماتقدم أنها لیست بمقصود من حیث الذات ، بل هي واسطۃ لحصول الوحدۃ ؛ لذا یجوزها الشیخ لا للسالك وقت احتیاجه إلیها .فیه یری أحوال السالك مع الموقع ؛لذا ینبغي أن یتوقف انتخابها علی الشیخ . سأذكر شغلا أو شغلین للتعرف فقط ؛ لیعلم كیف یكون الشغل ؟ أرسم القب علی ورقۃ بصورۃ جمیلۃ ، واكتبه لفظ الله بألفاط جمیلۃ ، ورائقۃ ، ثم انظره كل یوم في وقت معین ، سیقوم به تصور تصویر الله فی القلب ، ویحصل به الوحدۃ . هكذا لیتصور أن كل شعري تقول ألله هو ، ولیلاحظ تفصیله في تصنیفي ‘‘ فهم التصوف''.

السؤال: قال شیخ : أنه سئل كیف تحصلت علی هذه الرتبۃ ؟ فأجاب : بالأدب ۔ فما هو الأدب ، وأي شیئ تناول به ؟

الجواب:قال النبي صلی الله علیه وسلم ‘‘ أدبني ربي فأحسن تأدبیبی ''[جامع الصغیر] المعنی : كأن الله تبارك وتعالی أدب رسول الله صلی الله علیه وسلم ثم أدب النبي صلی الله علیه وسلم أصحابه رضي الله عنهم ثم أدب الصحابۃ رضي الله عنهم التابعین وهلم جرحتی وصلت الیوم هذه السلۃ بواسطۃ المشائخ أن كل شیخ یؤدب مسترشده ۔ فما هو هذا الأدب ؟ الأدب في الأصل : أن الشیئ الذي متعلق بالله عزوجل أو متعلق بمتعلق الله عزوجل مثل ؛متعلق بالشیخ ، بالكعبۃ ، بالقرآن ، بالصلوۃ ، بالآذان یقال له : ‘‘ شعائرالله ۔جل جلاله''. والذي متعلق بشعائر الله عزوجل یحترمه ؛ لأن له علاقۃ بالله جل ذكره ویقال لهذا الإحترام ‘‘ الأدب ''كما قال الله تبارك وتعالی ۔‘‘ ذلك ومن یعظم شعائرالله فإنها تقوی القلوب''[سورۃ الحج:آیۃ:۲۳] فمن كان متقیا ، یرزقه الأدب لا محالۃ ؛ لأن الذی یتقی الله عزوجل هو یتقی الأشیاء التي متعلق بالله عزوجل . مثل : ان من الأدب أن یقوم الرجل بمجیئ السید ، لكن لماذا یقومه ، فما السبب ؟ ؛ لأنه تعظم نسب الرسول صلی الله علیه وسلم ؛ لأن نسبه تتعلق بنسب النبي صلی الله علیه وسلم. كان الشیخ السید عبدالقادر بن الشیخ السید ولي الله رحمهما الله عزوجل عالم متبحر ، وولی من أولیاء الكبار یقوم للسید سواء من أهل السنۃ أو من أهل التشیع ،وكان لایقوم لأحد غیره . قال أحد رئساء التشیع : بعدما سمع القول المذكور للشیخ السید عبدالقادر رحمه الله إنی منطلق إلیه ، ولا تذهبوا معي ، بل واتبعوا أثري ؛ لأنظر أیقوم لي أم لا ، لوا قام لی، لیؤیدنی أنی سید ، سأعلم ذلك ۔ وسأله لما ذا یفعل ذلك . فانطلق ، وكانوا یتبعون أثره لما وصل ،فقام الشیخ لإكرامه . فسأله : لما ذا قمت لي ؟ فأجاب : ؛ لأنك سید . فقال : أتعلم ذلك ؟ قال : نعم ۔ فقال : انك تعلم أهل التشیع جیدا ۔ إذا لما ذا قمت لي ؟ فأجاب الشیخ لا یترك أدب احترام القرآن ، وان حرف بعض اٰیاته لأنه لاتخلو من الآیات الصحیحۃ ، والسلیمۃ ، لكن لا نسلم تلك الآیات المحرفۃ ۔ فأما عقیدتك لا نسلم ، ونخالفها أشد المحالۃ ، وأما سلسلۃ نسبك إلی جناب رسول الله صلی الله علیه وسلم فنسلم ؛ لذا نكرمها . فمن یحترم شیئا أو الرجل الذي ینسب إلی الله عزوجل ناویا لشعائر الله عزوجل فهو في الحقیقۃ یحترم الله جل ذكره ، لكن فیما یبدو لناس أنه یحترم ذلك الشیئ ، أو الرجل ، ولو یراعی الإنسان وقت احترام نفسه ، لصار ذلك الإنسان من أحب الناس إلیه ، إذ الله ناظر الناس كلهم في كل حین ، أن عبدي یعامل لأجلي هكذا المعاملۃ ؛ لذا یصیر هذا المؤدب ۔ والمحترم من أولیاء الله عزوجل . فمن یؤدب القرآن ،الصلوۃ والكعبۃ أنها من أولیاء الله عزوجل لا یزال یجد الرتب عندالله ۔ جل ذكره فهذا شانه . قیل فی محاورۃ الأردیۃ : باادب بانصیب ، بے ادب بے نصیب. المعنی المؤدب یجد حظه كل حین شیئا فشیئا ، وأما غیر المؤدب ، فیخسر ، ویحرم .

السؤال: آلأدب أسرع في ارتقا السالك ، أم الخدمۃ ؟

الجواب:من الممكن أن یجمع بینهما في وقت واحد، ؛ لأن اثبات كل واحد منهما لا یدل علی نفي الأخر ۔ في الحقیقۃ لكل شخص عواطف هذا یقرب الرجل بالرجل لكن الله تبارك وتعالی علیم بكل شیئ حتی بأسرار الصدور أیضا ، لذا لله مقیاسه وهو یری بحاله ۔ والآن ماهي الخدمۃ ؟ لها طرازان وهما یفیدان:۱ ـ طراز ومروج بین عامۃ الناس منها : تسویۃ الأحذیۃ ، واتیان الأشیاء وغیرهما . ۲ ـ الخدمۃ الأصلیۃ ، والحقیقیۃ : هي التي یسعد بها أهل المحبۃ ؛ لأنهم یخدمون لأجل المحبۃ ، ویكونون في بحث الفرصۃ أن یغدوا الشیخ بتوفیر الأشیاء وقت احتیاجه إیاها ، كما كانوا مجهزین بتلك الأشیاء قبل ذلك . مثل : كان دكان الخباز أمام زاویۃ الشیخ الخواجه الباقي بالله ـ رحمه الله ـ ذات یوم جاء ضیوف الشیخ الساعۃالثالۃ ، أو الرابعۃ من النهار حسب أیامنا الیوم ، وكان الناس یأكلون في القری وغیرها إلی الساعۃ الثانیۃ عشرۃ ، وبعدها لا تكون أشیاء الأكل ، والشرب لا في البیت ، ولامن الدكان ـ لما رأی الخباز أنهم وصلوا متأخرا ، فبدأ یخبز الأخباز بینما كان الشیخ جالسا عند الضیوف ، ویتفكر أن یجهزلهم الطعام ، اذجاء الخباز بعشرۃ أخباز أوعشرین فقال :یا شیخ خذ هذه ویخبز الأخری ، فأخذها سركثیرا ، ولم یقل شیئاوقت نفسه ، لكن الضیوف إذا رجعوا من عنده طلب الخباز فقال له : سل ما شئت ؟ فأجاب : أرید أن أكون مثلك . فقال : ما هذا الذي سألت هذا الصفقۃ غالیۃ جدا لا تكاد تتجملها فقال : لا یاشیخ ، إن كنت ترید أن تعطیني فأعطني إیاه وإلا لست بمحتاج لشیئ أخر . فقال الشیخ مرۃ ثانیۃ : یا أخي ، لا تستطیع أن تحملها ، وقولي في حقك ،سل غیر ما سألت ؛ لأن الذي سألت تحصل تدریجا؛ فیستعد له الإنسان ، واذا حصل الشیئ مفاجأۃ ، لایتحمل كما الناس یأكلون معجون الدواء ولو أكلوها كثیرا لأول مر، لما توا . فقال الخباز : یا شیخ إن كنت ترید الإعطاء فأعطني ذلك ۔وإلا فلا آخذ شیئا آخر . فقال : جید تعال إذا ، ذهب به إلی الغرفۃ ، ولا یدری ماصنع ۔ ولم یمض غیر بعید إذخرج فإذا كا اثنان الباقي بالله ـ رحمهماالله ـ صورۃ واحد منهما الأصلي ۔ والأخر كان صار الباقی بالله رحمه الله من توجهاته والفرق بینهما أن الباقی بالله رحمه الله الحقیقي كان في الیقضۃ ، والآخر كان مغشیا علیه ، ومضی ثلاثۃ أیام ، علی ذلك الحال ثم توفی . قال الشیخ أشرف علي التهانوي رحمه الله ـ : مات القاسم لكن كان ذوحظ فمات بعد أن صار الباقي بالله رحمه الله وجد هذه الرتبۃ بالخدمۃ ۔ كثیرمن الناس یرزقهم أشیاء كثیرۃ بالخدمۃ ، لكن إذا كانت الخدمۃ بطراز صحیح ولا أن یكون شوق الخدمۃ ،لكن لا یكون طراز الخدمۃ ، وفیه تضر هذه الأشیاء بدل النفع . مثل : أخذ رجل نعلیك .فوضعهما فی موضع وذهب فاختلط في الناس ، وحینما ترید الرجوع فلم تجد أحذیتك ، فإنه أضرك بدل الراحۃ . من أراد أن یخدم علی هذا الطراز أي الطراز المروجۃ بین الناس ، فلیتعلمه ، ولا یكون هذا إلا إذا كان الخادم أحب المخدوم محبۃ خالصۃ ۔ وثم یعرف أن كیف تكون طراز الخدمۃ .هكذا تعلم الأدب صعب ، وتعلم بسؤ الأدب سهل . فاجتنب من سؤالأدب ؛ لأن كل واحد یعلم أنه سؤالأدب فلا ضرورۃ إلی تعلمه ، لكن الأدب لا یفهمه كل واحد أن ما هو الأدب ۔ فاجتنب نفسك من سؤالأدب علی الأقل .

السؤال: هل القیام إلی الشیوخ صحیح؟

الجواب:سألت سؤال جیدا ۔إن بعض الناس یواجهوان الاشكال ، والإراد في المسئلۃ المذكورۃ ، لكن سأحدثك عدۃ من الواقعات ، سینتهي هذالأشكال . عن أبي سعید الخدري رضي الله عنه ـ قال : نزل أهل قریضۃ علی حكم سعدبن معاذ ـ رضي الله عنه ـ ، فأرسل النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ إلی سعد ـ رضي الله عنه ـ ، فأتي علی حمار ، فلما دنا من المسجد قال للأنصار : ‘‘'' قوموا إلی سیدكم ، [أوخیركم]رواه البخاری رقم الحدیث : ۴۱۲۱، ومسلم : الحدیث :۴۰۹۶ وكان النبی ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ یقوم لفاطمۃ ـ رضي الله عنها ـ تقوم لنبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ وأما ماكان النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ لا یحب أن یقوم له الناس ، فهو طبیعته ، لكن لا یمنع الآخرین منه یعني قال بنفسه : ‘‘ قوموا إلی سیدكم''. نعم ، إذا یرید الرجل أن یقوم له الناس ، فلا یصح أن یقوم له الناس ، لكن بعض الناس لا یرید أن یقوم لهم الناس ، ولا یمنعون من یقوم لهم یعني لا یباحثون علیه . واحد من وجوهها : مثل : أناأعلم أنه لا یتقدم مني أحد من أصحابي ، و إن أشد علیهم في أن یتقدموا ، فمالي أن أضیع وقتي في المشاجرۃ ، وأن لا أتقدم ، وأنا أعلم أنه لا یتقدم مني أحد . هكذا لا بأس بأن یجیز أحد لأ ن یقوم له الناس ، لا من الكبر ؛بل علم أن الناس یعظمونه ، ولو منهم لواجهوا المشقۃ ، ویصیر حجا بالهم ، فأجاز به تیسیرا علی الناس .۔ هذه مسئلۃ أساسیۃ أن طبیعۃ النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ كانت لا یحب أن یقوم له الناس عموما ، لكن یأمر به للاخرین .

السؤال: كنت ذكرت في الوسائط فاعلات التي لا تخلومن خوف الضرر فما هي ؟

الجواب:ما شاء الله أحسنت إنه ذكرتني الفاعلات التي لا تخلومن خوف الضرر منها تصور الشیخ ، السماع ، وعشق مجازي .

السؤال: لما ذا یستعملها ، إذا لا تخلومن خوف الضرر ؟

الجواب:نعم ، لا بد من الحیطۃ في استعمالها ، وهذا قول آخر أنها لا تخرج من خطۃ الأدویۃ ؛ لأن الممكن أن تحتاج إلی الإستفادۃ منهامع الحیطۃ في بعض الصور ۔مثلها في الأدویۃ العامۃ كمل ستروید أن لا بد من إشراف الدكتور الحاذق الماهر لإستعمالهایمنع الأطباء من استعمالها فی الحالۃ العادیۃ ، لكن الإحتیاج إلیها لم تزل تبقی في بعض الصور الأضطراریۃ ؛ لذالابد من تعلمها أیضا ۔ والله أعلم.

السؤال: ماهو تصور الشیخ ؟

الجواب:كمایذكرالله ۔ عزوجل ۔ فی مجلس شیخ ویجذب في السالك عادت حسنۃ للشیخ من غیر واسطۃ ، من الممكن أن تحصل الفوائد نفسها عند عدم وجود الشیخ بتصوره .

السؤال: هذا قول جید ، أي خوف فیه ؟

الجواب:الخوف من أن یزعم بالشیخ حاضرا وناظرا ، لأن السالك یتعلق بشیخه في المحبۃ أشیاء كثیرا،وأن الله تبارك وتعالی إذا ینصر السالك في وقعۃ ما ؛ لإخلاصه ، وطلبه ، فیری السالك أنه من الشیخ ، وهو یفضیه إلی الشرك شیئا فشیئا . حرم التصور؛لأنه تفضي إلی الشرك شیئا فشیئا ۔ و المحبۃ شیء یسلب العقل ، وهي مع الشیخ فطري ؛ لذا إن حبس تصورها في القلب ، من الممكن أن تتغیر إلی صورۃ مضرۃ شیئافشیئا .

السؤال: هذا في الحقیقۃ ذوخطورۃ ،وخطر هل یزال تصور الشیخ ، إذا غلب علی القلب والذهن ؛ لأجل المحبۃ ؟

الجواب:التصور من باب التفعل ، وهو لا تخلو من التكلف ،فمن تصور الشیخ تكلفا لا یجوز ، لكن إذا خطره في باله دون أن یتكلف ـ فهو من أجل المحبۃ . لا بأس به .

السؤال: هل توجد صورۃ أن تحصل بها فوائد تصور الشیخ بطریقۃ حسنۃ ؟

الجواب:نعم تحصل هذه الفوائد دون أن تضر، بالمواظبۃ علی المعمولات التي كلفك بها الشیخ ، مطالعۃ ملفوظات الشیخ ، ومكتوباته ، وأن تذكر شیخك في مجلس إخوتك الذین بایعوا بیدشیخك ، وتدعوله وغیرها .

السؤال: من فضلك أن تبین لنا شیئا حول السماع ، وهو لفظ عام عند أكثر الصوفیاء الكرام ؟

الجواب:سماع كلام حسن بصوت حسن یقال له ‘‘السماع ''.

السؤال: یقال حول بعض الشیوخ أنهم كانوا یسمعون الإنشاد منهم : الشیخ الخواجه نظام الدین ـ رحمه الله .

الجواب:لا یعتبر القول المسموع كیف یسلم ذلك ، وهو غیر مستند فضلا أن تكون المخالفۃ معتبرا ههنا أیضا نفس الصورۃ . قال الشیخ : في ملفوظاته [در نظامی رقم الباب : ۲۷] ‘‘السماع علی أربعۃ أقسام : الحلال ، الحرام ،المكروه والمباح إن كان میلان صاحب الوجد إلی الحقیقۃ ،فهو حلال وإن كان میلانه إلی المجاز ،فهو حرام ، وإذاكان المیلان أكثر إلی الحقیقۃ فهو مباح ولوكان أكثر إلی المجاز فهو مكروه وقال : لا بد من ملاحظۃ عدۃ أمور لإباحۃ السماع : المسمع ، المستمع ، المسموع ، وآلۃ السماع .
۱ـ المسمع : أن یكون رجلا كاملا ، فلا یكون الأمرد ، والمرأۃ .
۲ ـ المستمع : أن یكون السماع مشغولا فی ذكر الحقیقي .
۳ ـ المسموع : أن یكون الكلام خالیامن الفحش والهجو .
۴ ـ آلۃ السماع : یعنی لا تكون من مزامیر ،،.

السؤال: رغم ذلك نقل السماع بالمزامیر من بعض الصوفیاءالكرام ـ رحمهم الله ـ من فضلك أن توضحه أیضا ؟

الجواب:المعلومات الناقصۃ العلمیۃ تكون مصیبۃ علمیۃ.وأنت أیضا تواجه ذلك ـ الله یخرجك منه . نقل ملفوظ الشیخ الخواجه نظام الدین أولیاء ـ رحمه الله ـ في ‘‘ فوائد الفوائد ''أنه قال في ذكر السماع : '' لا یحل الحرام بأمر أحد ، إن یری أحد أنه حلال ، فعلینا أن نجتنب أنفسنا، لم نخرق أنفسنا؛ لانقاذ الآخر.''

السؤال: ما ذا نقول حول الصفوفیاء الكرام الذین كانوا یفعلون كذلك ؟

الجواب:ماذا تصور ، تفكر حسن وجید ؛ لأنا لانعلم وثوق أسناد الطرق التي وصلت بها أقوالهم . إن اجترأناس بالكذب في أحادیث محمد ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ ألیس الممكن هذا في أقوال أولیاء الكرام ؟ وبضدها مذمۃ المزامیر في الغناء ثابت في الشریعۃ بإیضاح كامل . فنقول : إنهم ما سمعوا المزامیر ، وإن سمعوا فلا یقلدهم في ذلك ، من الممكن أن یظن بهم فقط أنهم معذورون ۔ توجد محررالشیخ لسلطان حي ـ رحمه الله ـ ، ومحررات الآخرین من الأكابر للأطمئنان ، والتوضیح ، وهي تكفي لطالب الهدایۃ ، وطالب الهوا لیس مخاطبنا ۔

السؤال: كان ذكر العشق المجازي في الفاعلات أیمكن أن یكون كذلك في الحقیقۃ ؟

الجواب:العشق المجازي علی عدۃ أقسام : بعضها جائز: منها محبۃ الزوجٍۃ ، محبۃ أبناءه وبعضها غیر جائز منها : المحبۃ مع غیر ذی رحم سواء أن یكون الرجل ،أو المرأۃ ، محبۃ الأمرد أیضا منها بل هي أشد ۔ لكل عشق مجازي استعماله . فأما العشق المجازي الجائز توجر علیه إذا كان تابع مع العشق الحقیقي ؛ لذا قیل : ینبغي أن یمضي الرجل وقته عند شیخه ، أو عند زوجته ،أو في ذكرالله ـ عزوجل ـ وأما المحبۃ غیر جائز ، فلا یقربها بالإرادۃ ، لكن إذا كانت ، فلیجتهد أن یلبسها لبس الجواز إذا كانت ممكنا یعني أن یتزوج إن كان ممكنا ، وإلا فلیبتعد منها ، ولا یتصورها ، ولیسترشد من شیخه ؛ للخروج منها.ولو توفي من إفراط تلك المحبۃ ، والقیام علی العفۃ ، لهي شهادۃ عظیمۃ .

السؤال: مالمراد من الأخلاق ؟

الجواب:یقال لسیرۃ الخلق ، والمراد منه الحال الباطن للإنسان ،والأخلاق جمعه ، فمن كان أحوال باطنه جید ، فنسمیه بالخلیق یعنی ذوخلق حسن ، ومن كان أحوال باطنه فاسدا فهو ذوخلق سیئ .

السؤال: الناس یزعمون أن المجاملۃ وطلق الوجه هو حسن الخلق مارأیك حولهما ؟

الجواب:نعم ، هذا من أغلاط العوام ، عامۃ الناس یسمون هكذا الرجال بذي خلق ، لكن الحقیقۃ لیست كذلك ؛ لأن الكلام الحسن وطلاقۃ اللسان أحیانا یكون سببا لسؤالخلق مثل : إذا تكلمت امرأۃ مع غیرمحرمها بصوت لین ، فنسمیها بذات خلق سیئۃ ؛ لأن حكم الشریعۃ أن تتكلم مع غیرمحرمها بلهجۃ قویۃ .

السؤال: من فضلك أن توضح تعریف الأخلاق مزیدا ؛ لأن الصدور لا تشبع من التعریف المذكور ؟

الجواب:نعم،كلامك صحیح .إن الأخلاق الحسنۃ في الحقیقۃ إسم لاعتدال قوۃ الشهوۃ ، قوۃ العقل ، قوۃ الغضب ، وقوۃ العقل ، ویصیر الإنسان ذاخلق سیئ بترك للاعتدال في أیۃ منها .

السؤال: مالمراد من قوۃ الشهوۃ ؟ أیراد بها قوۃ جنسیۃ ؟

الجواب:لا ، بل هي لفظ جامع .الإفراط والتفریط فیها خلق سیئ ، والاعتدال خلق حسن ، والمراد من الإفراط فیها الأمعۃ وهي تفضي إلی الحرص ، وهو یفضي إلی النهب ، والسرقۃ ، والزنا ، وغیر من الحرام ، وكما توجد الإیاسۃ من التفریط فیها .

السؤال: هذا أرشدت إلی كلام جید.یری بعض الصوفیاء الكرام أن الرهبانیۃ تصوف ؟

الجواب:نعم ، هذارأي الصوفیاءالجهال ، والنقادون الذین یعاندونهم ،والحال أن غرض التصوف العمل علی الشریعۃ من القلب ، والإسلام لا یقبل الرهبابیۃ ، إذا كیف یمكن الرهبانیۃ ؟

السؤال: ألم یكن الصوفي تارك الدنیا ؟ والراهب أیضا یكون تارك الدنیا ؟

الجواب:نعم ،إنه یكون تارك الدنیا ، لكن أي الدنیا ؟ الذي هي مذمومۃ، كماأن القرآن العظیم ، والأحادیث المباركۃ مملوء من الترغیب علی تركها هل القرآن ، والأحادیث المباركۃ یرغبان إلی الرهبانیۃ ؟

السؤال: ماهي قوۃ الغضب ؟

الجواب:هی عاطفۃ دفع الشرعن النفس ، إذا جاوزت الاعتدال فیرتكب الظلم والتهور وهویفسد المعاشرۃ.وأما التفریط یفضي إلی الجبن ، وتشأ من اعتداله الشجاعۃ ، والعلم ، والإستقامۃ .

السؤال: مالمراد من قوۃ العلم ؟

الجواب:یتعلم بها الإنسان حول شیئ ما ، هذه میزۃ الإنسان أن وهب له قوۃ العلم أكثر من المخلوقات كلها ، وهذا كلام آخر أن یستعمله لرضی الله ـ عزوجل ۔ أو لرضی النفس .

السؤال: هل تفید كل نوع من العلم ؟

الجواب:لا ، بعض العلوم مطلوب ، بعضها مباح ، وحصول بعضها حرام .

السؤال: هل یكون حصول علم حراما أیضا ؟

الجواب:كیف لا ، ألیس حصول علم السحرحرام ؟ هكذا علم المزامیر وما عدا ذلك من العلوم القدیمۃ ، والجدیدۃ التي تكون لسرورالنفس لتضر النفس ، وهی حرام ۔

السؤال: لكن بعض العلوم منها حسن من حیث ذاتها وإن كان استعمالها سیئ ، وهو كلام أخر ، فلا نستطیع أن نسمی ذلك العلم باسم سیئ ؟

الجواب:نعم ، بعضها كذلك ، لكن بعض الآخر منها التي ینشأ لأفعال حرام ، لا یجوز حصولها ، مثل : علم المزامیر وعلم السحر .

السؤال: ماغرضك من قوۃ العقل ؟

الجواب:هذه قوۃ إنسانیۃ التي یستعمل به القوی الأخری، لو نقص منها لصار الإنسان غبیا وأحمقا، یصیر الإنسان مكارا ، ومخادعا بإفراطها ، كما یكون مدبرا، عارف الرمزوذكیا باعتدالها مثل : إفراط الشهوۃ تجعل الإنسان حریصا ، وتحرضه علی غصب حقوق الآخرین ، لكن العقل ینبهه ، إن فعلت ذلك ، فعاقبته سیئ . إن القوانین التي توضعها كل حكومۃ ، ودولۃ ، تستنصر العقلاء في وضعها ، وهي تنفذ الضغوط علی القوی الأخری یعنی یقیم التوازن بقوۃ العقل بین القوی الأخری في الماشرۃ ، وإلا فلا تمشی معاشرۃ ۔ والإسلام أیضا أكد علی استخدام المخ والعقل .

السؤال: ماالفرق بین العقل والعلم ؟

الجواب:الفرق بینهما أن العلم اسم لتعرف شیئ .إذا كان رجلان یعرفان شیئ فیمكن أن یكون أحدهما أكثر حصولا لفوائده ؛ لإستعمال علقله جیدا ، والأخری أقل حصولا لفوائده ، لقلۃ استعمال العقل .

السؤال: أیمكن الإفراط ، والتفریط في استعمال قوۃ العقل ؟

الجواب: نعم ، أما إفراطها : أن یری الرجل عقله كاملا ، فلا یستفید من تحقیقات العقلاء الآخرین حتی یصیر باغیا من كلام خالق العقل ۔ وهاهوذالخطأ الذی كان غرق حكماء الیونان ، كانوا استغنوا أنفسهم من تعلیم الأنبیاء الكرام ـ علیهم السلام ـ لو نظر نظرا لتفكرلظهر أن عقولهم كانت ناقصۃ أیضا التي لا تفهم كلاما إلی أن لهذا العالم خالق ، وهو وحده ، ونحن لا نستغنی من كرمه في كل شیئ. وأما تفریطها : أن لا یستعمل العقل في موضع استعماله ، ویسمی هكذا الرجال حمقاء . والله یدعو في القرآن المجید إلی التفكر في السموات ، والأرض ، واختلاف اللیل والنهار ، وأخذ النتیجۃ الصحیحۃ منها . والآن إن كان أحد لا یستعمل عقله في الأشیاء ، یضرنفسه .

السؤال: كثیرمن العلماء العلوم الجدیدۃ من الكفار أو قفوا حیاتهم إلی تفكر العالم ، رغم ذلك ماستفادوا یعنی لم یسلموا ، وهم كانوا یتفكرون ؟

الجواب:نعم ، هذه مأساۃ ۔ إن الشیطان لا یترك الإنسان إلی وصول الحقیقۃ ، ویشغله في الأشیاء التي دونها ؛كی لا یتحصل علی نتیجۃ صحیحۃ . بین حكیم الأمۃ الشیخ اشرف علي التهانوي ـ رحمه الله ـ مثاله بطراز عجیب : أن السیارۃ تسیر إذ حرك اللواء الحمراء ؛ فوقفت السیارۃ ۔ والآن یقول الرجل أوقف الكابح السیارۃ ،یقول صحیح ، وقال الأخر ۔ أوقف السائق السیارۃ ، وهو أیضا یقول صحیح ، فقال الثالث :أوقف اللواء الحمراء السیارۃ ، قول ذلك أیضا صحیح وقال الرابع : وقفت السیارۃ ؛ لأجل القانون الذي كتب فیه أن لیتوقفت السیارۃ بتحرك اللواء الحمراء ۔ هذا أیضا یقول صحیح ۔ والفرق أن نظر كل واحدمنهم یقع علی الشیئ دون الذی یقع علیه نظر صاحبه . فأما نظر الأنبیاء یكون علی مسبب الأسباب ، وأما نظرا العلماء العلوم الجدیدۃ علی الأسباب . إن فضل الله ـ عزوجل ـ علی عالم من العلوم الجدیدۃ ، فیشرح صدره من علوم النبوۃ ، فیقع نظره أیضا علی مسبب الأسباب لما قال الله ـ تبارك وتعالی ـ ۔: ''اِنَّ فِیۡ خَلْقِ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّیۡلِ وَالنَّہَارِ لَاٰیٰتٍ لِّاُولِی الۡاَلْبَابِ فقال تعالی بعد ذلك: "الَّذِیۡنَ یَذْكُرُوۡنَ اللہَ قِیٰمًا وَّقُعُوۡدًا " ثم قال تعالی : ''وَیَتَفَکَّرُوۡنَ '' جماع الكلام : لا یكون تصویب الفكر إلا بالذكر كما لایكون الفهم الصحیح .إلا بالفكر الصحیح.

السؤال: هل الأخلاق منحصرۃ علی هذه القوی ؟

الجواب:لا یرزق الناس الأخلاق الحسنۃ إلا باعتدال هذه القوی ، یقال لهكذا الرجل : ذوخلق حسنۃ .وها هي ذا الذي یعلم في التصوف أن یستعمل رجل علمه ، وقوۃ شهوته ، وعقله بالاعتدال بعد ما یتعلم طراز استعمالها كأنه یتعلم فیه أن یكل جمیع مكیاله وفق الشریعۃ .

قال قال مصطفےٰ ہو حال حال مصطفےٰ
المعنی : أن یأخذ ، ویحصل حال محمد رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ وكیفیۃ التي أودعها الله في صدر حبیبه كما یأخذ قاله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ

السؤال: والآن أرید أن أسئلك سؤالا مفصلا ۔ ماهی الأعمال التي لا بد من حصولها لإصلاح القلب ؟

الجواب:ماشاء الله : سؤال جید . لا بد للسالك أن یتحصل علی الصبر ، الشكر ، التواضع ، الإخلاص ، التفویض ، الرضی ، حب الله ـ جل جلاله ـ حب الرسول ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ ، التوحید ، الزهد ، والخشوع وغیرها كما لا بد له أن یجتنب من أضداده ، ویقال لها : ‘‘ الرذائل'' مثل : عدم الصبر ، كفران النعمۃ ، التكبر ، الریاء ، حب رأیه ،حب الدنیا ، الشرك ، الحرص ، انتشار القلب ، الحسد ، الحقد ، والعجب وغیرها من الرذائل .

السؤال: ما هوالمراد من الصبر ، وكیف یتحصل علیه ؟

الجواب:في الإنسان قوتان : أحدها یمیله إلی الدنیا، والأخر إلی الدین ، فلیستعن بالقوۃ التي تمیله إلی الدین علی القوۃ التي تبعده من الدین ،ویسابقها فهذا هوالصبر إذا یأتی المصیبۃ فإحدی القوۃ تجبره علی الجزع بعد ما یبعده من الله ـ عزوجل ـ وتعلمه القوۃ الثانیۃ الرجوع إلی الله ـ عزوجل ـ وهو ثابت من قول الله ـ تعالی ـ '' اِنَّا لِلہِ وَ اِنَّاۤ اِلَیۡہِ رٰجِعُوۡنَ '' فالإستعانۃ بالقوۃ الثاني؛ لاجتناب النفس من الجزع یقال له : ‘‘الصبر''وهو مسلم عند الجمیع. لكن إذا كا ن مقتضاء أمر دیني ، فترید طبیعۃ الإنسان أن لا تصبر بعد ما تتأثرمن القوۃ الأولی ، لكن القوۃ الثانیۃ تجبره علی الصبر ، فحینئذ إجابتها والمسابقۃ مع القوۃ الأولی یقال له : ‘‘ الاستقامۃ ''لكن هذا یعد من من ‘‘ الصبر'' في الإصطلاحی الذي ذكر آنفا مثل :یوجد الصبر في الصوم وهو في حكم الاستقامۃ ۔ فلیستعن لحوصوله من تعلیمات القرآن والسنۃ بعد تهذیب النفس ، وتنقیحها بالمجاهدات تحت إشراف الشیخ .

السؤال: ما هوالمراد من الشكر ، فكیف یتحصل علیه ؟

الجواب: الشكر هو أن تعد نعمۃ من الله ـ تبارك وتعالی ـ وتمنه علیها وأن تسعملها وفق رضی المنعم الحقیقي .وطرازحصولها المراقبۃ التالیۃ : أن الله ـ تبارك وتعالی ـ فعال كل شیئ ، وهو ناظر كل شیئ ، ویقره إلی ماشاء ، لا یقدر أحد علی استعمال شیئ إلا برضاه . وما عدا ذلك یتحصل علی الشكر بالنظر إلی ما هوأسفل منه في الدنیا ، وإلی ماهو أرفع منه في الدین۔ كما یظهر الحقیقۃ علی الإنسان باستحضار معاصیه ، فیری أن الذي أعطاني ربي فذاك بكرمه ، وإلا كنت أحق أن ترمي بي الحجارۃ . فلیلاحظ المزید في التفصیل في كتابي ‘‘ فهم التصوف'' .

السؤال: ماهوالمقصدالصحیح من التبلیغ ؟

الجواب:تبلیغ الدین هو إبلاغ خیر معلوم إلی الآخرین،وإ حذارهم عن الشر المعلوم .

السؤال: أعلی كل واحد هو ؟

الجواب:هذا منحصر علی القدرت ، العلم ، والفهم ۔ فیجب الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر حسب العلم ، والقدرۃ ، وإلا فلا. إن كان رجل إذا لم یستطع أن یبلغ بعض ضروریاۃ الدین ،فلیرغب أهل القدرۃ أن یلتفتها إلیها ۔إن قدر علی ذلك ، وإنا كان لا یخطب جیدا ، فلیطلب العلماء للخطبۃ ، ولا بد لذلك أن یواسیهم بنفسه ، وماله .

السؤال: هل یعمل جماعۃ المبلغین الیوم كذلك ؟

الجواب: إنهم تأمرون ـ حسب علمي ـ بالأمر بالمعروف ، ولكنهالا تنهون عن المنكر۔

السؤال: هل ینبغي لهاالنهي عن المنكرأیضا؟

الجواب: هذا منحصرعلی الأحوال . لا یستطیع كل واحدأن یمنع عن المنكر؛لذالیأمرعامۃ الناس بالخیر ،ولكن لأن لا یكونواحجابا للآخرین في أموارالدین بعد مایزعموا أنهم كاملون .

السؤال: كیف یمكن لهم أن تكونواحجابا؟

الجواب:قال شیخ الحدیث زكریا ـ رحمه الله ـ في أول باب من فضائل التبلیغ ‘‘العلماء یدعون بالدلائل،المجاهدون بالسیف ،والمؤذنون یدعون بالآذان''۔وهذاعام یشتمل إلی دعوۃ أعمال الظاهر ، والباطن ، فالصوفیاء الكرام یدعون إلی أعمال القلب هوأیضا دعوۃ إلی الخیر''۔ لكن بعض الناس لا یرون الدعوۃ إلا أن تكون وفق طراز هذه الجماعۃ المبلغین ، فلا یرون دعوۃ الآخرین دعوۃ ؛ لذ یصیرون لهم الحجاب أحیانا .۔

السؤال: ماهومعالجتهم ؟

الجواب:التبلیغ هو معالجتهم یعني أن یفهمهم أن لا بدمن أمورالدین كلها؛ لیشد الدین ، ویقوي بالمعاونۃ معا ، وإلا یضر الدین بحماقتنا ، وجهلنا ، ونحن نسئل عنه. إن من الأفضل أن یشعر علماء هذه الجماعۃ ، ومسؤلوها هذه المسؤلیۃ ؛ لأن إطاعتهم لا تكون لهم صعب .

السؤال: المبلغون كلهافي هذا الخطإ أن لیس علی الحق إلا من كان معهم ؟

الجواب:لا ، یا أخي ، سمیت بعضهم، وهم أیضا یرتكبونه لعدم تفهمهم فقط ، إن علموا بخطإ هم ، لرجعوا منه . بعض الرجال من المبلغین یسلمون قولنا ، ویعلمون أنه الحق ، وهم متفكرون حوله أكثرمنا وهم یصلحون أنفسهم أیضا بعلاقتهم مع شیخ ، ویخرجون لتبلیغ الدین أیضا ناویین إصلاحهم فنحن نراهم المبلغین الكاملین .

السؤال: ألم یكن الآخرون مبلغین ؟

الجواب:نعم ، وهم لیسواالمبلغین الكاملین ؛ لأجل هذاالخطإ؛ لأن من آداب التبلیغ أن تری المخاطب أفضل منك ، والإجتماع في الأمۃ أیضا من أهم قواعده ۔ كان الشیخ المولوي محمدعمرپالن پوریي ـ رحمه الله ـ اشتد علی ذلك في آخر خطبۃ في الاجتماعات براے وند . فأنا أقول في اتباع الأكابري أن الحصول علی ذلك صعب ـ أي أن یری مخاطبه أفضل من نفسه ـ إلاأن یأخذواالتصوف ، وإلا سیكونون المبلغین الناقصین .

السؤال: هذا مسلم ،لكن یشكوبعض المبلغین أن من یبایع منابیدشیخ یترك التبلیغ مستقلا ، ویكون للشیخ نفسه ، فلا یعمل عملا آخرغیره ؟

الجواب:بخ ! ما أسو الفهم ؟ !!! لیزیلهاالله ـ تعالی ـ بفظله أخي لوأخذنا الدین من حیث المجموع لاحتجناإلی كل أمر دیني ۔ إن من مسؤلیاۃ المشائخ أن یطلعوا علی أنواع القوي التي أودعهاالله ـ جل ذكره ـ فی مسترشدیهم ؛فیشكلوهم إلیها بعد إصلاحهم ـ وأحیانا یستعملونهم في أمرالدین أثناء الإصلاح ، إذا یرون ذلك مناسبا. والآن إن یرون رجلا تبلیغیا بعد إصلاحه أنه یفید لأمرآخر لدین ، فیشكلونه إلیه ، هل یسمی ذلك خطأ ؟ من سمي ذلك خطأ فهو یخطأ . ینبغي أن یكون غرضنا من التبلیغ أن یمضي أمورالدین،ویرضی الله ـ تبارك وتعالی ـ والآن من یری أنه یبلغ ، ویدعو؛ لیكون الناس مبلغین ، إذا لم یكن له علاقۃ بأمورأخری للدین،وعظمتها ، وقدرها في قلبه ، كمثل الناس یؤذنون ؛لیكون الآخرون مؤذنین . لئلا یفزع أولئك الرجال من كلامي ؛ لأن من الممكن أن یبایعوا علی یدالشیخ الذي یكون من جماعۃ المبلغین أم له علاقۃ قویۃ معها إذا لا یكون شكواهم .

السؤال: أیوجدالمشائخ في جماعۃ المبلغین ؟

الجواب:كیف لا،عدۃ من المشائخ أنا أعرفه ،بل لورتب أهل المبلغین نظام الإصلاح في الجماعۃ ،ماحتاجواإلا إلی الفاعلات فقط یعني الأذكار التي یلقنهم الشیخ بها ، وعداذلك من المجاهدات الغیر الاختاریۃ التی یوجهونها فی الجماعۃ ۔ستكفي لتربیتهم ، واصلاحهم وهاهو ذالذي كان الشیخ عبدالعزیزالدعاجو ـ رحمه الله ـ‘‘ أوصی به شیخي الشیخ المولوي أشرف ـ رحمه الله ـ ‘‘أن الطریقۃ قسم ذكرك ،والتبلیغ قسم مجاهدتك ''.

السؤال: ماهوالمرادمن الفكر ؟

الجواب: الفكرهووضع حقیقتین أوأكثرفي الذهن ثم الوصول إلی الحقیقۃ التي لم تحصل قبل . مثل :أن نأخذ النتائج من المعلومات التي كانت عندنا بالتفكر، لا بدله من التفكر ۔وهو مدعوفي القرآن العظیم ۔ عن علي ـ رضي الله عنه ـ ۔۔۔۔۔۔۔

السؤال: كیف یكون الفكر ؟

الجواب:أن توضع حقیقۃ الدنیا ، والآخرۃ في الذهن ؛ لتوصل بها إلی نتائج مفیدۃ ، وثم تقابلها بالشریعۃ ۔ إن وجدت صحیحا ، تعمل بها أیضا ۔ وهي تترقی مزیدا بالمرقبات .

السؤال: ماهوالتواضع ،وكیف یمكن الوصول إلیه ؟

الجواب: التواضع هو أن لا یری نفسه شیئا أمام عظمۃ الله ـ عزوجل ـ وأما طریقۃ حصوله فهي توجد في تعریف الله ـ جل ذكرـ یعنی أن یستحضر عظمۃ الله ـ عزوجل ـ وأن یمارسه .

السؤال: هل توجدالفرق بین التواضع ، والیأس ؟ حذاق النفسیات یرون الیأس من الأمراض الكبری ؟

الجواب:بینهما بون شاسع ۔ أما التواضع : أن یری الإنسان نفسه لا شیئ ؛ لأجله ،أمام عظمۃ الله ـ عزوجل ـ وه نعمۃ عظیمۃ . وأماالإیاسۃ : أن یری الإنسان نفسه محروما ؛ لأجله بعدمایعظم المخلوق، وهومرض عظیم .

السؤال: من فضلك أن توضح لناشیئا من التوكل ؟

الجواب:التوكل هو الإعتماد علی الله ـ تبارك وتعالی ـ في كل شیئ ، أن یكون التوكل في العلم أیضا علی الله ـ جل ذكرـ أن علمه ، عقله لاشیئ أمام علم الله ـ تبارك وتعالی ـ هكذاأن یستحضرقدرۃ الله ۔ عزوجل۔ ،ربوبیته ، كرمه وفضله ؛فیعمل عملا علی الطراز الذي أمرالله به ـ جل وعلی ـ ،ولم یبال مصالحه في إكماله ، عین التوكل .

السؤال: یاشیخ ، أیدع الأسباب في التوكل ؟

الجواب:لا،لیستعملها وفق طراز الذي أمرالله به ،أن یستعمل التدبیر ، ویفوض النتیجۃ إلی الله ـ عزوجل ـ كما قال الشاعر: ِ
توکل کا یہ مطلب ہے کہ خنجر تیز رکھ ا پنا
پھر انجام اس کی تیزی کا مقدر کے حوالے کر
المعنی : معنی التوكل أن تحز سكینك ، ثم فوض عاقبته إلی المقدر .

السؤال: صعب الأمر یختار المتوكل الأسباب كما یختار غیرالمتوكل فما لفرق بینهما؟

الجواب: إن الأسباب التي استحسنها الشریعۃ ، فعدم استعمالها عندذلك ‘‘ جهالۃ '' كما قال رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ والفرق بینهما : أن یری غیرالمتوكل رأي عقله حتمیا ، ویختار الأسباب غافلا عن الله تبارك وتعالی ـ بالفاظ أخری : إنه یری الأسباب مؤثرا حقیقیا ،وأماالمتوكل یستعمل الأسباب بعد ما یعدها أمرامن الله ـ عزوجل ـ وهو لا یكون باغیا ، ولا غافلا من الله تبارك وتعالی ـ بل یری اختیار الأسباب أمرامن الله ـ عزوجل ـ مع استحضاره .

السؤال: ماهوعمل العقل فیه ؟

الجواب:یمكن للمتوكل أن یری عقله سببا ، إذا یعده تابعا للشریعۃ ۔ العقل نعمۃ من نعم الله ـ عزوجل ـ لكن الشریعۃ عین لها الحدود ، فاستعمال العقل في دائرۃ الشریعۃ سنۃ الأنبیاء .

السؤال: ماهوالتفویض ؟

الجواب:التفویض هو أن یفوض الرجل أعماله إلی الله ۔ تعالی ـ إذاكان رجل یری بالرجل أعظم منه ، وهو مصلح له ، فیقول له : أنت كرشی وعیبتي ، أفعل ماتقول ، هكذاالله تبارك وتعالی ـ أعظم ، وأعلم ، وأقدر؛لذالم نفوض الأشیاء كلها إلیه ، أن یصرف فینا كیف شاء ۔ یعنی أن یعمل علی حكمه بلاقیل وقال ، ویفوض نتیجته إلیه فیه كرامتنا ، ومنفعتنا ؛ لذا تكون أهل التفویض أفرح ، وأفلح ۔ تثبت تعلیمه عن قوله ـ تعالی ـ "وَ اُفَوِّضُ اَمْرِیۡۤ اِلَی اللہِ ؕ اِنَّ اللہَ بَصِیۡرٌۢ بِالْعِبَادِ ''

السؤال: ألا یعمل بنفسه شیئا ؟

الجواب:سؤال عجیب !لو تفكرت في جواب السؤال الماضي لوجدت جواب هذا السؤال أیضا ۔ نعمل الأعمال ، لكن وفق الشریعۃ الغراء ، فلا نختارالأسباب المحرمۃ ، ونطمئن علی نتیجتها بعد ما نعدها من الله ـ تبارك وتعالی ـ من القلب ، والنفس.

السؤال: لوارتكبنا الخطأ في استعمال الأسباب ، لوجدنا نتیجتها السیۃ ، هل نری أنهامن الله عزوجل ۔ ، ألیس هذامن سؤالأدب ؟

الجواب:ماشاء الله سؤال جیدا!! إماارتكبنا الخطأ في فهم الشریعۃ ، وإماارتكبناه في العمل علی الشریعۃ ۔ فوجدنا النتیجۃ وهي سیئۃ ، فننسبها إلی خطإنا؛ أنها صارت سیئۃ لأجله ، رغم ذلك نراها من جاجب الله تعالی ؛ لأنه فاعل حقیقي ، لكن لا یتوقف الكلام إلی ههنا ، بل لیتصورأن كونها كذلك عین الحكمۃ ؛لذا لا یودردالإیراد علیه . مثل : من یأكل السم ، لتظهر نتیجته الازمۃ في الضرر ، والنقصان ۔ وحینما لا تظهرها في صورۃ الضرر ، والنقصان ، فهو بفضل الله ـ تبارك وتعالی ـ . إن ارتكبنا الخطأ ، فینبغي أن تكون نتیجته خطأ ، لكن إذا لم تكثر ضرره ، فهو بفضل الله ـ تبارك وتعالی ـ كما قال الله ـ تبارك وتعالی ـ : ‘‘ویعفواعن كثیر'' فینبغي أن نمحوسیآتنا بالاستغفار، ثم نعمل عملا صحیحا ؛ كي یعمل علی حكم الله ـ عزوجل .

السؤال: ماهوالخشوع ، وكیف یتحصل علیه ؟

الجواب:الخشوع ؛ هو قصد رضی الله تبارك وتعالی فقط أثنا عمل صالح ، والتضرع إلی الله ؛ مع عدم الإلتفات إلی ماسوی الله ـ عزوجل ـ . وأما طراز حصوله : أن یخرج أثرأضداد الخشوع من القلب .

السؤال: هل الوساوس التي وسوست بها الصدور تنافي للخشوع ؟

الجواب:لا ، إذما هي غیراختیاري ؛ لذا لا تنافي الخشوع ، لكن إن كان العمل الاختیاری ؛ لأجلها ، فثم لا بد من المعالجۃ ؛ لأنه سیكون اختیاريا ۔مثل : كره الفقهآء النقش علی الجدار الأمامي للمسجد ؛ لأنه ینافي الخشوع ۔ وأجازوا الصلوۃ بغمض العیون ـ مع أنه خلاف للسنه ۔ إذا كانت تفید الخشوع ۔ ومن ناحیۃ أخری إن توجه إلی وسوسۃ التي صدرت فی القلب ، فتصور أحادیث بالإرادۃ ، لهي ستكون منافی للخشوع .

السؤال: كیف تخرج أضدادالخشوع من القلب ؟

الجواب:لا یجوز لأحد أن ینهمك في أموره الدنیاوي إلی أن یعامل كلمجنون ۔ فلیتقه ، ولیكثرذكرالله عزوجل ، ولیتعلم طراز مجمۃ الفؤاد ؛ لذكرالله تبارك وتعالی ـ ، ولیراع مستحبات الصلوۃ ، وهي تحصل بهاالخشوع ، وهذه المراقبۃ تفید جدا أن الله عزوجل ـ ناظري ، ولیتصور أن هذه آخر صلوتي ، وأناأصلی أمام الكعبۃ ، أماالتصور ، والخیال لایلتفت إلی جهتین في آن واحد ؛ لذا سترفع ،وتنتهي التصورات ، والخیالات الفاسدۃ بنفسه .

السؤال: إن كانت التصورات الفاسدۃ تأتي في المراقبۃ تلوی بعد تلوی الأخری فثم أیضا ؟

الجواب:لیس المراد ههنا من المراقبۃ مراقبۃ إصطلاحیۃ ، بل المراد منه أن یتفكر في الصلوۃ أني أمام الكعبۃ ۔ إذا رسخ هذا شیئا فشیئا ، ثم لا تأتي التصورات الفاسدۃ .

السؤال: ماهوالمراد من الخوف ؟

الجواب:الخوف : هو أن یفزع القلب ، ویرهب من أمر واقعي في المستقبل أوالحال . وله درجتان : ۱ ـ الخوف العقلي ، وهو الذي یجده ویشعره كل مسلم ؛ لأن من شروط الإیمان أن یخاف القلب من عذاب الآخرۃ . ۲ ـ الدرجۃ الثانیۃ للخوف : أن یخاف الرجل من الله حتی یصده عن المعصیۃ ، والحرام ، وهذا من الفرائض ، وعند عدم وجوده یأثمه ، ولا یكفر . ههنا درجۃ أخری للخوف : وهو أن یخاف الرجل من سخط الله ـ عزوجل ـ كل حین ۔إن كان بالقصد فهو مستحسن ، وإن كان بدون القصد،فهو نمعۃ من نعم الله ـ تبارك وتعالی ـ وهذایزید أحیانا إلی أن یرید أحد أن یقله : لكنه لا یستطیع ، وهذا أیجا وهبي فقط لكن الخوف إلی أن یجعل الرجل متعطلا، لیس بصحیح ، بل لا بد من معالجته ، لأن المطلوب أعمال ، والخوف واسطتها لما ؛ لذا لابد من تقلیل هكذا الخوف : إذا تأثر من الأعملا فتقل .

السؤال: متی یمكن مواجهۃ هكذا الحال ؟

الجواب: كذلك یحدث في بعض الحین بأن یقرأ ضعیف القلب كتابا أو مضمونا محررا ، وهي لا تكون إلا لمقوي القلوب ؛ لذا تختلف انتخاب مطالعۃ كل رجل أیضا ، ینبغي أن ینتخبها له شیخه كما كان الشیخ المولوي أشرف علی التهانوی ـ رحمه الله ـ یمنع في العصر الحاضر من قراءۃ ‘‘الخوف''الذي صنفه الشیخ الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ .

السؤال: نُفي الخوف من أولیاء الله تبارك وتعالی فی هذه الآیۃ المباركۃ '' اَلَاۤ اِنَّ اَوْلِیَآءَ اللہِ لَا خَوْفٌ عَلَیۡہِمْ وَلَا ہُمْ یَحْزَنُوۡنَ '' كیف هذا ؟

الجواب:النفي المذكور باعتبار الآخرۃ ۔أن لا خوف علیهم في الآخرۃ ولا هم یحزنون ، ویمكن أن یكون هذا الحال في الدنیا ؛لغلبۃ حال ما ، لكن في وقت نسه یكون شیئ آخر حجابا بینهم وبین المعاصی ، فلا یواجهون الضرر ، والنقصان ؛لأجله مثل : محبۃ الله ـ عزوجل .

السؤال: ماهوالمرادمن الرجاء ؟

الجواب:الرجاءهو أن یرجی رحمۃ الله ـ جل ذكره ـ في القلب ۔أن یجتهد في الأعمال سعیاكاملا حتی لایكون الكسل ، وأن یرجی قبولیتها من الله تبارك وتعالی ،فالله جل ذكره یتقلبها؛ لأن الله تبارك وتعالی یقول : ‘‘ أنا عند ظن عبدي بي ''لذا ینبغي أن یرجی القبولیۃ من الله ـ تبارك وتعالی ۔ .

السؤال: أیعد من الرجاء أن لا یعمل أحد ، ویقول إن الله غفورالرحیم ، سیعفوني ؟

الجواب:لا ، هذه جرأۃ وغرۃ علی الله ـ تبارك وتعالی ـ قال الله ـ عزوجل ـ حولها '' مَا غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیْمِ '' ؛ والدلیل لذلك : أن أومرالله ـ عزوجل ـ لا تخلو من الفائدۃ ، إن صوب رجاء العفو من الله ـ تبارك وتعالی ـ مع التثبت علی عدم الأعمال ، إذن فما هو مقصدالقرآن وهویدعوإلی الأعمال ؟

السؤال: قال : إن الإیمان بین الخوف واالرجاء فما هو المراد منه؟

الجواب:المراد منه :أن لا یكون الخوف إلی أن یئس الرجل من رحمۃ الله ـ تبارك وتعالی ـ فیترك العمل ؛ لذا لابد أن یكون تعبیر الرجاء معه في الذهن . هكذا أن لایكون الرجاء إلی أن ینتهي خوف الله ـ عزوجل ـ من الرجل ؛ فیأتی محارم الله ـ عزوجل ـ علانیۃ ، وهذا أیضا لیس بصحیح ؛ لذا لابد أن یكون معه الخوف في الذهن .والاعتدال أن یجمع بینهما ، والمیل إلی أحدهما عدم الاعتدال .

السؤال: ماهوالمراد من الزهد ؟ أینبغی لكل واحد أن یتحصل علیه ؟

الجواب:معنی اللغوی ‘‘للزهد''هوالقناعۃ علی القلیل وفي اصطلاح التصوف : الزهد هو أن لا یكون الإنهماك في نعم الدنیا في مقابلۃ نعم الآخرۃ ۔ وله عدۃ من الدرجات . منها : أن تكف النفس من اللذات ، وهي تطلبها ، وهذا لیس بزهد بل هي ‘‘مجاهدۃ ''منها : أن ینكرالقلب اللذات حتی لایمیل إلیها ، وهذا الزهد فی درجۃ الحال . منها: أن یكون وجودالدنیا ، وعدمها سواء إن وجد شكر ، وإلا فلا یبالیها ، فی هذه الصورۃ لاتنكرالنفس اللذات ولا تطلبها ، وهاهي ذا درجۃ النهائیۃ للزهد . فافهم أن الزهد ضرر لحرص الحرام ۔إذما الحرص بلاء ـ روحاني ؛ الذی یعرض الإنسان علی عدۃ من الأمراض الروحانیۃ ؛ لذا إن من الفرائض أن یحصل الإنسان الزهد إلی أن ینقذ ، ویجتنب بها من الحرص الحرام . وحصوله إلی أن یجتنب به من المباحات ۔ التي یمكن أن یقع الإنسان في الحرص المذموم لأجلها ـ مستحب والزهد الذي یقع به الإنسان في الحرام ، حرام ، والذي یقع فی المكروه ، مكروه .

السؤال: هل یقع الإنسان فی الحرام أیضا ، بالزهد ؟

الجواب:نعم ، كیف لا ، إن رأی أحد إلی المعنی اللغوي للزهد ، فیفتري له معنی من جانبه الذي یأخذبه حق إنسان ، فهوحرام . مثل : إن تزوج أحد ، ولا یؤدی حقوق الزوجۃ كما قیل لأبی الدرداء ـ رضی الله عنه ـ فی الحدیث الشریف ‘‘ولزوجك علیك حق'' هكذا یكره أن یقل الطعام بالاختیار إلی أن یصعب علیه إكمال الأموارالضروریۃ للدین .

السؤال: ذكر الحرص ، فماهو ؟

الجواب: لحرص هو سعي النفس إلی أن تحصل أكثرمن الآخرین ۔ إن كان ذلك الشیئ جید ،فالحرص أیضا ، إذا لم یؤخذ به حق الآخر یقال لذلك ‘‘التنافس ''والله ـ تبارك وتعالی ـ یدعو إلیه في القرآن المجید حیث قال ''وَفِیْ ذٰلِکَ فَلْیَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُوْنَ '' وإن كان ذلك الشیئ لذۃ دنیاویۃ ، فالإنهماك فیه ، والغفلۃ عن نعم الآخره ، حرص حرام ، وقد لقن أن یجتنب عنه ۔

السؤال: كیف یجتنب من الحرص الحرام ؟

الجواب:یعالج الحرص بالیقین الجازم علی نعم الآخرۃ ، بكثرۃ ذكر الله ـ عزوجل ـ بذكرهازم اللذات ،وبالمجاهدۃ تحت إشراف الشیخ .

السؤال: ذكر الأنس ، والشوق في الكتب، ماالفرق بینهما ، وهل هما من المطلوب ؟

الجواب:الشوق هو رغبه طبیعیۃ في رؤیۃ المحبوب،ما یتعلق به ، وفي التعلم حولهما۔والأنس ''هودرجۃ ارتقاء الشوق ، وهذا یخلومن الجذبۃ ، والفزع كما في الشوق ، لكن یكون العلاقۃ الوثیقه مع المحبوب حتی لا یستطیع فراق المحبوب ، ولا أن یسخطه ۔ هذا من حكمۃ الله ـ تعالی ـ أن یكون احتیاج الشوق في البدایۃ ؛ لأن الصورۃ ، صورۃ المقابلۃ مع غیر الله ـ تعالی ـ وهی تحتاج القوۃ مباشرۃ ، ثم إذا رسخ العلاقۃ ، فیكفی قرارها فقط ، فلا تحتاج إلی الجذبۃ ، والفزع ۔ فالشوق مطلوب في البدایۃ ، كما أن الإنس في النهایۃ ؛للعلاقۃ مع المحبوب الحقیقي .

السؤال: یذكر الإخلاص فی الكتب كثیرا ، من فضلك أن توضحه لنا ؟

الجواب:الإخلاص : هو النیۃ خالصا لرضی الله ـ عزوجل ـ في كل عمل حیث لا یدخل فیه رضی الغیر ، أو اشتهاء النفس .

السؤال: هل الریاء ضد الإخلاص ؟

الجواب:نعم ، لكن من حیث الجزء ؛ لأن الإتیان بالعمل الصالح لغیرالله ـ عزوجل ـ ریاء ، لكن العمل الذی یعمل لتفریح النفس ، لا یسمی ریاء ، لكنه ینافي الإخلاص .

السؤال: هل الإخلاص أن یعمل كل عمل مختفیا ؟

الجواب:إن الإخفاء مطلوب في الأعمال التی تكون فیها سنۃ ، لكن ترك الأعمال علانیۃ التي لا یجب إخفاءها ،أیضا تدخل تحت الریاء ؛ لأن فیها التأثر من غیرالله ـ عزوجل ـ ینبغي أن تعملها في وقت نفسه من القلب ۔ سواء ینظرإلیها الناس أم لا . مثل : یترك أحد الذكر ؛ لأجل ماذا یقول له الناس ۔ ینبغي أن لا یبال الناس في وقت نفسه ، لیقولوا ماشاءوا؛ لأن النبي صلی الله علیه وسلم ـ قال :۔۔۔۔۔۔

السؤال:ماهي علامات فقد الإخلاص ؟

الجواب:یمكن فقد الإخلاص فی أشیاء كثیر ۔مثل : عدم الإخلاص في الصلوۃ ، ریاء ولیس السكون ،والخشوع في داخل صلوته ، فهذایدل علی عدم الإخلاص یعنی أنه یصلی ؛ لیریه الناس . مرۃ دعي شیخ إلی مأدبه ـ یری أنه شهیر بالناس ـ ومعه صبي من أهل حبائه ، فأكل من المأدبۃ قلیلا ، وصلی طویلا ،لما رجع إلی بیته قال لزوجته :ناولني الطعام ، فقال الصبي :إنك أكلت الطعام : فأجاب : ذلك الأكل القلیل كان أمام الناس ؛ لیظنوابی ظنا حسنا ۔ فقال الصبي أعد صلوتك ؛ لأن تلك الصلوۃ التي صلیت لیراك الناس ۔ فالله ـ عزوجل ـ جعل الصبي واسطۃ لتنبیهه علی صلاته بأنه صلاها لیریه الناس . والكلام في التلاوۃ أن الإتیان باللهجۃ التي یعجبها الناس قصدا وعمدا ، یمكن أن تكون علامۃ لعدم الإخلاص یعني یتلو وفق رغبۃ الناس ، لا ، بل ینبغي أن یتلو ماصح سواء یعجبه الناس ، أم لا ، ماغرضك بالناس ؟ مثل : أن تكون القراءۃ وفق قواعد التجوید،وصحیحا من حیث الأصول . من الممكن أن یعمل بهذالطراز عدۃ من الأعمال ۔ علی كل حال لكل رجل علامته ۔ إن من أكبر علامۃ الإخلاص في أمورالدین التي دل علیه الشیخ هي : أن یعمل أحد عمل الدین ، فیجیئی الأخر لذلك العمل ، وهوأكثرأهلا له منه ، فهذا یفوض المعل كله إلیه ، ویقول : تفضل یا شیخ ، فاعمل هذا العمل ، وأنامعك ، فجعلني خادمك ۔فی الحقیقۃ أنت أهل لهذا العمل ۔ قال : هاهوذا الإخلاص . وإن یأت الآخر لذلك العمل ، فیفزع قلبه ، وقال : ماهذا الذي حدث ؟ هذاواجهت المسئلۃ. فافهم أن هذا لیس بإخلاص ، بل هو شیئ دنیاوي ؛ لذا لا یمكن كلام حتمي حوله في مجلس واحد ؛ لأن لكل شیئ علاماته تعرف بها وجود الإخلاص، وعدمه ،والمشائخ یعرفونها بالبصیرۃ ۔ لاتوجد له قاعدۃ كلیۃ . وإن من علامۃ فقد الإخلاص أن یحزن علی عدم حصول النفع بعمل دیني .

السؤال: نقرأ في الكتب حول الرضاء ،البقاء ، والفناء ماهوالمراد منها ؟

الجواب:في الحقیقۃ هذه الدرجات ۔ كیفیۃ الرضاء : هي أن یرضی علی فعل الله ـ عزوجل ـ ، وهي المطلوب عینها ، یمكن سلب الإیمان من فقدها أحیانا ، وهي تحصل بمحبۃ الله ـ جل ذكره ـ سواء طبیعي أوعقلی . الفناء : هو إزالۃ الدنأت ، وتصفیۃ القلب من تأثر غیر الله ـ عزوجل ـ وهوالذي یحصل به التوحید ، والتواضع . البقاء : هو حصول الفضائل ، والإعادۃ إلی المخلوق : لرضی الله ـ تعالی ـ . النتیجۃ اللازمۃ من الجمیع ۔ هي العبودیۃ لله ـ عزوجل ـ محضا ، أن یكون الرجل مطلعا علی عجزه ، وعظمۃ الله ـ عزوجل ـ أن یكون أهمیۃ حكم الله ـ عزوجل ـ بمرءی عینیه ، وذمته علی نفسه أیضا ، وأن یواصل السعي لتكمیل فرضه ، وذمته خالصا لرضی الله تبارك وتعالی هاهو ذا عبدیۃ ، وهو درجۃ عالیۃ للإنسان .

السؤال:إن كان أحد لم یتحصل علی الإخلاص بعد ریاضات التصوف ، فما السبب لذلك ؟

الجواب: كثیرا ما یحدث كذالك ؛ لمخالفۃ الأصول ۔ مثل : لا بد للسالك أن یرجح كلام الشیخ علی كلامه ،فمن یدخل فیه اجتهاده ، یمكن أن یحرم ۔ وإن من أكبر أسبابه الإعراض القلبي عن الشیخ في أمر من أمورالتربیۃ ۔ یری هكذا الرجل أن الشیخ لم یطلع علی قواه ، واستعداده ، أو یقول : كان ینبغي له أن یقول لي كذا ، وغیرهما ۔ هاهوالإعراض القلبي یهلك المسترشد ۔ من أسرع إلی فهم هذه المسئلۃ ،ذو حظ جید ؛ لأن من أقوال الشیوخ أن یكشف علی الشیخ حول مسترشده عند تعلیمه له حسب الاحتیاج ؛لذا لاینبغي أن یتصور أن شیخه لم یطلع علی هذا الرأ ي بل لیتذكر حینئذ أن إعوجاج الشیوخ أیضا یكون مستقیما ، أن الله تبارك وتعالی یصلح للمسترشد إعوجاج شیخه .

السؤال:كیف یطلع علی الفناء الیوم ؟

الجواب:الفناء : هو أن یكون ظهور جذبۃ ترجیح الشریعۃ علی الطبیعۃ ۔ لكن إذا كان عزم السالك أكثر من ذلك أیضا ؛ لذا یری أنه لم یتحصل علیه بعد ، فهو ‘‘فناء الفناء ''هاهوذا‘‘فناء حقیقي '' ؛ لأن الفناء الذي یطلع علیه صاحبه ، فهو لیس بفناء بل هو تكبر .

السؤال: من فضلك أن توضحنا أن كیف یمكن سلب الإیمان؛ لسلب كیفیۃ الرضاء ؟

الجواب:إذا لم تحصل كیفیۃ الرضاء ، یمكن أن یخرج من فمه كلمۃ عند مصیبۃ التي تسلب إیمانه ؛ ؛لذا وهي مطلوب كل حین .

السؤال: ماهي الشهوۃ ؟

الجواب: الشهوۃ هي الهوی النفساني .

السؤال: ماهو حكم الشهوۃ فی الشریعه الغراء ؟

الجواب:إن النفس الأمارۃ تجعل الإنسان باغیا من الله ـ عزوجل ـ ؛ لأنها لا ترید الضعوط ، وإن الله ـ تبارك وتعالی ـ جعل الأصول ، والقواعد لفائدتنا یقال لها : ‘‘الشریعۃ''إن اتبع الشهوۃ إلی ارتكاب الكفر ، والشرك یقال له : ‘‘الكفر والشرك''وإلا حكم الشهوۃ نفس حكم اثم الذي أبتلي فیه لأجلها . وإن خُولفها ، ویضیط علی النفس ،فیُختارالتثبت علی الدین ، فثم یُعطی علی هذه الشهوۃ أجر عظیم ؛ لذا قال الشیخ المولوي روم ـ رحمه الله ـ .
شہوت دنیا مثل گلخن است

السؤال: ما هوالعجب ؟

الجواب:العجب هو نسبۃ صفۃ ما إلی النفس ، مع عدم الخوف من الله ـ عزوجل ـ أن لا یسلبه ۔ تسكن به جذبۃ الإنسان التي أن كل إنسان یحب الإمتیاز ، وهو یتلذذ بها .حینما یكون الإنسان جیدا ، ومختارافي نظره ویسقطه ویضع في نظرالله ـ عزوجل .

السؤال: كیف یزال العجب ؟

الجواب:لیری جمیع النعم من الله ـ تبارك وتعالی ـ محضا وأن لا یلتفت العیون من صفۃ الصمد لله ـ عزوجل ـ ، ولیری أن لیس لي مع الله قرابۃ كي یجعلني فوق الااخرین ، الذي أعطاني ، فهو كرمه ، وبقاء تلك النعم موقوف علی فضله فقط ، إن شاء لسلب الجمیع في ثانیۃ واحدۃ ۔ هذا هو التصور الذي یزیل به العجب .

السؤال: آلعجب ، وثنایا النفس شیئ واحد ؟

الجواب:ثنایا النفس : هو جمع النظر علی صفاته ، هذا أیضا نوع من العجب ، ومعالجته صعب إلی حدما ، وهكذا الرجل إذا سمع حول صفۃ ، فیری أنی متصف به ، وفي الحقیقۃ لا یكون نظره علی عاقبته ؛ لأن من كان نظره علی عاقبته ، لا یری في نفسه صفۃ ، بل ینظر نفسه مملوءۃ من العیوب ، كما أن من یقرء كتب الطب، فیری نفسه مصاب بالأمراض التي قرأءه فیها ؛ لأنه یتفكر حول صحته ، ولا یحب أن یكون مریضا . ومن ناحیۃ أخری : غفلته عن الآخرۃ یغفله عن الآخرۃ ، ویذكره الشیطان محاسنه ؛ لذا لا یجتهد هذا الرجل ، ویری نفسه فی تصوره ، وخیاله أنها جید فیفرح. العجب : هو أن یری الرجل محاسنه أنه تحصل علیها من كماله الذاتیۃ وفی ثنایا النفس یری عیوبه من محاسنه ، لا یكون نظره علی إرادۃ الله في العجب ، كما لایصرف نظره من عیوبه في ثنایاالنفس لذا كلا هما غدر،وسراب ۔نسأل الله ـ تعالی ـ أن یحفظنا كلنا منهما.آمین ۔

السؤال: ما هوالتكبر ألیس هوصورۃ من التكبر ؟

الجواب:التبكر ؛هو أن یری الرجل نفسه في الصفات والكمالات ممتازا من الآخرین . الفرق بین العجب والتكبر :أن العجب هو أن یری الإنسان نفسه جیدا ، لكن لا یكون تحقیرا الآخرین في قلبه ، وأما المتكبر یحقر الآخرین في قلبه .

السؤال: إن عُدَّالعجب من مهلكات شدیدۃ ، إذا فما حال التكبر ؟

الجواب:نعم ، إن التكبر أشد من العجب ۔ جاء فی الحدیث الشریف ‘‘لایدخل الجنۃ من كان في قلبه مثقال ذرۃ من كبر'' ۔ لكن لئلا یری العجب أقل ؛ لأن صاحب العجب یرتكب التكبر في أسرع وقت ،؛ لأن من یری نفسه خیرا، وجیدا ، إذا واجه صورۃ الموازنٍۃ بینه وبین رجل آخر ، لعده أقل من نفسه ، فصار متكبرا . ومن شناعۃ التي في ذات العجب أن حینما الرجل یری نفسه جیدا ، خیرا ، وهو ساقط عندالله ـ عزوجل ـ في وقت نسه .

السؤال:كیف یزیل التكبر زمن الراهن ؟

الجواب:في الحقیقۃ أن جمیع السعی یكون لإزالۃ التكبرإن من أصعب الأشیاء فی عبورالسلوك هو إزالۃ التكبر.في الحقیقۃ إن من أول ضربۃ تقع علی أنانیۃ الإنسان ، هو بیعته علی ید الشیخ ؛ لأن الإنسان لا یترك أنانیته . إن من أكبر الحجاب حال بین بعض الناس ؛لئلا یأتوا إلی التصوف ،أولا یبایعواعلی یدالشیخ ، هو أنانینۃ نفوسهم ۔ إذا أرادأحد أن یترك أنانیته ، وبایع علی یدشیخ من الشیوخ ، فیصلح إلی حدما بهذه البیعۃ فقط ۔ یعني یری نفسه حقیرا أمام رجل واحد علی الأقل ، وإلا لایتحمل النفس الإنسانی أن تكون حقیرا أما م رجل ما ، وإن الدعی باللسان العجب ، والفقر ،ولا یدری ما ذا یدعي الأخری من ألفاظ الشناعۃ . لما لم یری الإنسان نفسه حقیرا أمام الأخر ، لا یمكن إزالۃ التكبر منه إلی ذلك الحین ۔ إذما هذا الأمرسهل لأجل الشیخ ، أن یری نفسه حقیراأمام الشیخ ؛ لذا تربی ، وتنقح نفسه بهذا الأساس ، مره عوتب بأمر ، ومرۃ لم یسمع كلامه ، ومرۃ ترك متخلفا في أمر هلم جر یعني یجری تربیته علی طرق مختلفۃ بالمواصلۃ ۔ وها هي ذا من أكبر المعالجۃ ؛لإزالۃ التكبر ۔ وهذه المجاهدۃ هي أكبر مجاهده له ۔نعم ، إن اختار الشیخ له طراز آخر؛ لأن بعض الناس یواجهون أحوالا التي أن لا بد من إزالته إتخاذ تدابیرخاصۃ . مثل : أن یعاتبه أمام الناس ، أو یكلفه بأمرالذي لا یفعله مثل أولئك الرجال مثل : بعث أحد إلی السوق لاشتراء الأشیاء ، وهو لیس من عادته ذلك ، ومن الظاهر إذا یأتی الضغوط علیه .أو یحاسبه أمام الناس وغیرهما ۔ فهذه طرف مختلفۃمالا نهایۃ له . هاهي معالجۃ أساسیۃ لإزالۃ التكبر أن یوقع في القلب عظمۃ الله ـ عزوجل ـ وكبرایاءه ۔ وذكرالله ـ عزوجل ـ اكثیر لإیقاع عظمۃ الله ـ عزوجل ـ فی القلب ، وإلا من الممكن أن ینشاء بها أن یری نفسه صاؒلحا ، وهي شعبۃ من شعب التكبر .

السؤال: هل ینشأالتكبر بالذكر أیضا؟

الجواب:نعم ، من الممكن أن یكون ذاك من عمل صالح ، إذا لم یتحاسب النفس ۔ من الممكن أن الشیطان یضل الإنسان بالطریق الذي ظل بها ۔ الإطلاع علی تدابیرالشیطان لیس بسهل ، بل لا بد لهامن إشراف الشیخ الكامل .

السؤال: ألیس یكفي له هذا العلم بأن الله أكبر ، وكبیر ؟

الجواب: ألم یكن الشیطان یعلم أن الله أكبر ، إذا لما ذا عصی ؟ في الحقیقۃ ذهب نظره إلی نفسه ، لم یقع نظره علی الله ـ عزوجل ـ . فیمكن أن یكون ذلك مع إنسان أیضا ؛ لذا ینبغی لرجل أن یخاف كل حین أن لا یحبط عمله .

السؤال:إن حدث الاشكال علی كلام الشیخ أولم یوافقه الطبیعۃ ؛أهما من التكبر أومن قلۃ المناسبۃ ؟

الجواب:إذا كان ذلك الكلام علمی ،فلا حرج فیه ، یمكن أن الاشكال علی كلام علمي ، لكن إذا كان ذلك في التربیۃ ، إذا خطیر جد ا؛لأن من یخالف الطبیب في معالجته ، فلا یعالجه . ذكر في الكتب حول ذلك أن لیكن المسترشد أمام المرشد كالمیت في یدالغسال یعني أن یكون حاله أمام المرشد كلمیت بین یدی الغسال بعض الناس یأتونا ، ویریدون الإصلاح المشروط منا ، فیقولون :أن لا تمنعونا من كذاوكذا ، وما عداذلك فنسلم إن أجابهم الشیخ فنعم ، فتصفومن نفوسهم إلی ما عرضوا للإصلاح یعني سیكون ذلك منتهی هم . مثل : إن أخرج أحد من إصلاحه ثلاثین فی المئۃ أن یكون فیه مختارا لنفسه ، وفوض أمره سبعین في المائۃ فیما عداذلك ، یمكن الإصلاح مائۃ في المائۃ ، إذا ستعد إلی تفویض نفسه مائۃ في المائۃ . كأنه یدعی مختفیا أن رأی الشیخ لا یعتبر إلی هذا ، فاالشیئ الذي یدعیه الإنسان ،تخلف فیه ، ویكون كذلك عامۃ ؛ لعدم التفهم ۔ إنه لا یفهم ، ولا یعلم الآن ،ثم سلم ، لكن الوقت قدمضی . كان رجل جاء إلی الشیخ الكامل ـ رحمه الله ـ وكان نظر الشیخ ذا توجه ، فكان توجد به حظاكثیرا . والآن إن من الظاهر إن تعطي أحد شیئا ، وبدنه لیس مستعدا لذلك ، یواجه الألم . مثل ۔۔۔۔۔۔۔فهو أیضا یتأثر ، ویألم لأجلهما في وقت نفسه ویتغیر حاله ثم یقول له الدكتور : لا بأس ستستریح ، وهو الآن لا یفهم ذلك ، ویقول : أي شیئ الدكتور ۔ ویقول الطبیب أخرج هذا.إذا یغسل معدته ، أو یعمل عملا آخر ، فیذهب الثقل نفسه أیضا ، ویستریح من ذلك الشیئ أیضا ، فلا یكون تلك الآلۃ . فألقی الشیخ الكاكاخیل ـ رحمه الله ـ توجهه علیه ؛ فرزق به نعمۃ التي كانت خارج من تحمله حسب فهمه . فقال له الشیخ : اصبر قلیلا ستتحمل ۔ فأجاب : لا ، أزحها عني . فقال له الشیخ : تحمل یاأخي ،سیصلح كل شیئ . لما ثبت علی قوله أن لا یتحمل منی الآن ۔ فمسحه الشیخ بیده ، فسلب ذلك كله ۔ فشعر ، وأحس بعد سلبها أن تلك التي رزقت كانت نعمۃ ۔ فقال : یاشیخ ، أعطنیها مرۃ ثانیۃ ۔فأجاب الشیخ : إنها لا ترزق مرۃ بعد مرۃ ، هكذا تكون هذه الأشیاء ، ویعرفها الناس بعد ذلك ۔ كثیراما تكون هكذا المعاملۃ لعدم التفهم ، ویمكن من التكبر أیضا أحیانا . مثل : إذا كان الرجل جدیدا في التصوف ، ولم تذل نفسه ؛ فلم تزل شرارۃ النفس تبغي ، فیمكن أن یتفكر أن هذا الكلام لیس بصحیح .وفي بعض الحین یحدث ذلك لأجل التكبر أیضا.جاء رجل إلی الشیخ بایزید البسطامي ـ رحمه الله ـ فأعلمه الشیخ طراز واحد لإزالۃ التكبر ؛ لأنه كان مملوء من التكبر. فقال له الشیخ : خذ المكتل ، واملأه من الجوز، ثم اخرج إلی الخارج ، وأعلن من ضربني ضربۃ فله الجوز الواحد ۔ فأجابه : لا إله إلا الله محمدرسول الله لا أستطیع أن أفعل ذلك أبدا.فقال الشیخ : یاعبدالله ، هذه كلمۃ لو قرأها الكافر ، لأسلم .فأنكرت الطریقۃ بقراأتها .یعني إنه استعمل الكلمۃ الطیبۃ فی وقت نفسه للتكبر كأنه قال : ینقص بذلك شأني .قال كلمۃ حق لكن الموضع لم یكن صحیحا ، كان الموضع موضع التسلیم في وقت نفسه ۔ ففي بعض الحین یكون كذلك لأجل التكبر أیضا .

السؤال: یذكر الأحوال ، والمقامات في كتب التصوف مرارا ،وتكرارا، فماهي ؟

الجواب:اماخلق الله ـ عزوجل ـ قلوبنا إلا لمعرفته ، وثم منح الخیار لناأن نختص قلوبنا لله ـ عزوجل ـ أو نسكن فیها غیرالله ـ عزوجل ـ فمن تركها لغیرالله ـ عزوجل ـ ، خاب ، وخسر، ومن فرغها لله ـ تبارك وتعالی ـ فاز ، ویقال لقلبه : ‘‘قلب سلیم''كما قال الله ـ تبارك وتعالی ـ '' اِلَّا مَنْ اَتَی اللہَ بِقَلْبٍ سَلِیۡمٍ '' لابد من صفات عدیدۃ لقلب سلیم ، وهي تحصل بأضداداه ویقال للصفات التي تجعل القلب قلبا سلیما ‘‘المقامات''، وهي اختیاري ؛ لذایقال لها : صفات كسبي أیضا . وفي بعض الحین یتحصل السالك علی تجارب مختلفۃ أثناء السلوك ، فتحدث في قلبه كیفیات أنواع مختلفۃ ، وتزول ، ولا یكون خیارالسالك في نشأتها ، وإزالتها ، أو في بقاءها.یقال لتلك الكیفیات ‘‘ الأحوال''. إن تضرالمقامات ، فمذموم إذا، وإن تعینها فمحمود ، بعض الأحوال لا تحمل الضرر أصلا ،وبعض الأخر تحملها ۔ التي لا یحمل الضرر ، منها : قبولیۃ الدعاء ، الهام الرؤیا الصالحۃ ،الفراسۃ الصادقۃ ، الفناء والبقاء ، وحدۃ الوجود بدون السكر ، والوجد وغیرها . والتي لا تخلومن خوف الضرر منها : الاستغراق، التصرف، السكر ، القبض والبسط ، المشاهدۃ ، الكرامۃ ، والكشف وغیرها .

السؤال:ما لفرق في إصلاح القلب والنفس ؟

الجواب:أما إصلاح القلب : هو ضیاءه بالذكر ، لیكون علاقته أكثر بالعالم العلی من العالم السفلی . وأما إصلاح النفس : هوالضبط علی میلان النفس إلی الفجور بالمجاهدۃ حتی یكون كالمعدوم . بالألفاظ أخری : إصلاح القلب : هو أن ینورالقلب بالذكر حتی تصفو مرآته إلی أن یری فیها الحق حقا، والباطل باطلا ، ویعرف ضعفۃ النفس ۔ في هذه الصورۃ یكون القلب قلبا سلیما ، وهو مطلوب عندالله ـ تعالی ـ وأما إصلاح النفس : وهو أن ینكسر شدۃ النفس الأمارۃ بالمجاهدۃ ، فیؤنسها بالندامۃ شیئا فشیئا إلی أن یحرضها علی العمل بالشریعۃ حتی تجد اللذۃ في العمل بالشریعۃ . في هذه الصورۃ یقال للنفس : ‘‘نفس مطمئنۃ ''.

السؤال:ماهي وظیفۃ اللطائف ، والمراقبات في إصلاح القلب ؟

الجواب:سؤال جید، إن اللطائف والمراقبات ، فاعلۃ یعني القوی التي تحرض القوی المخفیۃ للإنسان یقال لها ‘‘ الفاعلۃ '' منها : الذكر ، والمراقبۃ ، والشغل ، والفاعلۃ تزكي القلب ؛ لذا المراقبات أیضا تصفوه . ممارسۃ اللطائف تجعل القلب عادیا للذكر ، وتحصل بها علی طراز استحضار الله ـ عزوجل ـ في كل حین ۔وتحول تصور القلب ، تفكیره إلی الإثبات ؛ بالمراقبات ۔ وفي النهایۃ إذا بلغت ممارسۃ المراقبۃ إلی أن لا تحتاج لتكوین البیئۃ ، بل تغلب هذه البیئۃ ، فنقول : صار القلب ‘‘قلباسلیما ''.

السؤال:متی یمكن لنا أن نقول تم إصلاح القلب إِلی درجۃ ضروریۃ ؟

الجواب: إذا رضي القلب علی تعلیمات النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ یعنی علی الشریعۃ علی كل حال ، نقول : تم إصلاح القلب إلی درجۃ ضروریۃ ۔ والدرجۃ الضروریۃ هي : أن یجتنب الإنسان من المعاصي ۔ إن قوی القلب إلی أن یمنع صاحبه من المعاصي یعنی بدأ فیه إدراك الظملۃ والنور مثل : إذا أراد أحد المعصیۃ ، فأحس ، وشعر ظلمته ؛ فتركه ۔ أو عمل عملا صالحافشعر وأحس نوره ؛فاستقام علیه ۔ فمعناه أن كمل الإصلاح إلی حد الاحتیاج ۔ والآن إن استعمله ؛ فانتهی عن المعاصي ، واستقام علی الأعمال الصالحۃ یقال له حینئذ '' اِسْتَفْتِ قَلْبَکْ '' ؛ لأن القلب السلیم أدری بما فیه ، ویدرك القول الصحیح ؛ لذا إنه لا یفتي إلا صحیحا .

السؤال: نعلم قبولیۃ الدعا، لكن ما هوالمراد من الإصلاح ؟

الجواب: إذا یصفو قلب أحد من الدنآت ، فینعكس فیه حقائق مختلفۃ ۔ ویكون الإرشاد من جانب الله ۔ جل ذكره ـ لألئك الرجل ، أحیانا بالرؤیا ، وأحیانا بقول أحد ، وأحیانا تخطر الكلام في بال؛هم دون السعي ، والسبب ، وهو تشیر إلیهم یسمی آخر الذكر ‘‘بإلهام ''.

السؤال: ٓلعمل علی الإلهام ضروري ؟

الجواب:إذا لم یكن الإلهام مخالف الشریعۃ ، ینبغي أن یعمل علیه صاحبه .

السؤال: إن القلب یوجه الخیالات ۔ والتصورات المختلفۃ، كیف یمتازا الإلهام منها ؟

الجواب:إن الإلهام ترد في القلب كالاستخارۃ . والفرق بینهما : أن یطلبه علی الطریقۃ المسنونۃ في الاستخارۃ ، وأما في الإلهام تورد ذلك علی القلب من جانب الله : جل ذكره ۔ بدون القلب ۔ لا بد من ملاحظۃ أمر أن من ألهم إلیه لا یزال قلبه یتوجه إلی الله ـ عزوجل ـ وهوأیضا صورۃ الطلب الذي ألهم إلیه یعطي معه علم من الله ـ عزوجل ـ أیضا ،۔ الذي یمیزه من الآخرین ۔ ذلك العلم یكون علما إلهامیا ؛ لذا یجرب به بمرأی عینیه ، فیفهم به طریقۃ استعماله ۔ وهذا كلام آخر أن الآخرین كیف ینظرون إلی إلهامهم ؟ فیكفیهم أن ینظروه ، كیف هو في الأمورالأخری ، وماهي معاملۃ أهل الله ـ عزوجل ـ معه ۔.

السؤال: إن لم یعمل الرجل علی إلهامه ،أیأثم ؟

الجواب:لا،لایأثم، لأنه ظني ، لكن یمكن ضرر الدنیا .

السؤال: أي نوع من نقصان الدنیا ؟

الجواب:مثل : أحیانا تواجه ألما جسماني وأحیاناتواجه غما ، وحزنا آخر ، وإلی الأكثر أن یذهب شوق الأعمال .

السؤال: ألیس ذهاب الذوق ، والشوق من مضراۃ الدین ؟

الجواب:لا ، لیسامن الدین ، لكن یمكن أن یكونا معاونا للدین ؛ لذا یمكن مضرۃ الدین بفقدهما أیضا ، لكن السالك إذا لم یترك مواصلۃ العمل ، وإن لم یجد الذوق ، والشوق ، فسینقذ من مضرۃ الدین .

السؤال: ماهوالمرادمن الرؤیا الصالحۃ ؟

الجواب:المرادمنه الرؤیا الحسنۃ ، یرشدبها السالكین ، لكن إذما هي لیست من المقاصد ، ولیست اختیاریا ؛ لذا لا یمبغي أن یتبعها . ذكر في الحدیث الشریف ثلاثۃ أنواع للرؤیا الصالحۃ : ۱ ـ منها : الخیالات ، والتصورات ۲ ـ منها : تكون بأثرالشیطان ۳ ـ منها : المبشرات ، وهي الرؤیاالصالحۃ .

السؤال: إذا رإي الرؤیا الصالحۃ ، فماذا یفعل ؟

الجواب:ینبغي أن یببینها عند معبر ناصح ، إن كان السالك ، فلیبینها عندشیخه ۔ وأن لا یعدها من علامۃ الولایۃ ، ولیشكر الله ـ جل ذكره ۔ علیها .

السؤال: ماذا یفعل عندالرؤیاالسیئۃ ؟

الجواب:لیبصق إلی جانبه الأیمن ، ولیقل '' اَعُوْذَ بِاللہِ مِنَ الشَّیۡطٰنِ الرَّجِیۡمِ ''

السؤال: إذا یری رجل الرؤیا كثیرۃ ، فما هوالمعنی ؟

الجواب:في بعض الحین تكون ذلك من أجل مرض ذهني ؛ فلیراجع الدكتور ، أو لأن لا یبال بها .

السؤال: كیف تعبر الرؤیا ؟

الجواب:لا یمكن بیانها ، بل هي نعمۃ إلهي ، من رزقها ،فهو یعبرها صحیحا ۔ في الحقیقۃ الرؤیا ، وتعبیرها كشف رجلین ـ أي صاحب الرؤیا ، والمعبر ـ وهما غیر اختیاری ، بل. وهبیان ؛ لذا من لا یكون له العلاقۃ بالرؤیا ، لا یمكن له أن یعبر صحیحا ، وإن كان عالما كبیرا ، لكن الشیخ الكامل تختلف منه إن الله ـ عزوجل ـ یمنح الشیخ كشفا لمسترشده في وقت نفسه ،وإن كان لا یدری ذلك ۔ واللہ اعلم۔

السؤال: ماهوالفراسۃ الصادقۃ ؟

الجواب:هذه نوع خاص من الحذاقۃ وهي تتضمن الكشف أیضا ، وهذا یمنح أهل الله ـ عزوجل ـ ، وهو من الأحوال الغالیۃ یلقی الحقائق علی الذین قلوبهم صافیۃ ، وهم یطلبون ، ویعرفون بها حقیقۃ الحال ۔ شرح الصدر في العلوم من هذالقبیل . إن قبلۃ المساجد التي بني في عهد أصحاب النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ من كان الله ـ تعالی ـ كان الله ـ عزوجل ـ له ، إذا ینبغي التفكر هول الذي لم یكن عنده ، ماذا یتفكر في الذي یكون .

السؤال: بعض الناس یقفزون في نعت المحسوب یقول له الناس جآء في الوجد ، فماهو ‘‘الوجد ''؟

الجواب:إغشاء حالۃ مذكورۃ علی أحد في النعت المحسوب ـ الذي یكون فیه المزامیر أیضا ـ تكون من الشیطان ۔ وأما التغیر الذي یكون بسبب حال ما یقال له : ‘‘الوجد '' مثل : الارتعاش ، والدموع ، والتشحذ ، والاغماء وغیرها .۔ وإن كان أحد یهیئ هكذا البیئۃ بالقصد والإرادۃ ، فهذا یسمی ب ‘‘الواجد'' وهو لا یجوز إذا كان فیه ‘‘ریاء ''.

السؤال: من یطرأ علیه الوجد ، وكیف ؟

الجواب:یطرأ الوجد علی صاحب الحال ، وتنحصر قلته وكثرته علی رتب حال ، ومن ناحیۃ أخری تنحصر علی قوۃ صاحب الوجد أیضا ، إذا كان صاحب الوجد أقوی ، فسیقل تغیره ، وإلا فسیكون التغیر أكثر؛ لذا كان الكاملون ، والأسلاف لا یتغیرون منه كثیرا ، إن طرأ أحوالهم علی رجل الیوم لمات .

السؤال: من فضلك أن تبین لناشیئا حول وحدۃ الوجود؛ لأن بعض الناس یوسوسون في قلوب الناس وساوس مختلفۃ بهذا اللفظ ؟

الجواب:المراد من الوحدۃ الواحد، ومن الوجود الموجودفمهومه الفظي وجود الواحد الذي نحن نسمیه ‘‘اوست أن لا شیئ إلا هو''. والآن إن لم یكن الوجود إلا الله ـ عزوجل ـ ، إذا لا یمكن الجواب أن من الذي نزل علیه القرآن ، الشریعۃ لمن ، والمخلوق من ؟ لكن إن كان المراد منه أن تصرف الله ـ عزوجل ـ حقیقي ، وتصرف ماسواه ظلي یعنی أن الله ـ تعالی ـ هوفاعل حقیقي لجمیع أعمالنا ، إذا غشي تصورالله ـ عزوجل ـ علی قلب رجل بأن یكون ماسوالله كالمعدوم ، فحینئذ یری الله ـ عزوجل ـ في كل شیئ ، ولا یری شیئا آخر . جماع الكلام : إنه حال ، وكیفیۃ من الغلبۃ . والأساس هو القرآن ، والسنۃ ،لا یكون العمل إلا وفقهما، لذا إن حد إلی درجۃ الحال ، ولا یكون الإنحراف من الشریعۃ ، صح ، وإن عده من من الفلسفۃ ، فخطأ .

السؤال: أوحدۃ الوجود، ووحدۃ الشهود شیئ واحد؟

الجواب:نعم ، هذان اسمان لشیئ واحد ۔ والأول كان اصطلاح المتقدمین من الشیوخ ، لكن أصحاب السؤلما بدءوا استعماله لمعنی فاسد ، وخطإ ، فشرحه الشیخ المجددألف ثاني ـ رحمه الله ـ ب ‘‘وحدۃ الشهوم''لا یمكن منه الإلتفات إلی معنی فاسد إلا قلیلا،لذا ‘‘وحدۃ الشهود، و‘‘وحدۃ الوجود''شیئ واحد .

السؤال: ما هوالمراد من الاستغراق ؟

الجواب:الاستغراق : هو المحوفي حال ما أن لا یشعر بالحقائق الموجودۃ ، وهو محمود ، إذالم یحدث به عیب شرعي ، من كان من أكابرنا یستغرق ، فهو یعین رجل علیه أن یخرجه إلی الصلوۃ من تلك الحالۃ . كان ینادي في أذن الشیخ عبدالقدوس الجنجوهي ـرحمه الله ـ ب ‘‘حق حق''؛ فیوقظ للصلوۃ . إن عامۃ الناس یراه درجۃ عالیۃ ، لكن الأمرلوكان كذلك لما قال النبی ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ ‘‘إنی لأقوم في في الصلوۃ أرید أن أطول فیها ، فأسمع بكاء الصبي،فأتجوز في صلاتي ، كراهیۃ أن أشا علی أمه ''[رواه البخاری رقم الحدیث : ۷۰۷]تشریح الاستغراق نفس التشریح الذي تقدم في صورۃ ‘‘الوجد ''.

السؤال: كیف یوقظ الإمام إن استغرق ؟

الجواب:لا ینبغي لصاحب الاستغراق أن یصلی بالناس ۔ نعم ،إن حدث ذلك أحیانا ، یجوز للمقتدي أن ینبهه ، وإن لم یستیقظ باللقمۃ أیضا ، فلیعیدوا صلاتهم خلف إمام آخر .

السؤال: أیمكن لإنسان أن یتصرف في آخر؟ كما یراه بعض الناس ؟

الجواب: التصرف : هو أن یركزالإرادۃ ، والهمۃ في جسم آخر ؛ لإصدار أمر خاص ، أو تغیر ۔ وهذا ممكن كما یؤثرإنسان أخر بالتنویم ، وغیره ، یحدث به أشیاء عجیبۃ أحیانا ۔ هكذا یمكن للشیخ أن یؤثر مسترشده بقوۃ خیالیۃ له ۔فالتنویم ، والقوۃ الروحانیۃ شیئ واحد ، لكن الأول خطأ ، والثانی صحیح .

السؤال: آلشیوخ أیضا یلقون توجههم ؟ وهل یجدون المرام ، والمقصد بتوجههم ؟

الجواب: نعم ، یلقون التوجه . كثیر من الشیوخ النقشبندیین یستمدون به ؛ لإجراء الذكر القلبي ، لكن بعد ذلك یكون العمل علی السالك ، إن لم یحفظه السالك بعد ذلك ، یمكن أن تزول تلك النعمۃ أیضا . بعض السالكین إذا یراهم كائنا لأول مرۃ بالتوجه ، یشتاقون ، ویحبون أن یجدونه مرۃ ثانیۃ أیضا بالتوجه ، وهلم جر ؛ لذا یتكاسلون ، والكسل مضر جدا في الطریقۃ ؛ لذا الآخرون من الشیوخ لا یوافقونهم علی هذا الطراز التوجه . ومن ناحیۃ أخری إذ ما بدأ المراقبۃ مع الوساوس ، وحدیث النفس صعب ، ینصرونهم بالتوجه . لكن هنا أیضا الكلام نفسه یعني احتمال الكسل . بعض الشیوخ یستعملون الذكر الاجتماعی مسد التوجه المعروف ، وهذا أیضا لا یخلو من الخوف ، لكنه قلیل ؛ لأن السالك حینما تعلم الذكر الجهري فیه مرۃ ، ثم یواجه المشكل ، وتعلمه لیس بصعب ؛ یبدأ سیرالسالك بكل سهولۃ ، وأما إرتقاءه موقوف علی همۃ السالك ، واطلاعه ، واتباعه . تسهل المراقبۃ بعد الذكر بالجهر ؛ لأن حوله شهیراأنه قاطع للوساوس .

السؤال: إن كان الأمر كذلك ، إذقول أولئك الرجل یری صحیح أن انتقال الفیض موقوف علی إرادۃ الشیخ ، إنه ماشاء فعل ، لا ضرورۃ للسالك أن یعمل عمل بنفسه.

الجواب:هذا التصرف یكون وقتیا ، وعارضیا . مثله كمثل السیارۃ الموقوفۃ في حفرۃ ، فیدفعها الناس ؛لتخرج لو تخلصت السیارۃ م الوحل وهل یطفئ السائق محرك السیارۃ ویطلب من الناس أن یدفعوا سیارته فمن یرافقه، ویساعده . فالشیخ إن یخرج أحدا من حال إلی حال عارضیا ، صح ،لكن بعد ذلك یكون العمل علی السمترشد ؛ لبقاءه ، وارتقاءه .

السؤال: كنا سمعناأن أكابرنا لا یلقون هكذا التوجهات ؟

الجواب:نعم ، لاتكون هكذا التصرفات عند أكابرنا إلا شاذۃ ،وفاذۃ ؛ لأنها لا تكون إلا بتصرف التوجه من الله ـعزوجل ـ إلی المسترشد ، وهو لا تتحمل غیرۃ أكابرنا۔إنهم یستمدون بالتلقین ، والدعاء ، وهما أقرب إلی السنۃ ۔ نعم إذما التصرف ثابت من محمدرسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ أهیانا ؛ وأحیانا ،لذا إنهم أیضا یلقون التوجه في بعض الحین .

السؤال: ماهو تحقیق أكابرنا حول السكر ؟

الجواب:السكر : هو زوال التمییز بین أحكام الظاهر ، والباطن ؛لغلبۃ حال ما .‘‘والصحو''هو عود ذلك التمییز ۔ قول عمر ـ رضي الله عنه ـ للنبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ لما أراد النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ۔ أن یصلي علی عبدالله بن أبي ‘‘ألیس الله نهاك أن تصلی علی المنفقین''؛ كان ذلك لغلبۃ السكر من البغض في الله ـ عزوجل ـ لأنه لما أفاق ، قال بنفسه : تعجبت علی هذا الجراءۃ في . كثیرا ما یواجه الناقصون هذه الحالۃ . لكن في بعض الحین یوجهها الكاملون أیضا ؛ لأجل الحال القوي قوۃ شدیدۃ كما واجهها عمر ـ رضی الله عنه ـ .

السؤال: إن تكلم سالك في حالۃ السكر بكلمۃ التي لا توافق الشریعۃ ، فما ذا ینبغي له بعد الإفاقۃ ؟

الجواب:ینبغي له أن یمحوها بالندامۃ ، والاستغفار في حال الصحو ۔ لا بد من الضبط في حالۃ الاستیقاظ ، وإن لم یأثم من تلك الألفاظ في السكر؛ لأنه لا یكون في الصهو وقت نفسه ، لكن تثبیت عدم الصحو بالتمام والكمال صعب ؛ لا بد من الاستغفار كی یمحو خطیئۃ ممكنۃ .

السؤال: ماهو القبض ، والبسط ؟

الجواب:القبض : هو انقطاع الواردات ، وهي تكون لمصلحۃ . البسط : هو حصول تلك الواردات ۔ إذا ینزل التجلی الجلالی للمحبوب علی قلب السالك ، فیدهش بها السالك ، ویعلق قلبه في عالم الخوف ؛ فیذهب بها سرور قلبه ، واطمئنانه ، ویری السالك نفسه مردودا ؛ فیئس من الحیاۃ ؛ لأنه یشعر في بادي النظر أن المحبوب الذي ترك لأجله كل شیئ تركه ؛ تأتي جبال الغموم علی القلب لأجله ، ویمكن أن یذهب الأمر إلی قتل النفس أحیانا . لا بد له من شیخ كامل في وقت نفسه الذي یساعده بالقول ؛ والتوجه حتی یذهب عنه ذلك الحال .

السؤال: أیمكن مصلحۃ في القبض أیضا ؟

الجواب:إنه تحتمل مصالح كثیرۃ ، لا یمكن تفصیلها الآن ، لكن لیفهم مختصرا أنا بعثنا ههنا للإبتلاء ، وأن الله ـ عزوجل ـ كیف ماشاء إبتلینا . من ناحیۃ أخری : من الممكن أن یقع السالك في العجب لأعماله الصالحۃ ؛ فینظر إلی فیه . ویلتفت نظره إلی جلال المحبوب ، واسغناءه في القبض ؛ فینقطع به أصل العجب، والتكبر . كان الشیخ الحاج إمداد الله مهاجرمكۃ ـ رحمه الله ـ یسمی القبض لطفا في صورۃ القهر .

السؤال: أیكون القبض من العلل المذكورۃ دائما ؟

الجواب:لا،في بعض الحین تاتی ذلك الأحوال ؛ لأجل الأعمال السؤ ، والرزق الحرام ، أو خطإ أخلاقیۃ أیضا ، ولا علاج له في وقت نفسه ، إلاالإستغفار۔

السؤال: كیف یطلع علیه بأنه قبض أوجزاء ؟

الجواب:یكون الشیخ الكامل لذلك ، لیوثق العلاقۃ معه ۔ والمعالجۃ المناسبۃ لذلك هو الصبر إذا یراه ‘‘القبض''۔والاستغفار إذا یره الجزاء .

السؤال: ماهوا الكرامۃ ؟

الجواب:الكرامۃ : هو إصدار أمر خرق العادۃ علی ید متبع النبی ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ لا یقال : لكل أمر عجیب كرامۃ . إن صدر أمر عجیب بیدالفاسق ، الفاجر، المبتدع ،أوغیر المسلم فهو ‘‘استدراج''۔

السؤال: مالفرق بین المعجزۃ ، والكرامۃ ؟

الجواب:ملا یكون الفرق بینهما من حیث الكمیۃ ، والكیفیۃ ؛ لأن كلاهما فعل الله ـ عزوجل ـ ، تظهران علی یدالعبد فقط ، لكن المعجزۃ آیۃ النبی والكرامۃ تأیید إلهي في حق الولی .

السؤال: أأهل الكرامۃ أفضل من غیرهم ؟

الجواب:لا ، وإلا نزل مرتبۃ أصحاب الذین لم یصدر منهم كرامۃ من أولئك الأولیاء صدر علی أیدیهم كرامات كثیرۃ .

السؤال: لوكان الأمركذلك إذا ما فائدۃ الكرامۃ ؟

الجواب:كما تقدم أن الكرامۃ تكون لظهور تأییدإلهي ، بعضهم لا یحتاجونه ؛ لذا لا یصدر الكرامۃ بأیدیهم . وأما القربه ، لا دخل للكرامۃ فیه ؛ لأن رتبها أقل من الذكر اللساني أیضا . ان یصدركرامۃ كبری بید رجل،ورزق الأخر توفیق سبحان الله ـ تعالی ـ في وقت نفسه،ما زید في قرب الأول لأجل كرامته،وزید في قرب الثانی سبحان الله ـ تعالی ـ .

السؤال: هل تصدر الكرامۃ بإرادۃ الولي ؟

الجواب:لیس بضروري ، في بعض الحین لا یعلم الولي كرامته أیضا ، وأحیانا یعلمه ۔ إن الله ـ جل وعلی ـ متی شاء ظهر الكرامۃ علی ید أحد .

السؤال: ما هو الكشف ؟ أینبغي السعي إلی حصوله ؟

الجواب: الكشف : هو ظهورشیئ مستور بالستر . إن الله ـ تبارك وتعالی ـ خلق أشیاء كثیرۃ ، وهي مستورۃبالستائر ،أو حدثت وقائع كثیرۃ ، أوتحدث ، أو ستحدث ، وهي مستورۃ بالستائر ، إن الله جل وعلی ـ إن یظهرها علی أحد یقال له : ‘‘الكشف الكوني''ولیس فیه تخصیص المسلم ، والكافر أیضا ؛ لأن هذه الأشیاء أشیاء دنیاوي . كما أن الله ـ تبارك وتعالی ـ یمنح البعض بناء قویا ، ویمنحه البعض ضعیفا ، هكذا یكشف علی البعض أشیاء ،ووقائع كثیرۃ ، وعلی البعض قلیلۃ ، هكذا توجد علوم ، ومعارف ، وأسرار كثیرۃ التي خارج من تناول عامۃ الناس ، وأن الله ـ عزوجل ـ یمنح حظها بعض الرجال ۔ یقال لها ‘‘كشف إلهي''. هذه لنعمۃ عظیمۃ لكنها غیر اختیاري ؛ لذا لا ینبغي تتبعها ؛ لأن مدارالقبولیۃ فی قضاء العیش وفق رضاء الله ـ تعالی ـ في أشیاء معلومۃ ،فالعلم الضروي لابد من حصولها ، وهو كسبي واختیاري ۔ وأما العلم الغیرالاختیاري ، فلیفوض إلی الله ـ عزوجل ـ .

السؤال: هل یعمل علی الأمر الذی علم بالكشف ؟

الجواب: لا بد من العمل وفق الشریعۃ سواء یكشف علیه أم لا، لأن الشریعۃ ثابت بالوحي ، فلا اعتبارلكشفنا أمامه ، لأنه ظني ، فما حیثیۃ الظني أمام القطعي ؟

السؤال: هل الكشف یكون بدخل صاحب الكشف ؟

الجواب:لیس بضروري ۔ إن الله ـ تبارك وتعالی ـ یمنحه اختیاره أحیانقا ، وإلا في بعض الحین لا یعلمه صاحب الكشرف أیجا ، إلا وقت صدور ذلك العمل ؛ والدلیل علی ذلك وقعۃ عمر ، وساریۃ ـ رضی الله عنه .

السؤال: إن كان الكشف وفق الشریعۃ، ویكون الإختلاف بین الكشفین فأیهما یرجح ؟

الجواب:إن كان الكشفین من رجل واحد یربح، آخرها ، وإن كانا من رجلین ، یرجح كشف صاحب الیقضۃ ، وإن كانا فیهما سواء ، یرجح الكشف الذي أوفق إلی الشریعۃ ، وإن كانا فیهما سواء ، یرجح الذي تكون آثار قبولیته أظهر ، وإن كانا فیهما سواء ، یرجح الذي یمیل إلیه القلب أكثر ۔ وإن كان كشف من رجل ، والآخر من جماعۃ ، یرجح الجماعۃ ، لكن الأول إن كان أكمل ، إذا كشفه له أكثر الاعتبار ۔ ـ والله أعلم .

السؤال: إن نزل الحقائق والمعارف علی قلب رجل ، ماذا ینبغي أن یصنع بهما ؟

الجواب:كما ذكرقول أبوسلیمان داراني ـ رحمه الله ـ في السیریۃ ، أن یعرضهما علی الشاهدین : كتاب الله ـ تعالی ـ وسنۃ النبي ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ إن أیداه قبل ، وإلا فلا .

السؤال: كیف یتحصل علی الحقائق ، والمعارف ؟

الجواب:أطع الله ـ جل ذكره ـ ورسوله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ ، سیبدأ انكشاف الحقائق ، والمعارف بنفسه ۔ كما قال الشاعر :

بینی اندر خود علوم انبیاء

بے کتاب و بے معید و اوستا

المعنی : أنظر فیك علوم الأنبیاء بغیر كتاب ، مكتب ، واستاد .

السؤال: ماهوالمراد من الولي ؟

الجواب: المراد من الولي ، خلیل الله ـ جل ذكره .

السؤال: كم قسما لأولیاءالله ـ تعالی ـ؟

الجواب: قسمان : الأولیاء التشریعي ، والأولیاء التكویني . أما الأولیاء التشریعي : هم خلفاء الأنبیاء ، ویكونوا مأمورین علی هدایۃ الناس ۔ یقال لأكبرهم : ‘‘قطب الإرشاد ''وأما الأولیاء التكویني : كلملئكۃ ، وهم یعملون الأعمال التي علیهم هولآء یكون رث الحال عادۃ ؛لذا عامۃ الناس لا یعرفونهم ۔ یقال لأكبرهم : ‘‘قطب التكویني''۔إن لله ـ عزوجل ـ خلق بعض الأولیاء خاصۃ له ، فیكونون مدهوشین في محبۃ الله ـ عزوجل ـ لا یبالون لشیئ أخر ۔ وإن الله ـ عزوجل ـ یكتم بعضهم من أنظارالناس ؛لذا لایطلع علیهم رجل آخر .

السؤال:یقال : إن بعض الأولیاء من المجذوبین أیضا ،فما هوالمجذوب ؟

الجواب:یری عامۃ الناس أن المجذوب هو الذي لا یعمل علی الشریعۃ ،لكنه صاحب رتبۃ عالیۃ ؛یتبعه الناس. لابد من إصلاح هذه المغالطۃ. في الحقیقۃ المجذوب هوالذي یجدبه الله ـ تبارك وتعالی ـ إلیه ۔ یتعطل إدراك البعض منه ، وحواسه بالتمام والكمال ، فیصرمرفوع القلم ، لایكلفه لأحكام الشریعۃ . إن له منزلۃ ، ودرجۃ عندالله ـ عزوجل ـ لكن لا یقلده ۔ لا ینبغي سوء أدبه ؛ لأنه محبوب الله ـ عزوجل ـ ؛ لذا ینبغي خدمته أیضا أحیانا إن لقیته ، لكن لا یقلده علی كل حال ؛لأن فیه توهین شریعۃ النبی ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ لایتعطل إدارك بعضهم ، وحواسهم ، لكن إذ ما عبروا الطریق علی ناط واحد ؛ لذا كثیراما لا یمكن لهم أن یصلحوا الآخرین ؛ لكن بعضهم یمرون بطرق الإصلاح بعد ذلك ، فیبصرون بها الطریق ۔ یعنی یعبرهم السلوك وفق الأصول یقال لهكذا الرجال :‘‘السالك المجذوب'' ، وتقلیدهم لا یخلو من بركۃ عظیمۃ ؛ لأنهم مقبولون أیجا العارفون أیضا .

السؤال: هل للمجذوبین درجات ؟ إن كانت ، إذا لماذا یمنع من قربهم ؟

الجواب:یمكن النظر إلی كل مجذوب ، أن یعلم حدجذبه ، إن كان جذبه تأثر فیه حتی تعطل إدراكه بالتمام والكمال ، ولیس مكلفا للشریعۃ ،یمنع إلی قربه ؛ لأنه لیس مكلفا للشریعۃ ،وأنت ستزعم أنه ولي ، یمكن أن نعمل عملا الذي یجوزله ،لكن لا یجوز لك . ومن ناحیۃ أخری : یمكن أن یطعمك شیئا الذي یعطل ضبطك علی نفسك ۔ یمنع من قربه ؛ إذا كانت الأشیاء المذكورۃ . لكن بعض المجذوبین لا یتعطل إدراكهم ، وحواسهم مثل : خواجه عزیزالحسن المجذوب ـ رحمه الله ـ كان خلیفۃ للشیخ أشرف علي التهانوي ـ رحمه الله ـ كان مجذوبا ، لكن جذبه لا یكون كل وقت ، أحیانا وأحیانا ، وكان یعلم الضبط علی نفسه . إنه لم یخلومن كیفیۃ الجذب ؛ لذا یقال له : المجذوب ، لكن لم یكن جذبه إلی أن لم یكن یحترم الشریعۃ ، أولم یعمل علیها . فالذین لا یعملون علی الشریعۃ ؛ لأجل تعطل إدراكهم بالكامل ، لا یصح قربهم ؛ لأن هؤلآء لا یكونون علی أنفسهم ، ومن یرید العلاقۃ معهم ۔ یمكن أن یتعطل ضبه علیه ، ولا بد من إبقاء النفس في الیقضه ، والإدراك ؛ لأن الإدراك ، الیقضۃ ، والحواس أمانۃ عندنا من الله ـ عزوجل ـ لا یجوز إضاعها .

السؤال: أمن الممكن أن یكون الجذب بعد عبورالسلوك ؟

الجواب:نعم ،بعض الناس یعبرون السلوك تحت ضابطۃ ، إذا نقوا من الرذائل ، والدنآت ، وهذبوا ، وینورقلوبهم بالفضائل ، تصلهم تجلیات الله ـ عزوجل ـ من درجۃ إلی درجات العلیاء یقال لهم ‘‘السالكون المجذوبون'' یمكن إقتداءهم ، وأكثرالناس یمشون علی هذا الطراز.

السؤال: أیجوز السعي إلی حصول الجذب ؟ أي أیطلبه ؟

الجواب:لا یكون المجذوب السالك إلا من اصطفاه الله ـ تبارك وتعالی ـ وهولایشعر علی ذلك إلا بد أن یكون المجذوب ۔ وأما لسالك المجذوب یجتهد في السلوك ، وبعد ذلك یجذبه الله ـ عزوجل ـ بفضله ، بعضهم بالسرعۃ ، وبعضهم بالبطوء . علینا اتباع النبی ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ وهي لا تخلو من الجذب ؛ لقول الله تبارك ـ قُلْ اِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللّٰہَ فَاتَّبِعُوْنِیْ یُحْبِبْکُمُ اللّٰہُ ''

السؤال: هل یطلع المجذوب علی أخبار الـغیب؟ وهل یطلب منه الدعاء ؟

الجواب: لا یعلم الغیب إلا الله ـ جل ذكره ـ لكن الله ـ تبارك وتعای ـ متی شاء أن یطلع أحد بأمر من الغیب ، للطعله ۔یقال له أخبار الغیب ، وهي من قبیلۃ الكشف . یكثر الكشف علی المجاذیب الذین لا یعقلون ۔ طلب الدعاء منهم عبس ؛ لأنهم لا یعقلون لا یدری أن یفعلوا شیئا، وأحیانا یتم له الكشف فإنهم لا یدعون خلافه بل یخرون عن الكشف .

السؤال: أما استفاد منه أنه اطلع حول نفسه ؟

الجواب:نعم ، یمكن الإطلاع ، لكن ما فائدته ، إن كان جید ، سیخبره بحسن ، وإن كان سیئ سیخبره به ، لا یكون فیه التغیر . وأما الأولیاء الذین لاتكون عقولهم متعطل ، تستفاد من قربهم أنهم یدعون أیضا ، ویربون أیضا .

السؤال: لا بأس بعدم النفع ، لكن ما هو الضرر في قرب المجذوب ؟ ؛ لأن كلامك یدل أنك لا تفرح بالذهاب إلی المجذوب ؟

الجواب:سؤال جید : إذما المجذوب لا یعقل ، لذا یمكن أن یطعمك أو یخبرك بشیئ الذی یتعطل عقلك ، وحواسك ومن ناحیۃ أخری : أن الذهاب إلی المجذوب ، مشي علی السیف ۔ لأنك إن أطعته خالفت الشریعۃ ، وهي خسران الآخرۃ ، وإن رفضت قوله ۔ فلا یعلم كل واحد طراز الحفظ ۔ لذا لم تزل تبقی احتمال سؤ الأدب ، وهی لا تخلو من خوف الضرر في الدنیا .

السؤال: ألیس من المفروح أن یتعطل إدراكنا ، وحواسنا ؛ فتكون من المجذوبین ؟

الجواب:لم نبعث للجذب ، بل بعثنا لرضاء الله ـ تبارك وتعالی ـ إن الله ـ عزوجل ـ منحنا الحیوۃ كلها للعمل ۔ حینما یجذب العبد ، یلف سجل عمله ، كأنه كلمیۃ ۔ ینتفع بنا الناس ،أویخسر حیاۃ أعمالنا ستنصرم؛ لذا كون الرجل مجذوبا تجارۃ خاسرۃ ۔

السؤال: أتنحصر أقسام أولیاء الله ـ عزوجل ـ في الأنواع المذكورۃ ؟

الجواب:هذا كان إجمالا ، فلیراجع الكتب الضخمۃ للتفصیل. مثل : ''شریعت و طریقت'' وكتاب الراقم ''فہم التصوف'' وغیرهما .

السؤال: یذكر في الكتب ‘‘قلندر'' ألمجذوب ، والقلندر شیئ واحد ؟

الجواب:‘‘القلندر'' : هو ولي الذي یشغل في الأعمال القلب النفلي أكثر من الأعمال التالب أي : الجوارح . معناه : أن علاقته مع الله ـ عزوجل ـ تكون سالمۃ ، وراسخۃ في كل حین ، وإن لم یكثر صلوۃ النوافل .

السؤال: أما أعمال القلب ، نعرفها ، لكن ماهي أعمال القالب ؟

الجواب:المراد منها الأعمال الظاهرۃ للشریعۃ . مثل: الصلوۃ ، الصوم ، الزكوۃ ، والصدقات وغیرها ۔ فلقندر یهتم الأعمال القلب أكثر اهتمام في مقابلۃ أعمال الظاهر ۔ مثل : النوافل وغیرها ۔ من الممكن أن یكون في اهتمام الأعمال الظاهر كأولیاء الخاصۃ في أعمال القلب . فلیراجع للتفصیل حوله إلی وعظ الشیخ حكیم الأمۃ المولوي أشرف علي التهانوي ـ رحمه الله ـ ۔

السؤال: من فضلك أن تخبر نا بشیئ هول ‘‘الملامتي''؟

الجواب:الملامتي قسم من الأولیاء الذي یرجحون الأخفاء في الأعمال ؛ لذا یختارون الطراز في الأعمال ، یراه الناس سیئ ، وهم یعملون عملا جیدا في الحقیقۃ . مثل : كان الشیخ بایزید البسطامی ـ رحمه الله ـ ذات یوم یرجع من السفر ۔ استقبلته جماعۃ ، وكان الشهر شهرررمضان فأخرج الشیخ قطعۃ خبز من الجراب ، وأكل أمام الناس ، فرجع الناس یقهقرون ، وقالوا: كیف ولي هذا یفطر في رمضان ۔ فقال الشیخ لصاحب سرله ـ أن الناس إلی كم ساذجون ، أن لا یرون أن لیس علی المسافرالصوم .

السؤال:لماذا یخفون أنفهسم ؟ إذا لا ینقل فیضهم إلی الناس ؟

الجواب:إن فیض بعض الشیوخ یكون خاصۃ لبعض أشخاص ؛ لذا یخفون أنفسهم من الآخرین ؛ لأن لا یكون الحرج في معمولاتهم ، ومع ذلك یرون العوام سبب ضیاع الوقت .

السؤال: یذكر في الكتب المبتدي ، المتوسط ، والمنتهي ، فما المراد منهم ؟

الجواب:المبتدي : هوأن سلك مسلك السلوك الآن ۔ وهو یكون طالبا ، لكن لم یطلع علی الطریق . المتوسط : هم الطلاب الذین عبروا شیئا من السلوك ۔ إنهم مطلعون علی الكیفیات عامۃ ، لكن بدون الاعتدال ، عامۃ الناس یرونهم كاملین ؛ لأن مثلهم كمثل المزرعۃ الخضراء ۔إذ ما تلوین أعمالهم أكثر ، لذا جاذبون الناس . المنتهي : یقال : للكاملین ۔ لا یكون كیفیاتهم إلا بالاعتدال ، ویكونون أبوالحال . یعرفون الإخفاءأیضا ، كما یعلمون الإظهار ، لا یبقی التشجیع فیها تجاه عامۃ الناس ؛لأن بعض أحوالهم كالمبتدین ۔ مثلهم كمثل المزرعۃ الخضراء أنها توكل في تلك الحالۃ ، لكنها لم ترجاذبا.

السؤال: ما معنی النسبۃ :

الجواب:معنی النسبۃ هو العلاقۃ ،أن یكون للعبد مع الله علاقۃ خاصۃ كما یكون بین عاشق مطیع ، ومعشوق وافی ۔ ویكون اهتمام السنۃ من العبد ، والقبولیۃ من الرب .عزوجل ـ في كل خطوته یقال له : ‘‘النسبۃ''۔ لا یقدرها إلا الكاملون ، وإلا صاحب النسبۃ یری نفسه كلا شیئ ، ولا یعد نفسه من المبتدین أیضا ، لكن ینصرف ، ولا یول ظهره من الوظیفه امتثالا للأمر .

السؤال: ماهي النفس ؟

الجواب:هذا لفظ عربي التي وسع مفهومه ۔ وهي قوۃ حیوانیۃ في الإنسان التي تتحرك بها الشهوۃ یعني ینبغي أن تعد من مبدئ الهوی ۔

السؤال: ماهي الأشیاءالتي لابدمن الاجتناب منها في السلوك ؟

الجواب:عدۃ من الأشیاء سم للسلوك . منها : التصنع ، التعجیل ، عبادۃ الحسن ، مخالفۃ السنۃ ، ومخالفۃ الشیخ . لابدمن الاجتناب منها۔ وإلا حبطت السعي كله .

السؤال: ماهوالمرد من التصنع ؟

الجواب:التصنع : أن یظهر صاحب الحال نفسه، أو الشیخ مصنوعیا ۔ دون الأمورالتي أجاز الشریعۃ التصنع فیها ۔

السؤال: أیجوز أشیاء من التصنع أیضا ؟

الجواب: نعم ، مثل : كما قیل في البكاء أثناء الدعاء كأنه تصنع ،لكنه مطلوب ، والغرض منه إظهار الحجرتكلفا .

السؤال: إن كان ینفع مسترشدیه بذلك نفعا دینیا، أثم أیضا غیرجائز ؟

الجواب:عم ، جاء في الحدیث ‘‘إن الله یؤید الدین بالرجل الفاجر''[رواه البخاری رقم الحدیث :۴۲۰۳ مسلم :۳۰۵] فانتفاع المسترشدین لیس من عدم الإمكان ، من الممكن أن الله ـ تبارك وتعالی ـ یمنح الشیخ ؛ بإخلاصهم ، لكن یؤخذ الشیخ ؛ لأنه غادرالناس . إن خدمۃ الدین لیست منحصرۃ في الولایۃ ، من الممكن أن یعمل عملا آخر للدین . إن اشتقاق أحد أن یعمل عملا للدین ، فلیجعل علاقته بالعلماء الكرام ، سیرشدوه إلی عمل ینبغي له أن یعمله للدین ، وإلا فلیلحق بجماعۃ تبلغي لعصرنا الحاضر ،ولیخدم الدین .

السؤال: ذكر في الكتب أن یكون بعض الناس أبوالحال یعني یستطیعون أن یطرأوا علیهم أي حال ما شاءوا ، ویعدهم من الكاملین ، ألیس هذا من التصنع ؟

الجواب: لا لأن تعریف التصنع هو : أن یظهر أحد حالاما ، وهو لم یتحصل علیه بعد ، وأما ههنا فإنه تحصل علی الحال ،وإن كان ذلك في حین الذي شاء فیه ۔ ففي ذلك الحین لا یكون إلا صاحب الحال ؛ لذا یقال له : ''.أبوالحال''.

السؤال: ماهو قصدك من التعجیل ؟

الجواب:التعجیل یقال للسرعۃ ۔ والمراد ههنا أن من یطلب الثمر متعجلا یقال لعمله ذلك ‘‘التعجیل’’.

السؤال: إن من المطلوب تعجیل أشیاء جیدۃ ، إذا كیف یضر منه ؟

الجواب:في بعض الحین یكون التعجیل مستحسن في عمل اختیاري إذا كان ممكنا ، لكن ما قال أحد أن التعجیل مستحسن في عمل غیراختیاري ، بل هناك الأمرعلی الرضا بالقضاء . العمل اختیاري؛ وثمرته غیراختیاري ، فابتغاءه مسرعا، تعجیل . لاتعجل في العمل ؛ لأن رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ قال : ‘‘یستجاب للعبد مالم یعجل’’[رواه البخاری]. فلیتعجل إلی الدعاء ، ولیرجو قبولیته أیضا ، لكن لأن لا یخطر بباله اقتضاء رؤیۃ قبولیته متعجلا . هكذا لیذكرالله ـ تبارك وتعالی ـ كثیرا ، لكن لیتوكل علی الله ـ فی ثمرته ،لا علی عمله . جاء رجل إلی الشیخ الحاج إمدادالله ـ رحمه الله ـ فقال : یاشیخ ،قرأت الكلمۃ الطیبۃ مئۃ ألف ، وخمس وعشرون ألف مرۃ ، ولم أشعر فائدۃ فأجاب الشیخ : أهي أقل أن الله ـ تبارك وتعالی ـ وفقك أن تقرأ الكلمۃ الطیبۃمائۃ ألف وخمس وعشرون ألف مرۃ .

السؤال: فهمنا أن التعجیل لا یناسب ، لكن إن عجل أحد ، فما هو الضرر ؟

الجواب: الرجل المتعجل یصیر سوء الإعتقاد علی شیخه : فیحرم به من فیضه ؛ من أجل ذلك یظهر حاله علی رجل آخر ، ومن الممكن أن تواجه الضرر منه ، ویصیر ملتفۃ إلی كل موضع ،ولا یثبت في موضع ما ذا اعتماد ، حتی یكون معرضاعن الله ـ عزوجل ـ ؛ فیكون مصداقا لقول الله عزوجل ـ ‘‘خسرالدنیا والآخرۃ ’’لیحفظ الله ـ تبارك وتعالی ـ الجمیع من عاقبۃ سوء .

السؤال: یزكی بعض الناس في أسروقت ، وبعضهم في أبطإ وقت ، ماهي العوامل التي تجب في إصلاح أحد ۔ مثل : بعض الناس یختلفون إلی الزاویۃ بالمواضبۃ ، والأعمال كلها سواء إذالما ذا الفرق في سیرالإصلاح ؟

الجواب:في بعض الحین تكون النقص في النیۃ ۔ مثل : بعض الناس یختلفون إلی الزاویۃ لإصلاحهم فقط ، ولا یطلبون به شیئا أخر ، لكن بعض الناس یریدون أن یكونوا شیوخا ۔ بعض الناس یحبون الشیخ ـ ماعداالمعمولات ـ أنلا یرون أنفسهم أمام الشیخ إلا كلا شیء ، كأنهم منحوا في شیخهم ، فإن كان شیخهم جید ، یزكی نفوسهم في الوقت الذي لا یدركه العقل ، والفهم ۔ وأما الآخرون یطیعون الشیخ لكن لا یمحون في شیخهم ، لا بد من الإمتیاز لأجل ذلك ۔ هكذا من الممكن أن یكون العوامل الأخری أیضا ۔ أي سبب كان لا ینبغي له أن یحسد المسترشد الأخر لأجله ، ولا أن یظن بشیخه ظنا سوءا ۔ إذا لم یكن الأسباب المذكورۃ ، وبجمع المسترشد نظر علی تقصیره ، فینصره الله ـ تبارك وتعالی ـ حتی یصلی إلی الأصل ، وإن كان بعد مدۃ ۔ كما قال الشاعر :

اس کے الطاف شہیدی تو ہیں مائل سب پر

تجھ سے کیا بیر تھا گر تو کسی قابل ہوتا

السؤال: هل المراد من عبادۃ الحسن النظر إلی النساء والأمرد ؟

الجواب:نعم ، بل النظر إلی الذي لا یجیزالشریعۃ رؤیته ، والشغل في حبه یقال له : ‘‘عبادۃ الحسن ’’۔

السؤال: إن ذلك أخله الله في مادۃ الإنسان ، وطینه ۔ فكیف یعد من الجرم ؟

الجواب:نعم ، مادۃ الإنسان لا یخلومنه ، لكن إذمابعثنا ههنا للاختبار ؛ لذا لا نسكهم في قلوبنا وأن كانت المیلان إلیهم . إن التصوف كله أن یسكن الله عزوجل في القلب ، أوالذي أمرالله ـ تبارك وتعالی ـ به ۔ فالمیلان إلی النساء والأمرد لیس بجرم ، لكن عدم الحیطۃ في رؤیتهم ، ومجالستهم ، ومخاطبتهم ، تذهب العدبد إلی سخط الله ـ عزوجل ـ لا بد من الاجتناب منه ۔ قال الشیخ واسطی ـ رحمه الله تعالی ـ إذا أراد الله ـ عزوجل ـ ذلۃ أحد ، یلقیه في الوساخۃ ، والسختان والمراد منه المیلان إلی الأمرد ، ومخالطته ۔

السؤال: بض الناس یقولون : لم یؤثر علي أحد ؛ لذا یجوزلنا مخالطۃ الأمرد، والنساء ؟

الجواب:لا بد من احترام الشریعۃ لكل واحد سواء كان الأثر أو لم یكن ۔ كما جاء في الحدیث الشریف : ‘‘اتقوا مواضع التهمۃ ’’فثبت منه أن لا بد من الاجتناب عن المواضع التی تسع تهمۃ الإمكان أیضا ۔ وبطل به دلیل الشیوخ الذین لا یأخذون الحیطۃ أوان شیخوخته ؛ لأن من الزنا الذي فعل الفرج لا شك في حرمته ، ومنه النظر إلی الأمرد ، والنساء وسمیه زناالنظر، والشیوخ یستطعون الرؤیۃ بكل سهولۃ هكذا ثبت به أن مشاهدۃ النساء ، والأمرد عبرالتلفار، والشكبۃ ، حرام ۔

السؤال: بعض الناس یقولون : آنسنا بنظر السوء حتی لا نستطیع الآن أن نجتنب منه ، وسعینا له سعیا لكن لم ننجح ؟

الجواب:: من الممكن أنهم سعوا لكن سعیا ناقصا ۔ لیجتهدوا تحت إشراف ولي من أولیاء الله تبارك وتعالی ـ،لیجدوا النفع علی كل حال . إن معهم رجل مكرم من كبارهم ، أإذا أیضا لا یغضون بصرهم ؟ أو ینظرهم أحد من كبار المری إلیه ، فهل عند ذلك أٰیضا ینظرون إلیهم ؟ إن كان ب لا ،إذا لم ذا لا یتفكرون أن الله ـ تبارك وتعالی ـ ینظر إلیهم ، فهم بمرئ رقیبهم ۔ إن لم تكن لا حد المراقبۃ المذكوره راسخۃ ، وقویۃ ، فلیقوها تحت إشراف ، وتربیۃ شیخ من الشیوخ ، ثم لینظر أیۃ ثمرۃ یجني ۔ إن كان التایخ مسطور بأن من أكبر السراق ، والفحاش ، والمومسات ، وجدوا الهدایۃ ، إذا فماوجه یأسهم ، لیجتهدوا ، والیعملوا بأسلوب ، إنشاء الله ـ الفوز یقیني ۔

السؤال: بعض الناس یدخلون ذلك تحت حكم التدوای بالحرام ، فیجوزوه ، فما حكم أولئك ؟

الجواب:إن أولئك الذكو لا یخلو من خوف كفرهم ، لا ینبغي الذهاب بقربهم أیضا ، إن الدلیل الذي عرضه الرسول ـ صلی الله علیه وسلم ـ ـ للجتنابه به

السؤال: إن كان أحد لا یبالي أن یری إلی أمه ، وابنه كما یشاهد من عصرنا الحاضر في بعض الأمكنه ، هل یمنح له أن ینظر إلی أم أحد أو ابنته ؟

الجواب:إن المثال المذكور للذین تكونون علی الفطرۃ السلیمۃ ، لیس للدیوث كفی للدیوث أن یكون دیوثا ۔ إخراجهم أولا بأول ثم یكون التحدث الباقي ، لعلك فهمت الآن ۔

السؤال: ماهي المعالجۃ للانقاذ من النظر السؤ ؟

الجواب:لیجعل علاقته مع أهل الله ـ تبارك وتعالی ـ ولیتبع إرشادهم ، وأمرهم ۔ هاهي ذا معالجۃ أساسیۃ .وماعدا ذلك فلیتفكر أن الذي أنظر إلیه إن اطلع علی كبارهم ،ماأسوءه ! إن الله ـ عزوجل ـ ینظر إلي ۔ وهو أكبر من كل شیء ۔ إن یدركني الموت في وقت نفسه ، فكیف یكون ذلك ۔ لیحفظ الله ـ تبارك وتعالی ـ إن النظر السؤ آفۃ من الآفات التی تذهب بروحانیۃ أسابیع في آن واحد ، لیجتنب منه ۔

السؤال:إن بعض طرق التصوف لم تثبت من السنۃ ، أهي أیضا تدخل في مخالفۃ السنۃ ؟

الجواب:إن كان الطرق تلك ،تصدم الشریعۃ إذا لا تعد إلا من مخالفۃ السنۃ ، لكن الطرق التي لم تثبت من السنۃ ، ولم تخالفها أیضا أي لا تنهی الشریعۃ منها یعنی استعملت ، وعرفت وسائطا ، لا تكون مخالفۃ السنۃ بها ، مازالت تعد من الوسائط

السؤال: السؤال صعب ، لم أفهمه ، أیمكنك أن توضح جوابك بالأمثلۃ ؟

الجواب: نعم ، یمكننی السعي ۔ مثل : رجل لا یسترسل لحیته ، أویقطعها إلی أن تقلها من كف ، هذا مخالفۃ السنۃ ، ومن الموانع ۔ رجل استرسل لحیته ، لكنه یحرق ارتقاء روحه ، لا یغدر إلانفسه ۔ أما أطرزۃ الذكر بالجهر أوالمراقبات التي لم تثبت من السنۃ ، لكنها إذا تعد من وسائط حصول العلاقۃ مع الله ـ تبارك وتعالی ـ إذا لا تكون ذلك مخالفۃ السنۃ ، بل هي المعالجۃ ، وباب الإجتهاد مفتوح في المعالجۃ ۔

السؤال: ما یمنبغي للصوفي الواحد ؟

الجواب: فلیتبع إثرالصحابۃ ـ رضی الله عنهم ـ ؛لأن الصحابۃ ـ رضی الله عنهم ـ كانوا متبعي السنۃ حقیقتا ۔لئلا ینحرف منهم في ظاهره ، وباطنه ، ولو بشبر ، كما أن الصحابۃ ـ رضي الله عنهم ـ كانوا یحتسبون باطنهم مع ظاهرهم ، هكذا ینبغي للصوفي أیضا ۔لا الإرتقاء إلی في اتباع السنۃ . قال الشیخ نوري ـ رحمه الله ـ : ‘‘إذا رأیتم من یدعي قربته مع الله ـ عزوجل ـ ومعیته ، وهو لم یكن في حدود الشریعۃ فلا تقربوا إلیه أٰیضا ’’۔

السؤال: كنت ذكرت أن الارتقاء تقف بمخالفۃ الشیخ أیضا ۔مامعنی ذلك ؟

الجواب:إن اتباع الشیخ نقطۃ أساسیۃ لتربیۃ الشیخ فكیف یرجی ارتقاء الروح مع مخالفۃ الشیخ والحال أن العقلاء كلهم یقولون : حول أمراض إذا لم یعمل علی هدایۃ الدكتور ، أو الطبیب ، فرجاء الصحۃ عبث ، فكیف یكون انفع في الصحۃ الباطن ـ وهي ألطف ، وأخفی منه ـ مع اختلاف المعالج ۔

السؤال: هل یعاقب علی مخالفۃ الشیخ في الآخرۃ ؟

الجواب: إن ارتقاء الروح تقف بمخالفۃ الشیخ عمدا؛ لذا یحرم من هذالطریق ۔ من الممكن مواجهۃ الضرر في الآخرۃ أیضا لأجل عدم معالجۃ أمراض الباطن ۔ لكن إذا لم تكن مخالفۃ الشیخ عمدا ، بل أحزن قلب الشیخ بخطإِ الذي صدرمنه ، تضره في الدنیا یعني تقل الكیفیات وغیرها ، ومن الممكن أن یكون بعد ذلك واسطۃ لضرردینه ۔

السؤال: إن كان سالك یتاكسل في العمل علی تعلیمات الشیخ أو یعین لنفسه مجاهدۃ بدون إذن الشیخ ، فما حكم ذلك ؟

الجواب:لا یستطیع أن یتحصل علی النتائج ، والثمرات المطلوبۃ ، وهو یتكاسل العمل علی تعلیمات الشیخ ؛ إن یخبرها الشیخ من الممكن أن تواجه الضرر كثیرا في التربیۃ ؛ لأن الشیخ سیزعم أن الدواء التي كنت عینتها له ، لم تنفعه ، من الممكن أن یخطأ في تشخیصه مرۃ ثانیۃ ؛ فسیكون الضرر أكثر من الأول ۔وأما المجاهدۃ بدون إخبار الشیخ ، یمكن أن تحرمه من بركات المجاهدۃ القلیلۃ التي كان فیه ؛ لعدم استعداده ، وصلاحیته ؛ لأن الممكن أن یترك لقلۃ استعداده ۔ من الممكن أن ینخفظ همته لاجلها ؛ فتمحواستعمال قوی مجاهدته ۔

السؤال: إن بایع أحد علی ید الشیخ المزور ، وهو لا یعلم ، أتضره مخالفته ؟

الجواب:إن البیعۃ علی ید الشیخ المزور حرام ، إن بایعه أحد ، فبقاءها حرام ؛ لذا لا بد من فسخ بیعۃ الشیخ المزور.

السؤال: لكنا سمعنا قول الشاعر : أن "پیر من خس است اعتقاد من بس است" المعنی : الرجل الدیني ، الاعتقاد به یكفینا ؟

الجواب:لیس المراد منه أن الشیخ المزور أیضا ینفع ، بل المراد أن الشیخ السلسلۃ الصحیحۃ ، والعقیدۃ السلیمۃ إن لم یكن أكمل ، فحسن العقیدۃ به تجعل السالك كاملا ، ولیس المراد منه الشیخ الضال ، وفاسد العقیدۃ ۔

السؤال: إن المحرراۃ مسطور أن الناس بایعوا علی یدالشیخ الناهب فیبركه إخلاص المسترشد ، انتفع السالك ، والشیخ ؟

الجواب:هكذا الحكایات شاذ ، والشاذ كالمعدوم لا یقلده .التأویل الخاطئ لهذه الحوادث والواقعات یروج بها أمر مفسدي العقیدۃ ؛ لذا لابد من أخذ المفهوم الصیح من تلك الحكایات كما تقدم ۔

السؤال: هل البیعۃ علی یدالشیخ الآخر ضروري ، إذا توفي شیخه ؟

الجواب: لا ، لا حاجۃ لها ۔ لكنها أفضل عندالبعض ؛ إذا كان للمسترشد علاقۃ به ، كما تقدم أن نفس البیعۃ لیست بضروري ، لكن التربیۃ ضروري ؛ لذا إن لم یكن یتحصل علی التكمیل بعد ، فلیراجع الشیخ الآخر للتربیۃ ؛ لیكمل به نفسه ۔

السؤال: إن كان المهرجان عند قبر شیخ ، أو تكون بدعۃ أخری ، ما ینبغي في وقت نفسه

الجواب:لا ینبغي له أن یشترك معهم ، وإن كان قادرا علی منعهم فلیمنعهم ۔ بل كانت أنشأت لأغراض جیدۃ ، كان الغرض منها أن یجمع متعلقي لشیخ في عام مرۃ ، لتكمیل هدایته التي كانت فی حیاته ،وبالإضافۃ إلی ذلك أن یمكن لخلفاء الشیخ نفسه تربیۃ من لم یتحصل علی الكمال بعد من محبي الشیخ لكن استخدم الطماعون لأغراضهم الفاسدۃ فلذا یكون الصعب الفرق بین الإجتماعات والمهرجان . إن من الظلم أن الفعل السیء تكون سیئا ، لكن إن فعله في مقامات أو أوقات متبركۃ ، لزادت شناعته ؛ لذا ارتكاب البدعۃ ، الفسق ، والفجور حول قبور الأولیاء الكرام ،لتزید قباحتها الأكثر فالأكثر ۔والله المسؤل أن یجتنبنا من كل نوع من القذر ۔

السؤال: بعض الناس یقولون : وصل فلان ، فما المراد منه

الجواب:غالوصل : هوأن ینقطع القلب من غیرالله ـ عزوجل ـ ، ویخشی من محبۃ الحق ، أن لا یكون السعي ، والالتفات في كل معاملۃ ، ومسئلۃ إلا إلی الله ـ تبارك وتعالی ـ وبالاختصار أن من كان حاله وفق حال سورۃ الفاتحه ، یقال له : ‘‘واصل ’’لیس المراد من الوصل ، كقطرۃ تصل بالبحر ؛ لأن هكذا الوصل مع الله ـ عزوجل ـ لیس بممكن ؛ لأن ن هذا خاصۃ للجسم ، وهو الله ـ تعالی ذكره ـ وجلت عظمته ـ منزه من الجسم ۔ الخالق هوالخالق ،والمخلوق هي المخلوق ۔ لا بد من اعتناء ذلك ، إلا سیكون النتائج أخطر ۔

السؤال: عض الناس یقولون : أن وصلنا ، والآن لا یحتاج العبادۃ ؟

الجواب:أولئك ملحدون ، وعلی الحكومۃ الإسلامیۃ قتلهم ۔سئل الشیخ جنید البغدادي ـ رحمه الله ـ عنهم : فأجاب "صدقوا فی الوصول ولٰکن الی السقر" یعنی صاروأهل الجهنم ۔

السؤال: بعض الناس یسمون بمجتبائین ، هل هو نوع من الأولیاء الكرام ؟

الجواب:إن الذین منحهم أحوال الباطن بغیر كسب ، ومجاهدۃ یعني یجتبیهم الله ـ تبارك وتعالی ـ بفضله یقال له : ‘‘مجتبائین’’إن أولئك الرجال لا یعدون أنفسهم إلا كلا شیئ، لكنهم منحواكل شیئ ۔

السؤال: بعض الناس یقولون : أن جمیع الناس عندالله سواء ،وأما الصورۃ المذكورۃ تفضي إلی الفرق أن أحد یفطر إلی المجاهدۃ ، والآخر لا یحتاجها ؟

الجواب:لیت السائل تحصل علی محبۃ الله ـ جل ذكره ـ ماسأل هذاالسؤال ۔ انظر إلی تخلیق الساداۃ في أسرتهم ، أهو في وسعهم ؟ هل هو كسبهم ؟ ، لكن أهل المحبۃ یعظمونهم حق أن بعض أهل الساداۃ ینتفعون به بغیر حق ۔ إن الله ۔ جل وعلی ـ ما أعطع الملائكۃ النفس ،إذا لم یمتلإ الجنۃ ، فإن الله ـ تبارك وتعالی ـ یخلق خلقا ۔ یدخل الجنۃ ۔ إذا سلمنا الله ـ تعالی ذكره وجلت عظمته ـ خالقا ، ومالكا، كما أن مالكا مختار في ملكه لأي تصرف شاء ، هكذا الله ـ جل وعلی ـ مختار لأي نوع من التصرف شاء في ملكه ، وهو نفس العدل أیضا ۔ هكذا الذین جعلهماالله ـ جل وعلی ـ واسطۃ في فعل التخلیق یعني الأبوین ، كم منحهما حقوقهما ، هل یؤدیها أحد ؟ فسلم الله ـ جل وعلی ـ خالقا ، ومالكا من أعماق قلبك ، ستذهب الأسئلۃ المذكورۃ بنفسها ۔ ومن ناحیۃ أخری الذي یعطی بالمجاهدۃ لانسبۃ له بالمجاهدۃ ؛ لأن الجنۃ غیر محدود ، والمجاهدۃ محدود ، إذا كانت الجنۃ بمرأی عینیك ،إذا ما لتفت إلی المجاهدۃ ، كما إذا كان حصول الشیء الثمین هنا ، لا یعد التعب تعبا لحصوله ۔

السؤال: ما هي التجلي ؟

الجواب:التجلي من الجلاء یعني الظهور ۔ وحده الاستتار یعني الإخفاء ۔ ولها أنواع ، ولكل نوع آثارها ۔
منها : التجلي الذاتي یعنی التجلي لذات الله ـ تبارك وتعالی ـ ، وهي لا تجتمع مع وجود العنصر ، فإن كانت آثاره وجود العنصر باقیۃ ،یغشی ، ویغمی علی السالك ؛ لأجلها ، كما أغمي علی سیدنا موسی ـ علیه السلام ـ إذما كان حبیبنا وسیدنا محمد ـ صلی الله علیه وسلم ـ ذهب إلی ما لامكان هناك ، لذا رزقها محمد ـ صلی الله علیه وسلم ـ وفي الجنۃ یرزق هذه النعمۃ كل مؤمن ـ أللهم اجعلنا منهم ـ ۔
منها : التجلی الصفاتي ، وله نوعان :التجلی للصفات الجلالي ، والتجلی للصفات الجمالي إذا أنزلت الأولی علی السالك ، لغلب علیه الخشوع ، والخضوع ، وإن وقع علیه الثاني : ترزق الأنس ، والسرور ۔
منها : النوع الثالث : التجلی الأفعالي یعني العلم بأن ذات الله ـ جل ذكره ـ مؤثر في كل فعل ۔ وعلم ذلك أن لا یكون نظرالسالك علی مدحه ، ذمه ، ولا یبالي القبول ، والرد ؛ لأن القبول غیر اختیاري ۔
منها : النوع الرابع : تجلي الروح ۔ ومن أثرها أن یكون السالك متصفا بالعجب یعني نظره علی حسناته ۔

السؤال: ماهوأثر تجلي الحق ؟

الجواب:إنها تشاهد السالك الفناء والعجب ، لكن لا یطرءهما علی ذات السالك ۔

السؤال: هل التحصل علی ذلك النور ضروري ؟

الجواب:نعم ، لا بد من حصوله ؛ لأنه ترشد إلی الطریق .ما لم یتحل علیه ، لابد من اتباع رجل الذي تحصل علیه ۔ الإنسان یحتاج في رؤیۃ الطریق للنورین :
۱ ـ النور الخارجي مثل : ضؤالنهار ۔
۲ ـ النور الداخلي مثل :بناء العیون ۔ إذا فقدأحد منهما ، فلا یمشي العمل ۔
هكذارؤیۃ طریق الدین تحتاج إلی نورالعلم ـ وهو كالنور الخارجي ۔ ، ونورالقلب ، وهو الذي نتحدث عنه ۔ فمن رزق العلم ، لكن لم یتحصل علی نورالقلب بعد ، یحتاج إلی نورالقلب ، ومن منح نورالقلب ، لكن لم یرزقه العلم ، فهو یحتاج إلی العلم ۔

السؤال: ألا یمكن أن یكمل نقص العلم بنورالقلب ؟

الجواب:السؤال جید۔سیظهرجوابه شیئاآخر إن شاء الله نور القلب یكون بعلاقۃ العبد مع الله ـ عزوجل ـ .والعلوم التي تحصل بعلاقته مع الله ـ عزوجل ـ وهي لم تزل ترزه الآن أیضا ، وها هي ذاالتي یقال له : ‘‘ العلم الدني ’’. لكن من سنۃ الله ـ تبارك وتعالی ۔ العادیۃ أنه یمنح العلم الدني في ضمن العلم الكسبي ؛ لذایكون علم بعض العلماء وسیع وعمیق ، وبعضهم لیس كذلك ، كالشیخ الإمام الغزالي ، والشیخ السید ولي الله ، والشیخ المولوي أشرف علی التهانوي ـ رحمهم الله ـ أحیانا یزید علم بعض الأمیین من علم العلماء أیضا ؛ لإظهار قدرته ، لكن ذلك شاذ ، ونادر ، ولا یكون القضاء علیه ۔ وفي عكسه علم الشریعۃ عندالنبي یكون بعلاقته مع الله ـ تبارك وتعالی ـ وهي من غیر أیۃ شبهۃ أكثر من علم الولي ، تتضمن إلی وحي المتلو وغیرالمتلو؛ وها هو ذا السبب الذي أن أصحاب العلم الدني أیضا یضطرون إلی احترام أهل العلم الكسبي ، ولا یشعرون أي عار في التعلم منهم ۔ لو كان العلم كلها تحصل بعلاقته مع الله ـ تبارك وتعالی ـ ، إذا فما الاحتیاج إلی سلسلۃ الأنبیاء ؟ یعرف من سلسلۃ الأنبیاء أن كل إنسان مكلف للتباع نبي وقت نفسه في هدایته .

السؤال: المقصد من الكلام المذكورأن علاقۃالمدارس الدینیۃ مع الزاویات علاقته وثیقۃ ؟

الجواب:نعم ، كیف لا ، الصوفي بأشد الحاجۃ إلی علم الدین .لا یعمل الصوفي إلا أن یجتهد لیعمل بالشریعۃ من القلب ، والآن إذا لم یكن عالما للشریعه ، أو لا یجد من یسئله حول الشریعۃ ، فیكف یعمل ؛ لذا علاقۃ المدارس الدینیۃ بینهما كالغرز مع القمیص ، لا یقطعهما ۔ إذا كانا هذان الإرادتان تعنین الأخری ؛ سیكون الدین محفوضا إنشاءالله ـ تبارك وتعالی ـ

السؤال: یزعم بعض العلماء أن أي حاجۃ إلی شیء آخر بعد التحصل علی العلم الشریعۃ ؟

الجواب:ماشاء الله هذاأیضا سؤال جید ۔ في الحقیقۃ لم یزل الإفراط ، والتفریط تجري. كان السؤال الأول متعلق بإفراط التصوف ، وهذاالثانی متعلق بتفریطه ۔ قال الله ـ تبارك وتعالی ـ في القرآن المجید بالوضوح " ہُدًی لِّلْمُتَّقِیۡنَ " ولا تكون الشریعۃ أكثر من القرآن في كتاب آخر ، وها هو ذا أول مأخذ للشریعۃ ، ولا یمكن الأخذ منه إلا بالتقوی ، فكیف یمكن دونه من كتاب آخر ، ولا یطلب بالتصوف إلا هذا التقوی ، وهو عمل القلب ، یدل علیه الحدیث الشریف تقویٰ ٰھھنا تقویٰ ٰھھنا والسبب لذلك أن نورالقلب تحصل بالتقوی ، وهو یصیر واسطۃ للهدایۃ ۔

السؤال: أهدي إلی عمرـ رضی الله عنه ۔ بالقرآن ، وهو لم یكن مسلما في قت نفسه ، هكذا كثیر من الكفار لما استمعوا القرآن فأسلموا ، ولم تنقطع تلك السلسلۃ إلی الآن ، أما یكفي هذا رداعلیك ؟

الجواب:سؤال صعب واقعۃ ، أسأل الله ـ تبارك وتعالی ـ أن ینصرني في الجواب الصحیح ۔ في الحقیقۃ أن الكفار أیضا مزین ببعض الخصائص ، وهي تتعلق بخصائص القلب ، وتكون قلوبهم مصلحۃ ، لكنها أفسدتها البیئۃ إنهم یحتاجون إلی سهم الذي ینفذ البیئۃ ویتسرب إلی القلوب وهذه الصفۃ توجد في القرآن الأكثر فالأكثر ؛ لذا إذا یصل یصل القرآن إلی رجل من كذلك الرجال في حال مناسب ، یكون سبب لهدایته أولا بأول ، وما عدا ذلك یحتاج إلی التقوی ، للإستفادۃ من القرآن ؛ كيْ یتحصل علی الإرتقاء المزید لا بد له من التحصل علی التقوی ، وإلا من الممكن أن یسلمه القرآن ویرده النفس إلی الكفر مرۃ ثانیۃ ۔

السؤال: لا یكون الرجال الذین تحصلوا علی هذین النورین إلا قلیلون ، ما لعمل ینبغي في حال نفسه ؟

الجواب:هذا الكلام خطأ أن أو لئك الرجال قلیلون ، لا یكون قلتهم إلی هذا الحد ۔ الحمدلله كثیر من العلماء تحصلوا علی نورالقلب ،سوء سلكوا علی السلوك مستقلا ، أو وجدوا صحبۃ أهل الله مستقلا، وهكذا كثیر من الصوفیاء تحصلوا علی العلم الذي یعملون بها أعمالهم الیومیۃ وفق الشریعۃ ۔ والكلام الثاني : أن من تحصل علی نورواحد ، فلیتجتهد أن یتحصل علی النور الثاني في أسرع وقت ، ولیسترشد في ذلك الأثناء من أولئك الذین تحصلوا تحلی ذلك النورالذي لم یكن عنده بعد ۔ كان الإمام الشافعي ـ رحمه الله ۔ یذهب إلی بدوي لهذ الغرض ، فستفسره رجل عن ذلك ، فأجاب : إنه تحصل علی ما ، تركناه ،لایكون المراد إلاذلك ۔ هكهذا ملفوظ الشیخ المجدد ألف ثاني رحمه الله أن لا یعتبر تحقیق الشیخ الجنید البغدادي ، والشیخ الشبلي ـ رحمهماالله ـ في أمور الشریعۃ ،بل لیكون التحقیق في تلك للشیخ الإمام أبوحنیفۃ ، والشیخ الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ لا یكون المرادمنه إلا ذلك أیضا ۔

السؤال: إذا أراد العلماء أن یتحصلوا علی التصوف ، هل إتیانهم إلی الزاویۃ ضروري ، لوكان الأمر كذلك ألم تكن المدارس تضر من ذلك

الجواب:الخوض في میدان التصوف لا بد له من مراعاۃ أمرین ؛ إصلاح النفس ، والاستمساك بغرزالمرشد ۔ من عمل من العلماء هذین الأمرین ۔ ثبت علاقته بالزاویۃ إلی درجۃ الاحتیاج ۔ إن كان ضرر الدین ونقصانه في اتیانه إلی الزاویۃ ، لما ذا یتركه الشیخ إلی ذلك، إذا كان صحیحا ، لكني أسأل أن العلماء الكرام یعملون كل حین ، أو یعملون الأعمال الأخری أیضا،لما ذا لا یعترض علی علی تلك . هل أغلقت المدارس أم أنشأت بذهاب الشیخ رشیدأحمد الجنجوهي ،والشیخ أشرف التهانوي ، والشیخ قاسم نانوتوي ۔ رحمهم الله ۔ إلی الزاویات ۔ إن التفت لظهر أن كثیرا من المدارس تواصل أعمالها في إشراف خلفاءهم ۔

السؤال: یزعم بعض الصوفیاء أنهم مشغولون في جهاد الأكبر ، فلا یحتاجون إلی الجهاد الأصغر ، وبعض الناس یقدم ذلك في صورۃ التلوین فیقولون : أن الصوفي لا یحزن قلب رجل ، ویكون مصلح بالتمام والكمال ؛ لذا لایحتاجون إلی الجهاد حسب زعمهم ؟

الجواب:هذا كله غدرۃ الشیطان ، وعدم الإطلاع علی الحقیقۃ .لا بد لكل مسلم أن یمشي علی سبیل الصحابۃ ـ رضی الله عنهم ـ وإنهم لما جاهدوا ،فكیف یمكن لنا تركه ۔ الجهاد الأكبر یكون في الحقیقۃ مع النفس ، والمراد منه أنه یكون في كل حین ، فلا یخلوا وقت ما منه ، وأما الجهاد الاصطلاحي یكون أحیانا وأحیانا ۔ لكن أولئك الأغبیاء ینسون أن الجهاد الأكبر لا یكون إلا في ضمن الجهاد الأصغر ؛ لما یتغاغلون عنه ۔ آلنفس یحب أن تجاهد ؟ فإذا كان الجهاد ضروري والنفس لم تكن مستعدا له ، فلا تكون مخالفۃ النفس في وقت ذلك إلا وهي جهاد أكبر ، وتاركه یكون منهزم ۔ وأما القول أن الصوفي مصلح كله ، أ إنه لا یحزن قلب الشیطان أیضا،وأن الله ـ عزوجل ـ قال : ‘‘إن الشیطان لكم عدوفاتخذوه عدوا’’إذا كان الشیطان عدونا ، فمن یعبدالشیطان هوأیضا عدونا ، ولا یكون الجهاد إلا معهم ۔

السؤال: أیمكن للصوفي أن یشترك في سیاسۃ المملكۃ ؟

الجواب:كیف لا،بل لا یكون الأمر المهم لبعض الصوفیاء إلا ذلك۔ والمراد من السیاسۃ في الإسلام نفاذالشریعۃ الإسلامي في الملك،أیمكن لأحد أن یقول : أنه خطأ ؟ لا بد من إصلاح النفس قبل الاشتراك في السیاسۃ المملكۃ؛ لأنها لا تخلو من خوف االزلل ، والظاهر أن سیكون صوفیا لإصلاحه ، في الحقیقۃ أن السیاسۃ الدینیۃ عمل الصوفیاء كان الشیخ المجدد ألف ثانی ، والشیخ الهند ، والشیخ المولوي حسین أحمد المدني ، والشیخ المنفتي محمود ـ رحمهم الله ۔ هكذا كثیر من الصوفیاء ،من كبار السیاسین ، والقدوۃ في زمنهم ۔

السؤال: نقرأ في الكتب حول العروج والزوال ، مامعناهما ؟ هناك تقصد بالزوال الإرتقاء مزیدا ، لكنه یعد التنزل عامۃ ۔

الجواب:مفهوم العروج والزوال مختلف في التصوف باختلاف یسیر ؛ لذا لیتفكر حولهما بالحیطۃ ۔ المرد من العروج كیفیۃ الفناء التي لم یزل الإنسان ینفي فیها عن نفسها ، ویترقی في مشاهدۃ التجلیات الأسماء ، والصفات ۔ في ذلك الحین یحب أن یكون فیه الإرتقاء المزید ، لكن معاملۃ الله ـ تبارك وتعالی ـ في ذلك المقام مختلفۃ ۔ یمنح البعض الإرتقاء في أحوال نفسهما حتی یستغرق في ذات الله ـ تبارك وتعالی ۔ ثم لا یجري منه سلسلۃ الإفاضۃ ، بل یفرغه لذاته تبارك وتعالی ـ ویمنح البعض الإرتقاء بنوع آخر ۔ إذما هم انقطعوا من أنفسهم لذا یكونون لذاتهم ، لكنهم ینصرفون إلی الناس مرۃ ثانیۃ ، والفرق أنهم كانوا یراجعون المخلوق قبل ذلك لذاتهم ،والآن یتوجهونهم لله ۔ تبارك وتعالی ـ وهذه الكیفیه أي الرجوع الخلق یقال لها : ‘‘الزوال’’وإن كانت زوالا صورتا ، لكنها الإرتقاء حقیقتا ؛ لأنه استعمل علی عمله ۔ یقال له : البقاء أیضا ۔

السؤال: ذكر في كتب التصوف ‘‘الصحووالسكر ’’ ماالمرد منهما ؟

الجواب:‘‘الصحو ’’ هوحالۃ الیقضۃ ، ‘‘والسكر ’’هو حالۃ الإغماء إن كان صاحب الكیفیۃ في الیقضۃ ، ویقضي الأحكام الشریعۃ وفق الشریعۃ ، فهو صاحب الصحو ۔ وأما الصاحب الحال الذي طارت كیفیۃ یقظته لغلبۃ حال ، وصدر منه عملا، أو كلا ما یخالفان أصول الشریعۃ،فهذا صاحب السكر. لا یأثم لعدم التكلیف لكنه لا یقلد أیضا .

السؤال: هل الشطیحات تحدث أولئك الناس ؟

الجواب:الشطیهات ؛ هو الكلام الذي تحدث به أولئك الناس حالۃ السكر ، وهو مخالف للشریعۃ ظاهرا ، لا اعتبار لذلك ، ولا إثم ، لكن من ینقله فی الیقضۃ بعدما یراه صحیحا ، فإن كان ذلك إثما ، یأثم ، وإن كان كفرا ، یكفر كان الشیخ بایزید البسطامی ـ رحمه الله ۔ تلفظ في حالۃ السكر بألفاظ تالیۃ ‘‘سبحاني ما أعظم شاني’’ لما أخبر بعدما أفاق فقال :صرت مجوسیا، تاب ، وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله ، والآن من تلفظ كتلفظه في الیقںه ، یفضي إلی الكفر ۔

السؤال: مالمراد من عالم الخلق ، وعالم المثال ، وعالم الأمر ؟

الجواب:ان الله تبارك وتعالی ـ خلق بعض الخلق مادیا وبعضها مقداریا ، یقال لها :‘‘ المادیات’’جمیع الإجسام مادي ۔ وخلق الله ـ تبارك وتعالی ـ بعضهامن المادۃ ، والمقدار كلتیهما یقال لها : ‘‘المجردات ’’ویقال للمادیات ؛ عالم الخلق، وللمجردات عالم الأمر ، وبینهما عالم المثال ، أن یشبه عالم الأمر في عدم المادیۃ ، ویشبه عالم الخلق في المقدار ۔ إذما عالم الأمرلیس بمقدار ، لذا هو غیر محدود ، ولیس بمادي أیضا ؛ لذا هو نقي من ضعف المادۃ ؛ لذا یكون أقوی ۔

السؤال: ماهو الهمۃ ؟

الجواب:أن یجمع القلب ، ویوحده إلی شیئ حتی لایكون خوف أخر یقال له : التوجه والتصرف أیضا ، ویمكن به قضاء أمور عظام ۔

السؤال:كیف یمكن قضاء الأمور بالتوجه ؟

الجواب:إذا وقع سیارۃ أحد في الحفرۃ ، یدفعها الناس لتخرج ، وإذا خرجت من الحفرۃ ، یسیر بنفسها . هكذا من لا یستطیع السلوك ، یستعینه الشیخ بتوجهه ؛ لیبدأه السلوك ، وإذا استطاع أن یسلك بنفسه ، فیتركه الشیخ علی ذلك .

السؤال: هل للعملیات علاقۃ بالتصوف أم لا ؟

الجواب:لا ، لیس لها علاقۃ .هذا من أغلاط العوام أن العامل مرشدا ، والمرشد عاملا .

السؤال: لكنا نری أن كثیرا من المرشدین یعطون الناس التمائم فكیف ذلك ؟

الجواب:إن تحصل عالم مع علم الدین علی علم الطب ،هل یمكنك أن تقول : أن لا بد لكل عالم أن یكون طبیبا ؟ إن تحصل بعض الشیوخ علی عدۃ من العملیات ، ویستملوها في خدمۃ خلق الله ۔ تبارك وتعالی ـ .لا یجرح منها تصوفهم ، ولا تثبت به جزء لازم للتصوف .

السؤال: سمعنا أن الشیخ أحمد علی لاهوری ۔ رحمه الله ـ أوصی أولاده أن لا یصرفوا أوقاتهم في الحصول علی علم الكیمیاء ولا في العملیات ؟

الجواب:نعم ، یمكن ۔ هذا موقوف علی تجربۃ الشیخ : لأن العملیات تضر أحیانا ،وفي بعض الحین تسلب النسبۃ : والسبب لذلك أن تصرفات العملیات تكون ظاهرا ، فیراه الناس كاشف الضرر ، إن وقع في ذهن العامل أیضا عظمته ، إذا الهلاكۃ یقیني ۔ من الممكن أن الشیخ منع أولادهم نظرا إلی ذلك الخوف .

السؤال: أتعلم العملیات علی العملیات لیس بصحیح ؟

الجواب:لا ، ولا أن یكون التحصل علیها غیر جائز ، بل لا یخلو حصولها من خطرۃ عظیمۃ من الوجهین : ۱ـ أن طریقۃ حصولها ممتلئۃ من الخوف. ۲ ـ إذا حصلها ، تحملها لیس بسهل .لكن من تحصل علیها، واستعملها صحیحا یعني أن ینقذه من شرعامل سیء فهذه خدمۃ درجۃ عالیۃ ،وإن كان ذلك خالصا للبتغاء وجه الله ـ تبارك وتعالی ـ یرجی بها أجرعظیم . هذه فن من الفنون حسنه ، وقبحه منحصر علی طراز استعماله ۔.

السؤال: بعض الناس یرون العملیات شركا ، ألیس الاتقاء منها مناسب جد ؟

الجواب:لا یناسب أن یقال حولها مباشرۃ ؛ لأن العملیات علی أنواع : منها الجائز ، والمكروه ، والحرام . تجوز العملیات التي لا تخاف منها علی فساد العقیدۃ ، ولا تكون طریقۃ حصولها مخالفا للشریعۃ ، وأن لا یكون استعمالها خطأ وأم العملیات التي لا تكون إلا بفساد العقیدۃ ،عاملها یحرم من الإیمان مثل : یسلم أثرالنجوم في بعض العملیات ، وهذا شرك . وأما العملیات التي تكون طریقۃ حصولها مخالفا للشریعۃ ، أویكون استعمالها لأعراض فاسد ، فهو حرام. كون الرقي، والتعویذ مذموما فیها من أداۃ الجنات والموكلات والإستعاذۃ بها ثابت بآیۃ الجن الرقم : ۶

السؤال:ماهو درجۃ الدعاء ، والصلوۃ ، والتمیمۃ ،ولرقي في إقضاء فعل ما ؟

الجواب:أحسن الطریق ، ومسند الطریق لذلك أن یصلي صلوۃ الحاجۃ .ثم یرعی ، في المرحلۃ الثانیۃ فقط الدعا.فی الثالثۃ الأوراد ، في الدرجۃ الرابعۃ الرقي ، وفي النهایۃ درجۃ التمیمۃ . أما عامۃ الناس یسعون أولا بأول أن یأخذها التمیمۃ ثم الرقي ، ثم الأوراد والأذكار ، ثم الدعا، وفي النهایۃ ینزلون إلی صلوۃ الحاجۃ ، وهذا من الجهالۃ والحماقۃ ـ نسأل الله أن یخفظنا . ینبغي التمیمۃ عموما إلی من لا یقعدر علی الأعمال الأخری مثل : الصبي . في بعض الحین یمكن الاحتیاج إلی التمیمۃ التي تكون للحفاظۃ كل حین ، یفطر الرجل إلی مكثها عنده ، في ذلك الحین یناسب إعطاء التمیمۃ إلی الكبار . ۔

السؤال:ماهو حكم طلب الدعاء من أحد ، وبأي إرادۃ یناسب ذلك ؟

الجواب:طلب الدعاء من الاخرین تواضع ، وهو محبوب عندالله وتكون النیۃ في ذلك أنه أفضل منی ـ إنشاء الله ـ ستكون أدعیته أقرب إلی الإجابۃ .

السؤال: الذي یطلب منه الدعاء أهو أفضل من الطالب ؟

الجواب: هذا لیس بضروري ۔ وهویری أنه ظن بي حسن ، فیدعو له ، یرجو أن الله ـ تبارك وتعالی ـ یقضي ۔ أمره ؛ لحسن ظنه بي ، وأجد الأجر مجانا . نعم ، إذا كان المطلوب محتاجا إلی الدعاء نفسه ذلك الحین ، فلیدعه لنفسه أیضا ؛ كی لا یكون إظهار الاستغناء من تلك النعمۃ أیضا ، ولا تكون شبهۃ التكبر ، والعجب أیضا ، بل لیطلب من الطالب الدعاء لنفسه أیضا فهذا أفضل .

السؤال:ماهوالمراد من عدم الجنس ، أي رجال ، وأشیاء یراد به زمن الراهن ؟

الجواب:المراد منه الذي لایكون في الإختلاط مولی إلی ضررالروح . منها :الإختلاط مع غیرالمحرم أولا بأولا ، والذین لا تخلو عقائدهم من الفساد ، أو یسؤ في طریق الشیخ . من الممكن أن یضره صحبۃ أهل العقائد الفاسدۃ ، أن یحبهم في درجۃ ما ، وهو ممنوع كما قال الله ـ تبارك وتعالی ـ "یٰۤاَیُّہَا الَّذِیۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تَتَّخِذُوا الْیَہُوۡدَ وَالنَّصٰرٰۤی اَوْلِیَآءَ " امن الممكن أن تعد هذه الأمراض بصحبۃ أولئك الذین یواجهون الأمرض العدیدۃ مثل : یتكلمون عن النسآء ۔ أو یتحدثون حول الأموال كثیرا یعني حرصهم علی تلك الأشیاء كثیرا ۔ الجلوس مع من یبغض سلسلته ، أو مشائخه یضر الروح ، وهو للمبتدئ مضر جدا ؛ لذا لا بد من الاجتناب منه .

السؤال:ٓلحج ، والعمرۃ یؤثران في إصلاح الإنسان أم لا ؟

الجواب:كیف لا ، الكلام في الحج والعمرۃ أن الحج فرض ، لابد منه ، لكن إن أدی الحج المكتوب ،ثم یحج التطوع ۔۔۔ إذا مارحمۃ الله ـ تبارك وتعالی ـ ینزل علی الكعبۃ أولا بأول ، و بعد ذلك من ثم ینقسم إلی العالم كلها ؛ لذا من كان أقربها نال منه حظا كثیرا ، فمن تقرب إلیها بنیۃ الإصلاح یرزقه الإصلاح ، ومن تقربها ناویا للبركۃ ، یجدالبركۃ ومن تقربها بإرادۃ الأجر ، والثواب یكتب له الأجر والثواب وماعدا ذلك مواضع قبولیۃ الدعاء هناك أكثر أیضا ، فمن هذه الناحیۃ أیضا لا یخلوان من النفع . والكلام في الحجر الأسود نفسه أن الإنسان في أیۃ كیفیۃ قلبه واجهه ، یختم علی تلك الكیفیۃ ۔ إذا ذهب أمامه في كیفیۃ الاستغفار ـ ماشاء الله ـ یرزقه توفیق التوبۃ ، هكذا یغسل خطایا الإنسان في العرفات ، وینق الإنسان من ثقل الخطایا ، فیمكن له أن یعزم من البدایۃ أن یمضي حیاته وفق الشریعۃ . والحضور علی الروضه المقدسۃ في كیفیۃ الاستغفار ، والندامۃ علی الخطایا ،یمكن أن یكون وسیلۃ كبری للنجات . هذا ما ذكر عدۃ من المواضع من تلك المواضع الكثیرۃ : لذا إنهما یؤثران في الإصلاح بأثر عظیم . لكن بعض الحین الطرق الأخری ألیق لبعض الناس . ۔

السؤال:بأي النیۃ یمكث في الزاویۃ ، وما هوالاحتیاج إلی ذلك ۔ وكیف یبنغي ذلك ، وما هي فوائده ؟

الجواب:إذا كان الرجل ینقطع من كل شیئ ، ویتوجه إلی مقصدواحد بتوجه كامل ، یضعف قواه كفورالماء ۔ والزاویۃ هي المستشفی للأمراض من الروح .هناك تجهز البیئۃ التي لا بد منها في إصلاح القلب یعني تكون هناك الفاعلۃ أي انتظام الأذكار ، والمجاهدات كلیهما ۔ ییسیر فیها خلوۃ فارغۃ من كثافات الخارج في درجۃ ما وأفضل من ذلك ، یرزقه صحبۃ الشیخ ، وهي أساس الطریقۃ . یعني للسالك أن تكون نیته إصلاح نفسه محضا ، أثنا مكثه في الزاویۃ . الاحتیاج إلی المكث في الزاویۃ كالإنسان المریض، تمكن معالجته في البیت أحیانا وفي بعض الحین لا تمكن معالجته ، إلا بالمكث في المستشفی . ففي صورۃ نفسه درجۃ الزاویۃ كالمستشفی الروح . ثم یمشي المسترشد علی الترتیب الذي جوزه الشیخ له ، ویترك تجاویز بالتمام والكمال . من أكبر فوائدها أن السالك یتحصل علی ثمرات إصلاحه بطریق أحسن في حیاته الخارجیه بعد ما یرزقه قوۃ الروح من بیئۃ الزاویۃ .

السؤال:ماهوالمراد من شوق لقاء الله ـ تبارك وتعالی ۔ آلشوق أیضا داخل فیه ؟

الجواب:المراد منه شوق لقاء الله ـ تبارك وتعالی ـ في حال حسن .لیقدر الحیوۃ حق قدرها ، من الممكن أن تتحصل بها هذا المقصد ، لكن ینبغي تمني الموت الذي یلحقنا بالله ـ تبارك وتعالی ـ في حال جید یعني الشهادۃ وغیرها ، وإلا فلابد من ابتعاد الجبن الذي یبعد نا من الله ـ تبارك وتعالی ـ من هدف في حیاته أن یغلب علیه عندالموت شوق لقاء الله ـ تبارك وتعالی ـ ویذهب عنه خوف الموت .

السؤال:أیشد علی النسآء في الحجاب ، وفي تربیتهن ؟

الجواب:نعم ،لكن حسب الضرورۃ ، وبالحكمۃ ؛ لأن رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ قال : ‘‘واستوصوا بالنسآء خیرا، فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شیئ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقیمه كسرته وإن تركته لم یزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خیرا’’[رواه البخاري الحدیث :[۵۱۸۵ ومسلم الحدیث :۱۷۳،۱۷۴،۳۶۴۴،۳۶۴۷] والمراد منه أن لابد من الحیطۃ ، والاقناع مع بعض الأشیاء التي لا تخلوا النسوۃ منها . والكلام فیه أن الإنسان إذا كاعیشۃ معهم ممكن بالقناعۃ ، والصبر ، فنعم إذا ، وإلا إن شد علیهن بالحكمۃ مرۃ ، فلیفعلهن أكثرأیضا ؛ لیتلف به الشدۃ ، لیمش معهن بین الترهیب والترغیب ؛ لأن صف النسوۃ وإنها رئیسان الحماسۃ. ینبغي في هكذا الصور أن یكون الترغیب ، والترهیب معا ۔ إن فعلت كذا، سیكون كذا ، لكن لیكون الإنعام أیضا معه ، ولا یكون المن ، والإنعام علیهن أكثر ، اشتریت الخمار ، والثوب وغیرها مایمكن من الإشیاء تحت الشریعۃ .لا تكون مسئلۃ كبری ، بل هي رغباتهن في أشیاء تافهه ، لكنهن یجعلنها مسئلۃ كبری .

السؤال:ماهو طراز تربیۃ دینیۃ للصبیان ؟

الجواب:تربیۃ النفس أولا بأول ، ثم تربیتهم .

السؤال:أیشد علی الصبیان في تربیتهم الدینیۃ إلی حد ؟

الجواب: نعم إلی مایفید. من الممكن أن یستشیر مع عالم في ذلك أن یعینه حد الضرورۃ . لما كان الإنسان لم یكن مزكی نفسه ، فكیف یصلح ،یربي الآخرین ؟مثل : قلت للصبي إن جاء ضیف ، ورن الجرس ، فقل له أن أبي لایوجد في البیت ، فالصبي یفعل ذلك ، لكنك أخبرته أن الكذب یكذب في الموقع ، ربیته بتربیۃ منفیۃ ، ووقع ذلك في قلبه ۔إن الإنسان كلما یعامل مع أولاده معاملۃ ، فلیضط علی نفسه أیضا في ذلك ۔ منع الصبینا من التلفاز ، فلیتركه بنفسه أیضا . منعتهم عن اللغو ۔ فلیعرض عنه بنفسك أیضا ، منعتهم عن الكذب فلا بد لك أن تجتنب لنفسك أیضا عن الكذب . فلأمر الأهم في تربیۃ الصبیان هو أن یربی نفسه أولا بأول، وبدون هذاتربیتهم صعب . وإن لم یكن یربی نفسه بعد ، فلیلحق أولاد مع الذي یربیه ، ویربي أولاده أیضا ، والصبیان یعلمون ذلك أنه مربي لنا ، ولأبینا ، لا تكون المسئلۃ إذا هي أن یعلموا أنا في هذه المعاملۃ سواء .

السؤال: إذا تصادم بین حقوق الزوجۃ ، والأولاد ، وبین الإصلاح فأیهمایرجح؟

الجواب: الإصلاح لا یخلومن حقوق الزوجۃ ، والأولاد ، هما أیضا من الإصلاح ، إن لم تؤدي حقوق الزوجۃ ،والأولاد ألیس من الضروري أن یصلحهما ؟ ؛ فلذا لابد من الإصلاح مراعاۃ حقوق الزوجۃ ؛والأولاد ، لاأن تجعلهما حجابافي إصلاحك . مثل : لا بد لك أن یزید شیئا من اجتهادك ، لا أن تكون لك الآن العطلۃ . فلا یكون احتیاجك الآن إلی الإصلاح نعوذ باللہ من ذالک ـ ؛لأن حقوق الزوجۃ ، والأولاد لا تصادم الإصلاح أبدا ۔ نعم ، تصادمه حقوقهما المحرمۃ عندالشریعۃ . تقول الزوجۃ : أن تأتي بالتلفاز إلی بیتها ، فهذا لیس من حقوقها ، وإن تركت ذلك ، فلا یعد من إتلاف حقها ، فلا ینبغي أن یجعل حق مالم یكن حقا ، وأن لا یری حجابا ماكان حقا .

السؤال:إِذا صارت حقوق الزوجۃ ، والأولاد حجابا في الإصلاح ۔ فأیهما یرجح ؟

الجواب: لا دخل لحكم من الشریعۃ في الإصلاح ، والصعب فیه مجاهدۃ ، لیصبرعلیه ، والسهولۃ فیه واسطۃ الشكر ، وكلاهما من أعلی مراتب الإصلاح .

السؤال:هل یتأثر الإصلاح من التقلید من غیر التقلید ؟

الجواب: الإصلاح یمنح الوسعۃ لعدم التقلید ؛إذا لم یكن الاعتراض علی الشیخ ، ولا یكون سؤالظن ، وسؤ التحدث حول الأئمۃ ، لا توجد طریقۃ المحفوظۃ الیوم إلا في التقلید .

السؤال:ماهوالمراد من الفقر القلبي في أعمال القلب ؟

الجواب: الفقرالقلبي : هو أن یطلب ، ویرغب فیما عند الله ـ تبارك وتعالی ـ أكثر مما عندالخلق "رَبِّ اِنِّیۡ لِمَاۤ اَنۡزَلْتَ اِلَیَّ مِنْ خَیۡرٍ فَقِیۡرٌ "۔

السؤال:ماهوالفرق بین معاصي الشیطاني ، والمآثم النفساني ؟

الجواب: إن الشیطان لا ینظر إلی لذتنا ، ونفعنا ، بل غرضه أن یبعد نا عن الله ـ تبارك وتعالی ـ سواء أي طراز مااختار ؛ لذا لا یقع الكافرفي المعاصي ، بل ینقذه من المعاصي النفساني ؛ لیكون سببا لتبلیغ كفرالآخرین . ومن ناحیۃ أخری إن النفس لا ترغب في المعاصي ، بل هي ترغب إكمال لذاتها ، وهواها ؛لذا تطمئن إذا وجدهما ،وإن كانتا في غیرالمعاصي . فالفرق الواضح بینهما أن الإثم الذي توجد في الكافر ، والشیطان كلاهما ۔ كثیراما یكون نفسانیا ؛ لأن المسلم ، والكافرسواء في النفس .

السؤال: ماهوالتلوین ؟

الجواب: في البدایۃ تتغیرأحوال قلب السالك ، یكون القبض أحیانا ، وأحیانا البسط ، وأحیانا السكر ، وفي بعض الحین الصحو ، وهذه من ملائم السلوك ، كل واحد یواجهها ؛ لذالا ینبغي الحزن منها . لا خوف إذاكانت علاقۃ السالك مع شیخه وعمله علی الشریعۃ ۔ كما قال الشاعر : بر صراط مستقیم ہر گز کسے گمراہ نیست۔ یعني إذاكان السیر علی الصراط السمتقیم ، فلا یكون الضلالۃ أبدا .

السؤال: ماهوالتمكین ؟

الجواب:یقرالسالك علی حالۃ محمودۃ ، إذا رزقه المواظبۃ علی الطاعۃ ، والأذكار یقال له : في اصطلاح التصوف ‘‘التمكین’’علی الطاعۃ ـ ماشاء الله ـ یرزقه إكمال الحقوق كلها یقال له : ‘‘التوسط’’؛ولأجل هذا التوسط سمي هذه الأمۃ أمۃ وسطا .

السؤال: یذكر الحجابات في الكتب ، مالمراد منها ؟

الجواب:قال أهل الكشف :أن في كل لطیفۃ عشرۃ آلاف حجابات ، واللطائف كلها سبعۃ مع اللطیفۃ القالبیۃ ، فصارت الحجابات سبعون أیضا . یرفع الظلمۃ بالذكر ، ویكون نوراللطیفۃ بمرئ السالك ، وهو علامۃ لرفع حجابه مثل : الشهوۃ ، واللذۃ حجاب النفس ، حجاب القلب ، النظر علی مادون الحق ، حجاب العقل التفكر في الفلسفۃ وغیرها ، حجاب الروح ، التفكر في مكاشفات العالم المثال ، لیستغني الرجل من تلك الحجابات كلها ، ولیتوجه إلی المقصود الحقیقي ، ولینتنف غیرالمقصود ۔ لیصل إلی الله ـ تبارك وتعالی ـ بعد مایقطع غیرالله ـ عزوجل ـ بسیف ‘‘لا ’’.
یذكر للحجابات أربع مراتب : ۱ ـ اللاهوت،۲ ـ الجبروت، ۳ ـ الملكوت، ۴ ـ الناسوت .
منها : المرتبۃ الناسوت : وهي العالم الإنسان ـ یقل لحجاباتها : ‘‘ظماتي’’ أیضا ، وهي حقیر ، لا یكون الإلتفات إلیها كثیرا ؛ لذا لاتضرها السالك كثیرا ، لكن المرتبۃ الملكوت ـ وهي تسمي الحجابات النوراني ـ ، أكثر اختبارا للسالك ، الإنقاد ، والاجتناب منها دون الشیخ الكامل صعب جدا .

السؤال: ماهي الشجرۃ ؟

الجواب:إن الله ـ تبارك وتعالی ـ أجری سلسلتین عظیمتین لهدایۃ خلقه : ۱ ـ كتاب الله، ۲ ـ رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ. أخذ ذمۃ حفاظۃ القرآن بنفسه ، وأجری نظامین لحفاظۃ طریق رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ :أجری سلسلۃ أحادیثه المباركۃ لحفاظته العلمي ، وربی الصحابۃ لحفاظته العملي ، ربی الصحابۃ التابعین ، وربوا تابع التابعین ،هلم جر ، وهذه السلسلۃ لم تزل تبقی حتی الآن ۔ كما أن المحدثین یحافظ علی سلسلۃ الأحادیث المباركۃ ، هكذا المشائخ یحافظ علی سلسلتهم التربیۃ یقال لها : ‘‘الشجرۃ ’’.

السؤال: الناس یقرؤن الشجرۃ ماحقیقتها ؟

الجواب:كما أن الشیخ یفید السالك أكثر من الخلق كله ، هكذا السلسلۃ التي تحل السالك إلی محمد رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ تفیده جدا ؛ لأن محسن الشیخ ، شیخه هلم جر ، فالسالك لما یقرء شجرته ، فیطلب بواسطتها محبۃ ربه ، والنسبۃ ، وهي تصیردعاء مقبولا جدا . وبألفاظ أخری : أن تلك السلسلۃ وسیلۃ لهدایتهما ، فمن الممكن أن تكون وسیلۃ للطلب من ربه .

السؤال: ماهیي شجرتك ؟

الجواب: لها أصناف، یذكرمایلي؎ الشجرۃ التي هي بواسطۃ الشیخ الحاج إمدادالله المهاجر مكۃ ـ رحمه الله ـ كتبها بالاختصار ۔

الشجرۃ المنظومۃ (اقبالیہ شبیریہ)
یا الٰہی کن مناجاتم بفضلِ خود قبول از طفیلِ اولیاءِ خاندانِ صابری
شاد فرما روحِ شاں از رحمت و رضوانِ خود در جوارت دارِ ایشاں را بقربِ دائمی
طاہر و پر نور کن قلبِ مرا از فضلِ خویش بہر شبیر و اقبال باصفاء و متقی
ذکر قلبی کن عطا اے قادرِ مطلق مرا بہر مولانا زکریا صاحب سِرِّ ِنبی
بہر مولانا خلیل احمد ملاذی فی غدی ہم رشید احمد رشید باصفاء و سیدی
بہر امداد و بنور و حضرت عبد الرحیم عبدباری، عبدہادی عُضدالدین مکی ولی
ہم محمدی و محب اللہ و شاہ بو سعید ہم نظام الدین جلال و عبد قدوس احمدی
ہم محمد عارف و ہم عبد حق شیخ جلال شمس الدین ترک و علاؤا لد ین فرید جودہنی
قطب الدین و ہم معین الدین و عثمان و شریف ہم بمَودود و ابویوسف محمد احمدی
بو سحٰق و ہم بممشاد و ہبیرہ نامور ہم حذیفہ و ابن ادہم ہم فضیل مرشدی
عبد واحد ہم حسن بصری علیِ فخردین سید الکونین فخر العالمین بشریٰ نبیﷺ
پاک کن قلبِ مرا تو از خیالِ غیر خویش بہر ذات خود شفائم دہ ز امراضِ دلی

السؤال:كیف یبین التصوف أمام رجل بالاختصار؟

الجواب:التصوف طریقۃ لتصفیۃ القلب من أمراض الباطن ، والفرض الأساسي منه التحصل علی رضی الله ـ تبارك وتعالی ـ لا بد له من العمل علی ظاهر الشریعۃ . یتحصل به علی بعض الفضائل مثل : الصبر ، الشكر، الرضا ، التوكل ، الإخلاص،التفویض ، محبۃ الله ـ تبارك وتعالی ۔ ورسوله ـ وغیرها ویبعد الرذائل مثل : التكبر ، العجب الریاء ، محبۃ الدنیا ، الحسد ، الحقد ، سؤالظن وغیرها . یتحصل به العبد علی العبدیۃ ، ویقبله الحق یقال له : ‘‘النسبۃ والوصول’’. وله واسطتان : ۱ ـ المجاهدۃ ، یظبط بها علی هوی النفس بالجهد ۔ من أشهرها : قلۃ الطعام ، قلۃ المنام ، قلۃ الكلام ، قلۃ الاختلاط مع الذي یضر اختلاطه . ۲ ـ الفاعلۃ : فیها تراكیب التي یظهر بها قوی المكنونه للإنسان من رأسیاتها : الذكر ، والمراقبۃ ، والشغل . ووسائط دون ذلك ، یمكن الفائدۃ بها أیضا لكن احتمال الضرر فیها أكثر منها : تصورالشیخ ، العشق المجازي ، وذكرالسماع . یواجه أشیاء في التصوف التي لا تكون اختیار تحصلها ، وعدم تحصلها، لكن بعضها یتحمل الضرر منها : وحدۃ الوجود مع السكر ، الكشف ، الاستغراق ، التصرف ، القبض ، والبسط ، الكرامۃ ، والمشاهده . وبعضها لا تضر منها : الوجد ، الرؤیا الصالحۃ ، إجابۃ الدعا، الإلهام ، الفناء ، والبقاء ، وحدۃ الوجود بدون السكر ، الفراسۃ الصادقۃ . بعض الأشیاء تحتمل أن تمحوا المجاهدات كلها . منها : حسن العبادۃ ،التعجیل في حصول الثمرات ، التصنع ،مخالفۃ السنۃ ، ومخالفۃ الشیخ نسأل الله ـ تبارك وتعالی ۔ أن یوفقنا الاجتناب منها .آمین .

السؤال: یكتب مع اسمك المسترشدللشیخ المولوي محمدأشرف ـ رحمه الله ـ فما هوالمسترشد ؟

الجواب:یستعمل المسترشد للسالك یعنی المسترشد هو الذي یحصل الإرشاد من أحد الشیوخ ، والذي یحصل به الإرشاد یقال له : ‘‘المرشد’’فأنامسترشد للشییخ المولوي محمد أشرف ۔ رحمه الله ـ وهو مرشدي .

السؤال: یكتب مع اسمك الخلیفۃ المجاز للشیخ الصوفي محمد إقبال ۔ رحمه الله ۔ ماهي ؟هكذایذكر ‘‘مجاز الصحبۃ’’أهو یختلف منها ؟

الجواب:إذا أذن شیخ لأحد أنه الآن یستطیع أن یجعل الطالبین مسترشدیه ، یصیر له الخلیفۃ المجاز ، وإن أذنه أنه یربي الناس ، لكن لم یأذن له أنه یبایع الناس ، وأن یجعل أحد خلیفۃ المجاز، أومجازالصحبۃ أیضا ، یصیر مجاز الصحبۃ له . بألفاظ أخری : أنه یهیأ الصحبۃ الصالح ، ویلقن الخیر ، ویرجی به الفائدۃ أیضا .

السؤال: من المشائخ الذین أجازوك ؟

الجواب:أجازني الشیخ الصوفي محمدإقبال المدني ـ رحمه الله ـ بواسطۃ شیخ الحدیث المولوي محمد زكریا ـ رحمه الله ـ وبواسطۃ الشیخ المولوي فقیر محمد في السلاسل الأربع ، وبواسطۃ الشیخ علی المرتضی ـ رحمه الله ـ في السلسلۃ النقشبندیۃ ، وبواسطۃ الشیخ السید علی میاں ـ رحمه الله في القادریۃ ، والنقشبندیۃ . وأجازني الشیخ الدكتور فدامحمد ـ مدظله ـ والسید بشیرالكاكاخیل بواسطۃ الشیخ المولوي محمد أشرف ۔ رحمه الله ـ في السلاسل الأربع إجازۃ البیعۃ . وأجازني الشیخ عبدالرحمن الصدیقي ـ مدظله ۔ بواسطۃ خلیفۃ واحدۃ للشیخ حسین أحمد المدني ـ رحمه الله ـ في السلاسل الأربع ، والشیخ المولوي شمس الحق أفغاني ـ رحمه الله ـ في الطریقۃ الراشدیۃ . أسأل الله ـ تبارك وتعالی ـ أن یجعلني أهلا لذلك ، وأن یتقبل ظنهم الحسن بي ، وأن یسترعیوبي في الدارین ، وأن یغفرلي ، وأن یرزقني رؤیته ، في معیۃ حبیبه محمد رسول الله ـ صلی الله علیه وسلم ـ وفي معیتهم . إن مما یسرني ، وأحب إلی من مفروح به أن أولئك الأكابر سیشهدون علی إیمان هذا الفقیر یوم القیامۃ ـ إنشاء الله ـ تبارك وتعالی ـ أسأل الله ـ جل وعلی ـ أن لا یحرمني من هذه النعمۃ العظمی

السؤال: ذكرت في الجواب المذكور ‘‘بواسطۃ ’’مرارا، وتكرارا ماهي ؟

الجواب:المراد من الواسطۃ النسب التي تحصل بها أولئك الشیوخ ؛ لأن الشیوخ التي تحصلوا علی كثیرمن النسب ،لا یكون الفرق بینها إلا في الواسطۃ ۔

السؤال: ماهوطراز الرابطۃ بك ؟

الجواب: ذكر تفصیل برامجنا علی كتبي ، یمكن المشاركۃ في برنامبح مناسب لك ، بعد مطالتها ۔ ذكر عنون الزاویۃ الحالیۃ أیضا .

رقم الجوال ۰۳۰۰-۵۰۱۰۵۴۲
رقم البیت : ۰۵۱-۵۴۷۰۵۸۲
اوقات الهاتف : من الساعۃ ۱۲:۰۰ إلی الساعۃ ۰۱:۳۰